رئيس أساقفة قبرص للأرثوذكس، ضد الأشخاص الذين ينتقدون الرحلة البابوية

النائب البطريركي اللاتيني يذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية "وافقت" على الزيارة

نيقوسيا، الخميس 03 يونيو 2010 (Zenit.org)

"يجب ألا تولى أهمية للانتقادات. لقد وافقت الكنيسة الأرثوذكسية على الزيارة بإجماع". هذا ما أعلنه الأب أومبيرتو باراتو، نائب بطريركية القدس العام للكاثوليك اللاتين في قبرص، وذلك في أحد تصريحاته التي أوردتها وكالة سير الإيطالية قبل يومين.

هذا التصريح ينسجم مع ردة فعل كريسوستوموس الثاني رئيس الأساقفة الأرثوذكسي لجوستينيانا الجديدة وسائر قبرص، ردة الفعل التي تعارض الانتقادات التي أثارتها زيارة بندكتس السادس عشر المقبلة من جانب بعض الجماعات الأرثوذكسية القبرصية.

تلبية لدعوة رئيس الأساقفة كريسوستوموس والرئيس الشيوعي ديميتريس كريستوفياس، من المقرر أن يقوم بندكتس السادس عشر بزيارة إلى قبرص في نهاية الأسبوع الجاري. في بافوس، سيزور البابا العمود الذي جلد عليه القديس بولس وفقاً للتقليد. كما سيقدم أداة عمل سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط الذي سيعقد في شهر أكتوبر المقبل بروما.

خلال الأيام الأخيرة، كانت لبعض الممثلين الأرثوذكس وعلى رأسهم أثناسيوس متروبوليت ليماسول، تصريحات تتهم خليفة بطرس بأنه "زنديق" وترفض الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية.

ووجه أثناسيوس رسالة إلى البابا ينصحه فيها بتعليق الزيارة لأنها تعتبر استفزازاً للمسيحيين الأرثوذكس. ووفقاً لبعض المعلومات الواردة في الصحافة القبرصية، فربما يحضر هذا الفريق لمقاطعة الزيارة.

وفي عدد الصحيفة القبرصية Phileleftheros الصادر في 23 مايو الفائت، قال المتروبوليت أثناسيوس: "من الأفضل ألا يأتي لأنني أعتقد أنه لن يحمل الخير معه. وحتى الآن، لم أر أي تدخل إيجابي من الفاتيكان في مشاكلنا الوطنية".

من ناحية أخرى، اتسمت ردة فعل رئيس الأساقفة كريسوستوموس على هذه التهجمات بالقسوة، فقال أنه ينبغي على المعارضين على هذه الزيارة أن "يلزموا منازلهم".

صلابة وإصلاح

كاد أثناسيوس متروبوليت ليماسول أن ينتخب سنة 2006 رئيساً للكنيسة الأرثوذكسية القبرصية، لكن كريسوستوموس هو الذي انتخب في النهاية.

يتبع البطريرك الحالي خط بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول المتجه نحو الإصلاح والحوار.

أما التشنجات بين الداعمين والعارضين للحوار مع الكنيسة الكاثوليكية فقد برزت في شهر أبريل من العام الفائت مع توقيع رسالة رفضت فيها الحركة المسكونية من قبل أرثوذكس من حول العالم يدعون أنفسهم "حراس الإيمان".

في هذه الرسالة، وصف الموقعون الحركة المسكونية بـ "التلفيقية المسيحية"، قائلين أن الأمر عبارة عن "أعظم زندقة في كل الأزمنة".

هذا ما ردت عليه رسالة البطريرك برتلماوس الأول لأحد الأرثوذكسية (21 فبراير). فيها، رفض البطريرك هذه المذكرة قائلاً أن الأرثوذكسية "ليست بحاجة إلى تعصب لحماية نفسها".

"من يرى أن الأرثوذكسية محقة، لا يخاف من الحوار، لأن الحقيقة لم يعرضها الحوار يوماً للخطر"، حسبما أضافت الرسالة مذكرة بأن قرار المسكونية اتخذه جميع بطاركة الكنائس الأرثوذكسية من حول العالم الذين قرروا بالإجماع دعم هذا الحوار.