3-إيمان العقل والفكر والمنطق والقياس:  تأمل يوم الثلاثاء 29 ابريل 2014 الموافق 4 بشنس 1730

3-إيمان العقل والفكر والمنطق والقياس: تأمل يوم الثلاثاء 29 ابريل 2014 الموافق 4 بشنس 1730

 

3-إيمان العقل والفكر والمنطق والقياس

تأمل يوم الثلاثاء 29 ابريل 2014 الموافق 4 بشنس 1730

الأب/بولس جرس

نص التأمل

عبرنا بإيمان الحواس ورفضنا ان يُبنى إيماننا على: أرى، ألمس، أسمع…

واجتزنا إلى إيمان العواطف الجياشة وشاهدنا كم تسبب على مر التاريخ في حروب وآلام…

دعونا ننطلق اليوم إلى النوع المفضل لديّ او لدى اتباع الكنيسة الكاثوليكية في القرون الأخيرة

فمنذ عصر النهضة والأنوار والمجتمع الصناعي والغرب يرفض التعامل بأي من النوعيتين السابقين

ويفضل الإيمان العقلاني المتوازن المبني على اساس منطقي وفكري

المنحاز لما هو بديهي ومنطقي بعيدا عن الحواس والعواطف والخرافات…

وموضوع القيامة في المسيحية هو خير تعبير عن هذا الشوق المتمثل في البحث العقلي،

والمعبر عن الصراع بين الشك والإيمان في قلب الإنسان من جهة

وعن عون الله وتنازله للكشف عن ذاته كي يعرفه البشر على حقيقته من جهة أخرى

وها نحن نرى يسوع بعد القيامة

بالرغم من انه هو هو  بالأمس واليوم وإلى الأبد

إلا انه يبدو مختلفا قليلا عما عهدناه فهو:

ü     يدخل والأبواب مغلقة بإحكام تام

ü     له جسد تظهر فيه آثار المسامير لكنه لا يُلمس

ü     يطلب من التلاميذ ان يلمسوه كي يؤمنوا

ويقول لمريم المجدلية لا تلمسيني بل إذهبي إلى إخوتي وبشري

ü     يتعرف عليه تلاميذه وأحباءه لكن ليس من الوهلة الأولى

ü     له هيئة يمكن التعرف عليه، لكن لمن يريد هو فقط

ü     هو حاضر وموجود يتكلم وياكل ويشرب…فهو حي،

لكنه سرعان ما يختفي عن الأنظار

ü     يسير على الأرض لكنه أيضا يحلق في السماء

ü     يسمعونه فتتحرك في قلوبهم المشاعر” ألم تكن قلوبنا مضطرمة فينا…”

ويتأكدون أنه “الرب” حين يكسر الخبز وبعدها يعود فيختفي

ü     يقوم بمعجزة الصيد العجائبي ثانية بعد القيامة

فيعرف التلاميذ “أنه الرب”

يستر بطرس جسده إذ كان عريانا ويلقي بنفسه في المياه سابحا نحوه

ü     ثم يأكل السمك معهم مشويا عند البحيرة بعد القيامة

سمك من غير ما اصطادوه بعدد اجناس البشر 153 سمكة

وبعد أن يعيد صياغة إيمان تلاميذه لمدة أربعين يوم

سائرا في برية في قلوبهم ونفوسهم وكيانهم

ثم يصعد إلى السماء امام أعينهم وهو يباركهم…

وقبيل صعوده إلى السماء يمنحهم نفخة ونسمة روحه القدوس

 ويرسلهم الى العالم اجمع ليكرزوا بموته وقيامته

موصيا إياهم بالبقاء في اورشليم لقبول الروح القدس

الذي سيتولى بنفسه القيادة الى حين عودته في المجد يوم القيامة

الفارق بين الإيمان بالمسيح في المسيحية وباقي المذاهب والأديان هو ” القيامة”

وبالفعل فقد تعرض إيمان الرسل واتباع يسوع جميعا لهزة رهيبة حين رأووه معلقا على الصليب

وبالفعل خابت آمال الكثيرين وسيطر على النفوس حزن مقيم ويأس يرفض ان يستكين

لدرجة انهم:

–       فلما شاهدت النسوة الملاك وبشرهن بالقيامة…لم يصدقوه

–       وحين شاهدته المجدلية واخبرت بطرس ويوحنا والتلاميذ… رفضوا ان يصدقوا

–       ولما ظهر للرسل اجمعين واراهم يديه ورجليه فرحوا واخبروا توما …فلم يصدق

–       وظل اليهود الى اليوم مصدقين لما اخترعوا من اكاذيب غير مصدقين بالقيامة

–       وبقدر ما يبجل المسلمون يسوع بقدر ما يرفضوا حتى قبول صلبه فما الحال بتصديق قيامته

لكن برغم كل شيئ وامام كل رفض يظل الإيمان بالقيامة وبقيامة يسوع المسيح من بين الاموات هو محور الإيمان وجوهر العقيدة المسيحية برغم استحالة قبوله بالعقل او المنطق أو القياس…