رسالة البابا فرنسيس إلى البابا تواضروس

رسالة البابا فرنسيس إلى البابا تواضروس

ارسل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة في يوم المحبة الأخوية، حملها له القاصد الرسولي للفاتيكان وهذا نصها:
قداسة البابا تواضروس الثاني 
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 
و إذ أشير بسرور إلى الذكرى الثالثه للقائنا الاخوى في روما في 10 مايو 2013، أقدم أطيب تمنياتى القلبية بالسلام والصحة لقداستكم، واعبر عن فرحى بالرابط الروحى العميق الذي يجمع كرسى بطرس وكرسى مرقس.
انى أتذكر، وكلى امتنان للرب الهنا، الخطوات التي اتخذناها معا على طريق المصالحة والصداقة. بعد قرون من الصمت وسوء الفهم بل والعداء، الكاثوليك والأقباط يلاقون بعضهم البعض بشكل متزايد، ويدخلون في حوار، وتعاون معا من أجل إعلان الانجيل وخدمه الإنسانية. ويساعدنا الرب بهذه الروح المتجدد من الصداقة على أن الرابط الذي يوحدنا هو أنه ولد من نفس الدعوة والرسالة التي تلقيناها من الأب يوم معموديتنا. والواقع أنه من خلال المعمودية تصبح أعضاء في جسد المسيح الواحد الذي هو الكنيسة ( 1كو 12:13)، شعب الله المختار، الذي يخبر بفضائلة 
( 1بط 9:2 ). فليوحدنا الروح القدس، المحرك الرئيسى وحامل كل المواهب، إلى الأبد في رباط المحبة المسيحية وليرشدنا في الحج المشترك بيننا، في الحق والمحبه، نحو الشركه الكاملة. 
و أود أيضا أن أعرب لقداستكم عن تقديرى العميق للحفاوة وكرم الضيافة التي قدمتموها خلال الاجتماع الثالث عشر لللجنه الدولية المشتركه للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، الذي عقد في القاهرة بدعوة من بطريركية الكرازة المرقسية. انا ممتن لكم لإستقبال أعضاء اللجنه المشتركة في دير الأنبا بيشوى في وادى النطرون، وانى واثق من أننا نتقاسم الأمل المتوهج في آن يستمر هذا الحوار إلهام في التقدم وأن يحمل ثمارا وفيرة.
على الرغم من أننا لا تزال نسعى نحو اليوم الذي سنجتمع فيه كواحد على نفس مائدة القربان، فنحن قادرون الآن أن نبرز الشركه التي تجمعنا. فاقباط وكاثوليك يمكن أن نشهد معا للقيم المهمة مثل القداسة وكرامه كل حياة الإنسان، وقدسية الزواج والحياة الأسرية، واحترام الخليقة التي عهدها الله لنا. في مواجهة العديد من التحديات المعاصرة، الأقباط والكاثوليك مدعون لتقديم استجابة مشتركة وفقا للانجيل. ونحن نواصل حبنا الارضى، علينا أن نتعلم أن نتحمل اعباء بعضنا البعض وتبادل التراث الغنى لتقاليد، وسوف نرى أكثر وضوحا أن ما يجمعنا أكبر كما يفرقنا. 
صاحب القداسة، افكارى وصلواتى ارفعها يوميا مع الطوائف المسيحية في مصر والشرق الأوسط، والكثير منهم يعانى من ضائقة كبيرة والأوضاع المأساوية. وانا أدرك جيدا قلقك البالغ للوضع في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا، حيث يواجه إخواننا واخواتنا المسيحيين والطوائف الدينية الأخرى التجارب اليومية. فليمنح الله الأب السلام والمواساة لجميع أولئك الذين يعانون، ويكون مصدر الهام المجتمع الدولى للاستجابة بحكمة وعدالة لهذا العنف غير المسبوق.
في هذة المناسبة التي أصبحت تعرف اليوم بجدارة وعن حق باسم يوم الصداقة بين الأقباط والكاثوليك،
اود عن طب خاطر أن ابتدأ قداستكم عناقا أخويا من السلام في المسيح الرب القائم من الأموات.