"لا يستسلموا لتثبط العزيمة وتجربة الهجرة، لأن حضورهم في المنطقة يشكل علامة رجاء لا بديل عنها"
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 9 يونيو 2010 (Zenit.org). – تحدث البابا بندكتس السادس عشر المقابلة العامة اليوم الأربعاء 9 يونيو 2010 عن زيارته الرسولية إلى قبرص.
جدد البابا شكره لجميع من أنجح رحلته وعبّر عن فرحه لمختلف اللقاءات التي قام بها على الصعيد الكنسي، الكاثوليكي والأرثوذكسي، والمدني.
وذكر بأنه قام بهذه الزيارة "على خطى رسول الأمم حاجًا على درب الإنجيل"، وكان القصد الأول من الزيارة تثبيت الجماعات الكاثوليكية، التي هي أقلية صغيرة ولكنها فاعلة في الجزيرة، "مشجعًا إياها على المضي قدمًا في المسرة نحو الوحدة الكاملة بين المسيحيين، وخصوصًا مع الإخوة الأرثوذكس".
واعترف البابا أن أكثر اللحظات تأثيرًا كان اللقاء في مدرسة مار مارون الابتدائية حيث التقى بالكاثوليك موارنة ولاتينًا. وعبّر عن عرفانه للفرصة التي أتحيت له لكي يرى عن كثب حماسة الكاثوليك الرسولية والرعوية التي تتجسد في النشاط التربوي والإسعافي مع خلال عشرات المؤسسات التي تقوم على خدمة الجماعة وتحظى بتقدير السلطات الحكومية وكل الشعب.
وشمل اللقاء جو من الفرح والعيد، والذكرى أيضًا حيث لمس البابا لمس اليد :نفس الكنيسة المارونية، التي تحتفل بهذا العام بالضبط الذكرى 1600 لوفاة مؤسسها القديس مارون".
كما وذكر بتحريضه إلى المسيحيين والمكرسين بشكل خاص لكي "لا يستسلموا لتثبط العزيمة وتجربة الهجرة، لأن حضورهم في المنطقة يشكل علامة رجاء لا بديل عنها"، وذلك في معرض القداس الذي جمعه بالكهنة والمكرسين في رعية الصليب المقدس.
ثم قال: "بكل تأكيد كانت قمة الزيارة تسليم ورقة عمل الجمعة الخاصة بالشرق الأوسط لسينودس الأساقفة. تم هذا الأمر نهار الأحد 6 يونيو في قصر الرياضة في نيقوسيا، في ختام الاحتفال بالقداس الإلهي، الذي شارك فيه بطاركة وأساقفة مختلف الجماعات الكنسية في الشرق الأوسط".
ثم أضاف الأب الأقدس كلمة تحدث فيها عن اللقاء مع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير في كاتدرائية نيقوسيا للموارنة. وقال تعليقًا على هذا الحدث: "لقد جددت قربي الصادق وفهمي العميق لكل جماعة من الكنيسة المارونية العريقة المنتشرة في الجزيرة، التي وصل الموارنة إلى سواحلها في حقبات مختلفة وقد تعرضوا غالبًا لاضطهادات ومصاعب وافرة حافظوا خلالها على إيمانهم وإرثهم المسيحي، التي تشكل ذكرياته التاريخية والفنية إرثًا ثقافيًا للبشرية برمتها".
ثم ختم بالقول: "رجائي أن يستطيع الشعب القبرصي وسائر دول الشرق الأوسط، مع مسؤوليهم وممثليهم من مختلف الأديان، أن يبنوا سوية مستقبل سلام، صداقة وتعاون أخوي".