5              أيها الإيمان أين أنت:  تأمل في قراءات الخميس أول مايو 2014 الموافق 6 بشنس 1730

5 أيها الإيمان أين أنت: تأمل في قراءات الخميس أول مايو 2014 الموافق 6 بشنس 1730

5              أيها الإيمان أين أنت

تأمل في قراءات الخميس أول مايو 2014 الموافق 6 بشنس 1730

الأب/بولس جرس

نص  الإنجيل

الشهادة عن الابن

          “إنْ كُنتُ أشهَدُ لنَفسي فشَهادَتي ليستْ حَقًّا. الذي يَشهَدُ لي هو آخَرُ، وأنا أعلَمُ أنَّ شَهادَتَهُ التي يَشهَدُها لي هي حَقٌّ. أنتُمْ أرسَلتُمْ إلَى يوحَنا فشَهِدَ للحَقِّ. وأنا لا أقبَلُ شَهادَةً مِنْ إنسانٍ، ولكني أقولُ هذا لتخلُصوا أنتُمْ. كانَ هو السِّراجَ الموقَدَ المُنيرَ، وأنتُمْ أرَدتُمْ أنْ تبتَهِجوا بنورِهِ ساعَةً. وأمّا أنا فلي شَهادَةٌ أعظَمُ مِنْ يوحَنا، لأنَّ الأعمالَ التي أعطاني الآبُ لأُكَمِّلها، هذِهِ الأعمالُ بعَينِها التي أنا أعمَلُها هي تشهَدُ لي أنَّ الآبَ قد أرسَلَني. والآبُ نَفسُهُ الذي أرسَلَني يَشهَدُ لي. لم تسمَعوا صوتهُ قَطُّ، ولا أبصَرتُمْ هَيئَتَهُ، وليستْ لكُمْ كلِمَتُهُ ثابِتَةً فيكُم، لأنَّ الذي أرسَلهُ هو لستُمْ أنتُمْ تؤمِنونَ بهِ. (يوحنا 5: 31- 46)

نص التأمل

5     أيها الإيمان أين أنت

أخذنا توما الرسول بشكه وإصراره على اللمس إلى موضوعات شائكة دقيقة

فتأملنا أنواع الإيمان وعرفنا منه:

1-    الساذج الطفولي الذي يبحث عن المحسوس والملموس، كإيمان توما

وراينا كيف تجاوب الرب معه وظهر له وحذرنا من التوقف عند هذه الدرجة البدائية من الإيمان

2-    ثم انتقلنا بعدها إلى التأمل في الإيمان المبني على العواطف والمشاعر والأحاسيس وسمعنا تحذير الرب لبطرس ألا يعتمد على العواطف أبدا فهي كثيرا ما تخدع وتخون …وعرفنا كم يمكن ان يكون عذبا ومعزياً إعتماد العواطف كمحور ومستند للإيمان وكم هو خطير العواقب ومخيف بسبب سرعة التغيير و التقلب…

3- توجهنا بعدها إلى الإيمان العقلاني المبني على المنطق والقياس واختبرنا عجز العقل امام كنه الله وكيف أننا لا تستطيع بابرهان العقلي وحده ان نصل الى الإيمان الحقيقي لأن الإيمان في الحقيقة هو إمتحان للعقل واختبار له…

لم يبق أمامنا سوى ان نتساءل مستغربين:

  • إذا كانت حواسنا ساذجة
  • وعواطفنا متقلبة خطرة
  • وعقولنا محدودة عاجزة

فماذا بقي لنا هل نرفض هذه جميعها؟

تعالوا نستنتج سويا من يسوع نفسه بعد قيامته ماذا وكيف يريدنا ان نؤمن:

لو اراد المسيح ان يكون الإيمان بقيامته حسيا ملموسا مرئياً:

    لظهر لرؤساء كهنة اليهود وراح يعلمهم كيف يقرأوا الكتب ليعرفوه

    لأظهر نفسه للجموع التي صرخت اصلبه اصلبه ودخل الهيكل امام أعينهم

    لذهب إلى بيلاطس وهيرودس يريهم نفسه بعد قيامته

    لأقام المحاكمة لكل من انكره وباعه وحكم عليه وتسبب في موته

    لراح يمر في الطرقات والساحات والمجامع يعلم ويعمل المعجزات كعادته

ولو اراد المسيح ان يكون الإيمان بقيامته مجرد عواطف واحاسيس :

  • لعاقب وأبكى جميع صالبيه والشامتين في موته
  • لراح يبكت ويوبخ كل من تخلى عنه وانكره
  • لذهب يباهي بنصره على الموت امام جميع من يلقى
  • لوقف على جناح الهيكل معلنا مجد قيامته
  • لإنطلق إلى روما ليعلن من هناك ملكوته وسلطانه
  • وبهذا يكون قد اشبع عواطف الإنتقام والفخر والتباهي والتسلط… إلخ

ولو شاء المسيح ان يكون الإيمان بقيامته عملية منطقية بدهية :

  • لوقف يعظ العالم مبيناً خطأ الحكم عليه وإدانته ومحملا إياهم جريمة موته
  • لراح يصف اوجاعه وآلامه بالتفصيل ويبين كيفية انتصاره وقوته
  • لبرهن للناس كافة مدى قدراته وعظمة جبروته وقوة حجة وجوده
  • لأكل وشرب وتكلم واظهر نفسه للجميع مبرهنا بشتى الوسائل أنه هو

فلماذا لم يلجا المسيح إلى أي من هذه الوسائل ” البديهية” لنؤمن بقيامته؟

الإجابة بسيطة: وهل سيكون  هناك بعد ذلك أي مجال للإيمان؟ اي إيمان هذا؟

سيصير الطريق واحد والإتجاه إجباري والإختيار بديهي منطقي عملي حسي…

وهل يجرؤ أحد على أن يسمي ذلك إيمانا؟؟؟

ما الإيمان إذا؟ هذا ما سنراه في تأمل الغد بإذن الله