كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد 13 يونيو

روما، الاثنين 14 يونيو 2010 (Zenit.org) 

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، بحضور الحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

خلال الأيام الأخيرة، اختتمت السنة الكهنوتية. وهنا في روما، عشنا أياماً لا تنسى بحضور أكثر من 15 ألف كاهن من كل أرجاء المسكونة. لذا، أود اليوم أن أرفع الشكر لله على كل النعم التي حملتها هذه السنة للكنيسة الجامعة. لن يستطيع أحد منا أن يقيسها لكن الأكيد هو أننا نراها الآن وسنرى ثمارها في المستقبل.

اختتمت السنة الكهنوتية بعيد قلب يسوع الأقدس الذي يشكل عادة "يوم تقديس الكهنة"؛ هذا ما حصل بصورة استثنائية في هذه المرة. أيها الأحباء، الكاهن هو هبة من قلب المسيح: هبة للكنيسة وللعالم. من قلب ابن الله الزاخر بالمحبة، تنبع جميع خيرات الكنيسة، وعنه تحديداً، تنشأ دعوة هؤلاء الرجال الذين يستميلهم الرب يسوع ويتخلون عن كل شيء ليكرسوا أنفسهم بالكامل لخدمة الشعب المسيحي على مثال الراعي الصالح. الكاهن يتكون من محبة المسيح، هذه المحبة التي دفعته إلى بذل حياته من أجل أحبائه والمغفرة لأعدائه. لذلك، فإن الكهنة هم أول صناع حضارة المحبة. وهنا، أفكر بالعديد من الكهنة المعروفين وغير المعروفين، الذين كرم بعض منهم على المذابح، فيما بقي البعض الآخر متجذراً إلى الأبد في ذاكرة المؤمنين، ربما في جماعة رعوية صغيرة – كما حصل في آرس، القرية الفرنسية التي أدى فيها القديس جان ماري فياني خدمته. ولا داعي لإضافة المزيد من الكلمات على ما قيل عنه خلال الأشهر الأخيرة. لكن شفاعته يجب أن ترافقنا من الآن فصاعداً. فلتستمر صلاته، "فعل محبته" الذي تلوناه مرات عديدة خلال السنة الكهنوتية، في تغذية حوارنا مع الله.

أريد أن أذكر بشخص آخر هو الأب جيرزي بوبييلوزكو الكاهن والشهيد الذي أعلن طوباوياً يوم الأحد الفائت في وارسو تحديداً. لقد أدى خدمته السخية والجريئة إلى جانب الملتزمين بالحرية وبالدفاع عن الحياة وكرامتها. وكان عمله في خدمة الخير والحقيقة دليل معارضة على النظام الذي كان حاكماً في بولندا. لقد دفعته محبة قلب المسيح إلى بذل حياته، وكانت شهادته بذار ربيع جديد في الكنيسة والمجتمع. وإن نظرنا في التاريخ، وجدنا أن صفحات كثيرة من التجدد الروحي والاجتماعي الفعلي كتبت بإسهام الكهنة الكاثوليك الذين حركهم الشغف بالإنجيل والإنسان، وبحريته الدينية والمدنية الحقيقية. وكم من مبادرة للتنمية البشرية الشاملة انطلقت من حدس قلب كهنوتي!

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، فلنوكل جميع كهنة العالم إلى قلب مريم الطاهر الذي احتفلنا يوم أمس بذكراه الليتورجية، لكيما يستمروا بقوة الإنجيل ببناء حضارة المحبة في كل مكان. 

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010