” يَنبَغي”: تأمل في قراءات الثلاثاء اول ابريل

” يَنبَغي”: تأمل في قراءات الثلاثاء اول ابريل

” يَنبَغي”

” أنَّ ابنَ الإنسانِ يتألَّمُ كثيرًا، ويُرفَضُ “

تأمل في قراءات الثلاثاء اول ابريل 2014 الموافق 6 برمودة 1730

الأب/ بولس جرس

وفيما هو يُصَلِّي علَى انفِرادٍ كانَ التلاميذُ معهُ. فسألهُمْ قائلاً:”مَنْ تقولُ الجُموعُ أنِّي أنا؟”. فأجابوا وقالوا:”يوحَنا المعمدانُ. وآخَرونَ: إيليّا. وآخَرونَ: إنَّ نَبيًّا مِنَ القُدَماءِ قامَ”. فقالَ لهُمْ:”وأنتُمْ، مَنْ تقولونَ أنِّي أنا؟” فأجابَ بُطرُسُ وقالَ:”مَسيحُ اللهِ!”. فانتَهَرَهُمْ وأوصَى أنْ لا يقولوا ذلكَ لأحَدٍ، قائلاً:”إنَّهُ يَنبَغي أنَّ ابنَ الإنسانِ يتألَّمُ كثيرًا، ويُرفَضُ مِنَ الشُّيوخِ ورؤَساءِ الكهنةِ والكتبةِ، ويُقتَلُ، وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومُ”.

نص التامل

تحدثنا كثيرا عن إنجيل اليوم ولكننا نعاود اليوم قراءته في  إنعكاس أيام الصوم المبارك

ولعل من أكثر الكلمات وجعا وإيلاما في نص اليوم كلمة ” ينبغي”

سيما ان هذا ال ” ينبغي” يقود المسيح ابن الله الحي، الكلمة الأزلي ، الحب المتجسد

نحو التألم بشدة والرفض والموت مقتولا…

ومازال البعض إلى اليوم  لا يدرك ولا يستوعب بل لا يقبل على الإطلاق وجه الإجبار واللزوم

ولا يستسيغ كلمة ” ينبغي” في حياته فما بالك في حياة إبن الله

إنها بالفعل كلمة مؤلمة وحزينة تفيض في النفس جزعا وانقباضا

وتعود بذاكرة الى ايام الطفولة  أيام الطاعة والخضوع:

  • يوم كان ينبغي ان آكل ما لا احب واشرب ما لا أود

لمجرد انه مفيد وينبغي رغما عن أنفي ان ابتلعه ولو شعرت بالرفض والغثيان

  • يوم كان ينبغي ان البس ما يختاره الأخرون
  • وحين كان ينبغي ان ارتدي ما استثقله واضيق بحمله صيفا

بينما أبتغي التخفف والإنطلاق لكن كان ” ينبغي” دوما ان أطيع

  • ويوم كنت تلميذا كان ينبغي ان اصحو مبكرا واذهب غلى المدرسة مرغما
  • وحين العودة كان دوما ينبغي ان انتهي من الواجب

ولو إنتهيت راقدا فوق كراساتي وكتبي السئيمة

وهكذا في كل مراحل حياتي يكون هناك دوما “ما ينبغي”

و الغريب انه كالعادة دوما يكون على عكس “ما أبتغي”

اليوم يتلقي يسوع من التلميذ، بطرس، إعترافا بلاهوته

فلا يذهب بعيدا مع احلام المجد ولا تنطلق محلقا مع رؤى  لملكوت العتيد

بل يتذكر ويركز اهتمامه ويستلفت اهتمام سامعيه إلى حقيقة

ان قمة تحقيق هذه البنوة هو “أن اعمل إرادة من ارسلني وأتمم عمله”

وحيث ان ارادته هي: ” ان الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون”

إذن ينبغي ان اخلص العالم واقدم نفسي ذبيحة عنه

وهكذا : يَنبَغي أنَّ ابنَ الإنسانِ:

1-     يتألَّمُ كثيرًا: وما أدراك ما قاسى يسوع لأجل من آلام

2-     ويُرفَضُ مِنَ الشُّيوخِ ورؤَساءِ الكهنةِ والكتبةِ: وكم كان رفض خاصته مريرا قاسيا

3-    ، ويُقتَلُ: وكم كان الصليب رهيبا وحكم الموت بشعا

4-     وفي اليومِ الثّالِثِ يَقومُ: وهذا اكثر تعقيدا وأصعب على الفهم مما ينبغي

لكن مجاله تاملات اخرى قادمة بإذن الرب

الحقيقة التي يريد المعلم ان يضعنا امامها اليوم هي:

أن وجودنا في هذه الحياة

ورسالتنا كمسيحيين في هذا العالم

لا تتطلب ان نسعى لتحقيق ما نبتغي، فهذه كلها تطلبها الامم

اما انت

فإذا أردت ان تتم مشيئة أبيك كل يوم

فافعل بحياتك وقولك وعملك “ما ينبغي”