المونسنيور نجم: مجمع أساقفة الشرق الأوسط حدث مهم لكل أهالي المنطقة

 

وكالة (آكي) الايطالية للأنباء



    وصف القاصد الرسولي للكلدان في أوروبا المونسنيور فيليب مجمع الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط، والمقرر أن تستضيفه حاضرة الفاتيكان في تشرين الأول/أكتوبر المقبل بـ"الاجتماع المهم، بالنسبة لكل مسيحيي الشرق الأوسط".
وفي حديث أدلى به لإذاعة الفاتيكان، علق المونسنيور نجم على ما جاء أمس على لسان الأب الأقدس بخصوص "مكانة الشرق الأوسط الخاصة في قلب الكنيسة، كونه المكان الذي كشف الله فيه عن نفسه لأجدادنا في الإيمان"، مشيرا إلى أن "هذه الكلمات تمثل علامة رجاء حقيقية لكل أهالي المنطقة، يمكن لكل مسيحي الاستفادة منها في حياته"، لكن "لا ننسى أن النزاعات المتواجدة في الشرق الأوسط، وافتقاره إلى السلام والأمن وسبل الحياة الكريمة، وحتى الاستقرار السياسي والوئام بين الديانات والطوائف المختلفة في المنطقة"، والتي "تدعوا المسيحيين بشكل خاص إلى الهجرة الخارج".
وأشار القاصد الرسولي للكلدان إلى أنه "من ناحية أخرى، ولد هذا الإيمان في بلادنا، مما يدفع مجمع الأساقفة المقبل إلى تشجيع مسيحيي المنطقة على تقديم شهادة حية لإيمانهم هذا"، وأن يكون هذا الحدث في الوقت ذاته، "حافزا للكنيسة بأسرها، للتضامن والعمل الجاد لمساعدة مسيحيي الشرق الأوسط على البقاء في بلدانهم"، وفقا لكلمات الحبر الأعظم، ولفت إلى أن "الهجرة بحد ذاتها تعد مجازفة، فالمسيحيون يتركون بلدانهم ويلجئون إلى الغرب المجهول تماما بالنسبة لهم، حيث يعيشون في بيئة وثقافة تختلف عنهم، حتى من ناحية طبيعة الإيمان وأسلوب ممارسة الطقوس"، لذلك فـ"الهجرة لا تمثل الحل الأمثل والوحيد، وعلى مسيحيي الشرق الأوسط التفكير مليا بمستقبلهم قبل الإقدام على خطوة حاسمة كهذه" حسب رأيه.

وتعليقا على مقتل مواطن مسيحي قبل أيام في كركوك (شمال)، فقد قال المونسنيور نجم "بالطبع إن هذه الأعمال تروع المسيحيين، وتعد الدافع الأول لهجرتهم"، لكن "بصفتي زائرا رسوليا، أدعوا الجميع إلى إمعان التفكير قبل ترك بلادهم وتاريخهم العريق، بمحاسن ومساوئ بلاد الغربة التي يتوجهون إليها، وآثار ذلك على أنفسهم وأسرهم بأكملها"، فضلا عن "إمكانية إعادتهم إلى بلادهم (بعد إعلان بعض الدول الاسكندنافية مؤخرا عزمها على إعادة مواطنين عراقيين لجأوا اليها في السنوات الأخيرة)، مما سيؤدي إلى فقدانهم كل شيء"، لذلك "ينبغي أن يكون قرار الهجرة أمرا مدروسا ومخططا له في كل أبعاده من قبل العوائل".

أما بشأن مستقبل العراق على ضوء ما يحدث في البلاد بعد 7 سنوات من الغزو الأمريكي، فقد رأى القاصد الرسولي الكلداني أن "كل ما يدور على الساحة العراقية لا يبشر بخير ولا يبعث على الأمل، وجل المسؤولية في ذلك تقع على عاتق السياسيين في البلاد، الذين لم نزل حتى الآن ننتظر منهم تشكيل حكومة جديدة قادرة على إدارة شؤون العراق، وضمان أمنه وسلامه واستقراره وحقوق أبنائه، والتمكن من متابعة مسيرته نحو مستقبل مشرق".

 

إعداد/ رشا ارنست، محررة قسم الأخبار بالموقع