العذراء في الكتاب المقدس
2-رموز مريم العذراء في العهد القديم(2)
تأمل في قراءات السبت 9 أغسطس 2014 الموافق السادس عشر من مسرى1730
الاب/ بولس جرس
نص الإنجيل
38وفيما هُم سائرونَ دَخَلَ قريةً، فقَبِلَتهُ امرأةٌ اسمُها مَرثا في بَيتِها. 39وكانَتْ لهذِهِ أُختٌ تُدعَى مَريَمَ، التي جَلَسَتْ عِندَ قَدَمَيْ يَسوعَ وكانَتْ تسمَعُ كلامَهُ. 40وأمّا مَرثا فكانَتْ مُرتَبِكَةً في خِدمَةٍ كثيرَةٍ. فوَقَفَتْ وقالَتْ: “يارَبُّ، أما تُبالي بأنَّ أُختي قد ترَكَتني أخدُمُ وحدي؟ فقُلْ لها أنْ تُعينَني!”. 41فأجابَ يَسوعُ وقالَ لها:”مَرثا، مَرثا، أنتِ تهتَمِّينَ وتضطَرِبينَ لأجلِ أُمورٍ كثيرَةٍ، 42ولكن الحاجَةَ إلَى واحِدٍ. فاختارَتْ مَريَمُ النَّصيبَ الصّالِحَ الذي لن يُنزَعَ مِنها”. (لوقا 10: 38-42)
نص التأمل
رموز مريم العذراء في العهد القديم( 2)
مازلنا نواصل سلسلة تأملاتنا عن امنا العذراء، حيث يقودنا تأمل لآخر في سلاسة ويسر وكأنها سفينة تمسك العذراء بدفتها وتقودها رياح الروح لتصل بنا إلى ميناء الخلاص تأملنا بالأمس في أبرز النبوءات التي وردت عن مريم العذراء بالعهد القديم وهي كثيرة…تعالوا اليوم نتأمل في رموز كثيرة تفي العهد القديم استخدمتها الكنيسة من القرون الأولى ورأت فيها أمورا تشير إلى العذراء الطوباوية مريم وحيث انها عديدة جدا سنقسم الموضوع إلى قسمين كي يتثنى لنا التأمل مستريحين في أمجاد مريم وهي كالآتي:
12- لوحا الشريعة :كما كانت كلمة مكتوبة على لوحى الشريعة حية وفعالة هكذا الله فى تجسده من بطن السيدة العذراء مريم صار إنساناً كاملا . كما ان الوصية كانت منقوشة على لوحى العهد ومتحدة معه هكذا ابن الله في تجسده اخذ من نفس جسد السيدة العذراء مريم وليس خارجا عنها .
13- تابوت العهد: (خروج 25( ويمثل تابوت العهد حضور الله وسط شعبه قديماً، وهو مصنوع من الخشب الذى لا يسوس طوله و عرضه وارتفاعه ذراع ونصف مغطى بالذهب النقي الخالص والذهب والسنط مادتا التابوت رمز لاتحاد اللاهوت والناسوت. يظلله كاروبان بأجنحة وكل منها يقابل الآخر وله عصاتان مغشيتان بالذهب لحمل التابوت وكان بنى اسرائيل يغطون التابوت بالحجاب والجلد وفوقها غطاء ثالث لونه أزرق بلون السماء ولا يحمل تابوت العهد سوى لكهنة فقط ومن اقترب منه غيرهم ولمسه مات. ويوضع بداخل تابوت العهد قسط المن وعصا هارون التي أفرخت والقديسة مريم هي تابوت عهد الرب لأنه تجلى بمجده وظهر لشعبه وكلم هارون من بين الكاروبين. هكذا أضاء الرب من مريم إذ ولدت كلمة الله الذي أضاء للبشرية بنور محبته ” وانت يا مريم العذراء متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل ومن الخارج) ثيؤطوكية الأحد) وأم النور تمثل هذا التابوت لأن المن المخفي فيه يرمز للسيد المسيح، وهي حملت اللاهوت والناسوت (الإله المتجسد) في احشائها الطاهرة.
14- المجمرة الذهبية: (شورية) هارون (خروج 27( من الشورية تفوح رائحة البخور، ومن أم النور فاحت رائحة القداسة والطهر والبركة، والجمر يشير إلى اللاهوت الذي حل في احشائها أما المجمرة فترمز إلى بطن العذراء مريم . فالمسيح أخذ جسده من العذراء والنار رمز اللاهوت الذى اتحد بالناسوت فقد ترك عرش مجده وتنازل وحل في بطن العذراء ولم تحترق. أما قبة المجمرة فترمز إلى السماء والسلاسل ترمز لتنازل المسيح من السماء إلى الأرض، كما ترمز السلاسل أيضا للثالوث الأقدس والبخور هو ذبيحة السيد المسيح الذي أصعد ذاته على الصليب من أجل خلاص جنسنا
15- قسط المن : عال الله في العهد القديم شعبه بالمن وذلك حين تذمروا على موسى فصلى موسى لله فأنزل الرب المن من السماء وأخذ موسى قسط الذهب الموضوع فيه المن ووضعه في تابوت العهد شهادة لبنى اسرائيل فالعذراء مريم هي قسط الذهب النقي الذى حمل لنا خبز الحياة وهذا ما اشار له السيد المسيح بقوله أباءكم أكلوا المن في البرية وماتوا .هذا هو الخبز النازل من السماء لكى من يأكل منه لا يموت… أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء.
16- المائدة الذهبية: التي كان يوضع عليها خبز التقدمة حاملة وخبز التقدمة إشارة للمسيح خبز الحياة.
17- عصا هارون التي افرخت: هي عصا هارون التي أفرخت لوزا وذلك حين تذمر بنو قورح حينما خص الرب هارون بتقديم البخور فأخذوا المجامر وكان عددهم 250 فرداً وقربوا بخورهم .فقال الرب لموسى ” تجمع رؤساء بنى إسرائيل رؤساء الأسباط الاثني عشر وتأخذ من كل واحد عصاه أمام تابوت عهد الرب والعصا التي يظهر منها أعجوبة هو السبط الذى اختاره ليخدم أمامه. وفى الغد جاء هارون وإذا بعصاه قدأفرخت وأخرجت لوزا وبالتالي أصبح سبط لاوي هو السبط المختص بخدمة الرب وأخذ هارون هذه العصا ووضعها في تابوت عهد الرب لتكون شهادة لبنى إسرائيل (عدد 17: 6-10) فالقديسة مريم هي عصا هارون التي أفرخت لوزا وتجسد منها الرب يسوع من غير زرع بشر، وتسبحها الكنيسة في ) ثيؤطوكية الاحد):” مرتفعة انت بالحقيقة أكثر من عصا هارون أيتها الممتلئة نعمة ما العصا إلا مريم لأنها مثال بتوليتها. حبلت وولدت بغير زرع بشر ابن العلى الكلمة الذاتي”. وكما ان عصا هارون الجافة التي وضعت امام الله في خيمة الاجتماع اخرجت فروخاً وازهرت زهراً وانضجت لوزاً هكذا السيدة العذراء مريم رغم بتوليتها انجبت الله الكلمة كما ان العصا اخرجت ثمراً دون ان تزرع في التربة ولم تسق بالماء هكذا السيدة العذراء مريم انجبت يسوع دون زرع بشر، كما ان عصا هارون كانت يوماً غصناً وقطعت ثم افرخت، هكذا السيدة العذراء مريم أفرخت ثمرة مباركة.
18- باب حزقيال: ويرمز لها في العهد القديم بالباب الذى راه حزقيال النبي في المشرق هذا الذى دخل منه الرب وخرج ومازال الباب مغلقا (حز 44 ) وكما تنبأ إشعياء النبي وقال “ها العذراء تحبل وتلد أبنا وتدعو اسمه عمانوئيل) ” إشعياء 7: 14) فالعذراء ولدت المسيح ومازالت عذراء. هذه هي العذراء بنت الناصرة وهذا هو الباب الذي راه حزقيال في المشرق.
19- السماء الثانية: كما يرمز للعذراء مريم بالسماء الثانية فالله الأب الساكن في السماء وأيضا الابن الكلمة تنازل من السماء وسكن في مريم السماء الثانية. والعذراء هي صهيون المدينة المقدسة ونقول في التسبحة الكيهكية: أحب الرب أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب) مز 87(.
20- جبل دانيال : هذا هو الحجر الذي راه دانيال قد قُطع من جبل ولم تلمسه يد انسان البته هو الكلمة الصادرة من الاب اتي وتجسد من العذراء بغير زرع بشر حتي خلصنا “اشارة الى ان العذراء هي الجبل والمسيح قطع منها بغير يد انسان وذلك لكى يحطم الممالك الوثنية المنحرفة
21- برج داود الحصين ومقلاع داود:: الذي لم يستطع العدو اقتحامه ابدا ولا الاقتراب منه هو مثال امنا العذراء البريئة من كل خطيئة.الذي هزم به جليات الجبار كذا مريم هي مقلاع البشرية الذي هزمت به جبروت الشيطان.
22- الكاروبيم: الذي يحمل رب السماوات والأرض، كذا مريم تشبه الكاروبيم لأنها حملت ملك المجد الذي إتخد من احشائها البتولي عرشا.
23- وخليلة سليمان: وهي من ينطبق عليها قوله كلك جميلة يا حبيبتي ولا عيب فيك فهي العروس التي بلا عيب للختن الحقيقي.
24- تخت سليمان وإن كان سليمان يرمز للسيد المسيح في اسمه: معناه رجل السلام والسيد المسيح ملك السلام ووظيفته ملكا لإسرائيل والسيد المسيح ملك الملوك، إذا تخت سليمان هو رمزا للسيدة العذراء مريم التي جلس عليها الرب يسوع بحلوله في احشاءها البتول.
وهناك العديد والعديد من الرموز التي رأى لآباء الكنيسة عبر العصور انها لمريم قريبة الشبه لكن نتوقف إلى هذا الحد… تاركين المجال لباحثين ومفكرين أعمق منا فما نحن سوى مجرد متأملين في مجد مريم…