كتيب خاص عن القمص بيشوي راغب

 

 

بمناسبة ذكرى مرور اربعون يوما على رحيل القمص بيشوي راغب أصدرت كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بلوس انجلوس كتيب خاص من إعداد الشماس نبيل حليم يعقوب وذلك كلمسة وفاء حب. وسيقام صلاة الأربعين يوم الأحد 27 يونيو بالكنيسة ونطلب من الله نياحا لنفسه

نص الكتاب

\"\"

       كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك

               لوس انجلوس-كاليفورنيا

 

تقديـم

بمناسبة مرور اربعون يوما على الرحيل المفاجئ للأمجاد السماوية للأب الدكتور بيشوي راغب المشرف على بيت السامري الصالح بمساكن الشيراتون، القاهرة، والذى رحل عن عالمنا يوم السبت الموافق 8 مايو 2010 إثر أزمة قلبية حادة، تُقدم كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بلوس أنجلوس هذا الكتيب وهو من إعداد الشماس نبيل حليم يعقوب وفاءاً لهذا القلب الـمُحبّ والذى أمضى بهذه الكنيسة طيلة ثمان سنوات. نرجو بشفاعة أمنا مريم العذراء أن يُنيح الرب نفس الراحل ويُلهمنا جميعا الرجاء والصبر والتعزيـة فى المسيح يسوع.

                                                        القمص فرنسيس مراد فهيم

لوس انجلوس فى 20 يونيو 2010

 

             

الفهرس

1.        كلمة غبطة أبينا البطريرك فى صلاة الوداع

2.        الأب بيشوي راغب وكنيسة السيدة العذراء بلوس أنجلوس

3.        نبذة عن الأب بيشوي راغب

4.        كلمة تأبين من شباب الكنيسة

5.        رباط المحبة

6. الحلقة المفقودة فى العلاقة بين الزوجين

7.    مؤلفات فى عِلم النفس

8.  بيت  السامري الصالح للرعايـة

8.    بعض صور للأب بيشوي راغب وأنشطته

 

"وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ"(لوقا23:1)

 

كلمة غبطة أبينا البطريرك فى صلاة الوداع

 

لقد ترأس الصلاة على روح الأب بيشوي راغب الطاهرة غبطة أبينا البطريرك الأنبا أنطونيوس نجيب فى كنيسة قلب يسوع بمصر الجديدة في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم السبت الموافق 8 مايو. وقد شارك في الصلاة نيافة الأنبا انطونيوس مينا، مطران كرسي الجيزة وبني سويف والفيوم، ونيافة الأنبا بطرس فهيم، المعاون البطريركي، ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات وأفراد شعب الرعية وأبناء السامري الصالح.

وقد قال غبطة البطريرك في عظته:

بعيون تملؤها الدموع وقلوب يسكنها الإيمان والقبول لمشيئة الرب نجتمع اليوم للصلاة من أجل راحة نفس الأب الحبيب والكاهن الغيور الأب بيشوي راغب، الذي تركنا فجأة ولهذا أريد أن أتأمل معكم في ثلاث عناصر

الأول: اسهروا  وصلوا

يقول الكتاب "اسهروا وصلوا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة"، وما نحياه اليوم هو دليل على أن الساعة تأتي غالبا عندما لا ننتظرها، فيوم الجمعة الماضية احتفل الأب بيشوي بـ"يوم المحبة" وكان احتفالا مهيبا أكد فيه رغبته بل وحلمه على تثبيت يوم من كل عام ليحتفل فيه بيوم المحبة والعطاء لإخوتنا الذين يحتاجون العون، إخوة يسوع، ولتأسيس "مدينة المحبة" وسنعمل كل جهدنا لتحقيقه وصيته هذا.

ثانيا: زمن الخماسين المقدس

يقول السيد المسيح: أنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَد (يوحنا 11: 25 و26)، وهذا يؤكد أن الروح تعود لينبوعها لتحي في الفرح حيث لن ترى الموت ابدا، تخرج من هذا الجسد لتتحد مع المسيح القائم من بين الأموات في اتحاد المحبة، فتجد الروح شبعها وسلامه الأبدي.

ثالثا: حياتنا مشوار

إن حياتنا مشوار نصل إلى نهايته بلقاء الرب يسوع لننال جزاء أعمالنا ونسمع منه: "تعالوا إلي يا محب أبي لأني جعت فاطعمتموني.عطشت فسقيتموني.كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسيتموني.مريضا فزرتموني.محبوسا فأتيتم اليّ. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين.يا رب متى رأيناك جائعا فاطعمناك.او عطشانا فسقيناك. ومتى رأيناك غريبا فآويناك. أو عريانا فكسوناك. ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم ( مت 25: 35 – 40)

واختتم غبطة البطريرك عظته قائلا:

طوبي لك يا أبونا بيشوي لأن حياتك كلها كانت تحقيقا لكلامات المسيح فقدمت العون والملبس والمشرب والطعام لجوعى والعطشى والمحتاجين، وقبل كل شيء قدمت لهم "الحب"

طوبى لك يا أبونا بيشوي لأنك، كما قال الإنجيل، كنت أمينا على القليل فسيقيمك على الكثير، كنت أمينا من بداية كهنوتك، حيث قمتُ برسامتك كاهنا في عيد الحبل بلا دنس سنة 1978 اثناء فترة خدمتي كأسقف لإيبارشية المنيا، وحتى لحظة انتقالك من هذا العالم. وقد عاش دعوته بفرح نشاط وعندما دعاه الرب لخدمة خاصة في بيت السامري الصالح ترك كل شيء وخصص كل وقته وحياته ونشاطه لخدمة الأيتام والمحتاجين.

نشكر الرب على هديته، فقد كنتَ هدية للكنيسة، هدية كنّا نتمنى أن تستمر أطول في الخدمة والعطاء ولكننا نثق أن من عاش بأمانة على هذه الأرض سيدخل في يوم انتقاله إلى الأمجاد السماوية.

ولينعم عليك الرب القائم بإكليل المجد وليعين الرب الأسرة والكنيسة وبيت السامري الصالح وبشفاعة أمنا العذراء مريم وعزائنا القلبي للجميع.

وبهذه الكلمات المؤثرة أنهى غبطة البطريرك عظته واختتم الصلاة بالبركة. وقد كان الاحتفال مهيب ومؤثر لهول الفاجعة فلم يمسك الجميع أعيونهم عن الدموع.

  

 

الأب الدكتور القمص بيشوي راغب حنا

وكنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بلوس أنجلوس

لقد تم شراء الكنيسة فى عام 1991 ، وتم تدشينها فى يوم 14 اغسطس 1992 وذلك على يد غبطة أبينا البطريرك الكاردينال اسطفانوس الثانى غطاس وكانت فرحة غامرة لأفراد الرعيّة بأن تكون لنا كنيسة فى أرض الغربة.

فى ديسمبر 1993 تم تعيين الأب بيشوى راغب راعياً لكنيسة السيدة العذراء بلوس انجلوس،ومنذ حضورالأب بيشوي لم يألوا جهدا فى إقامة المشروعات وتجميع شمل الرعيّة وتقديم الخدمات الروحية والإجتماعية لمدة عشر سنوات. وما يلي بعض من تلك الإنجازات:

1. فتح مجالات جديدة للخدمة بالكنيسة فكان شعاره دائما "خــدمـــة  +  مــحــبة  = كنيسة الـمسيح" وإعتبار أية خدمة أو مشاركة بسيطة هى تعبير محبة.

·        إنشاء لجان للأنشطة: أعمال السكرتارية -المشروعات والصيانة-الرحـلات- البوفيه و الـمطبخ- جمعيـة مار منصور- فريق الكورال- العلاقات مع مطرانية اللاتين- اللجنة الرياضية – كمبيوتر وطباعة- مدارس الأحد بكل أقسامها- لجنة الشباب- لجـنة الإفتقاد والرعاية

·        تشجيع  الخدمات: الإهتمام بغسيل وكي ملابس الخدمة ومفارش الهيكل-تجهيـز الـملابس التى فـى حالة جيّدة لإرسالها للفقراء بـمصر- تجميع الفوارغ ووضعهـا فـى حاويات خاصة وبيعها لصالح الفقراء- جمع أوراق القراءات- إحضار هدايـا لأبناء مدارس الأحد- حفظ النظام وخاصة عند ركن السيارات ومراعاة العدد القانونـى- طبع وتغليف وتصوير الـمراسلات- إطفاء الأنوار والتكييف وإغلاق الأبواب- التأكد من دخول الأبناء والبنات لفصول مدارس الأحد- الـمساعدة فـى البحث عن عـمل للوافدين الجدد ولمن لا يجدون عمل- تزيـين الكنيسة فـى مناسبات الأعياد- عمل القربان وتوريد طلبات الهيكل- تعضيد مكتبة المعروضات- العذراء الزائرة- حفلة رأس السنة- معرض الكنيسة- مسرح وتـمثيل (عرض مسرحيتان لأول مرة بالمهجر)- الـتصوير- الخلوات الروحية وإجتماع المناطق لدراسة الكتاب الـمقدس …الخ

·        أخوية العذراء للسيدات

·        خدمـة السامري الصالح للحالات الخاصـة

2. تسديد ديون الكنيسة فى صيف عام 1996والتى بلغت أكثر من 400 الف دولاروبهذا أصبحت ملكاً لطائفتنا الـمباركة.

 3- إقامة الـمشروعات:

تركيب كاربت جديد لأرضية الكنيسة-دهان وتنجيد بنوك الكنيسة- تركيب ستارة داخل الهيكل- إنشاء مكتبة السيدة العذراء للقراءة-إنشاء 2عدد هيكل جانبي للقديسة ريتا و القديسة تريزا-إنشاء مكتبة الراعي الصالح للكتب الحديثة-إنشاء مكتبة الهدايا الدينية-تجديد أبواب الكنيسة-تركيب سماعات جديدة وميكروفونات-شراء اجهزة للصوت للكنيسة ولفرق الكورال-شراء أورج وأجهزة تسجيل حديثة-تركيب لوحة رخامية فى الخارج بإسم وعنوان الكنيسة-إقامة تمثال للعذراء ونافورة القديس فرنسيس و تمثال لقلب يسوع خارج الكنيسة-كرسي الكأس وبيت القربان-تجديد سقف الكنيسة- دهان القاعة سقف وحوائط مع تغيير الكاربت وتركيب ستائر جديدة- تأسيس مطبخ جديد بكل مشتملاته-تأسيس حجرة مكتب فى مدخل القاعة- تجديد حجرة مكتب الراعي-عمل كرسي للإعتراف-عمل مقصورة للسيدة العذراء-تركيب عدد 10 نجفات للكنيسة-تركيب أيقونات قبطية على الجانبين-تجديد الـمعمودية-تجديد شبكة الكهرباء للكنيسة والقاعة-تجديد تكييف الكنيسة-تركيب تكييف جديد للـقـاعة-إعادة دهان الكنيسة

4- توسعات

·        شراء وتأسيس "بيت للكاهن" أو "بيت العذراء" لسكنى الراعي فى شهر

أبريل 1997 بجوار الكنيسة

·        تجهيز بيت ضيافة ملحق للبيت لسكنى المهاجرين الوافدين والمغتربين.

 5- أنشطة ثقافية

·        تحرير مجلة "ثيؤتوكوس" فى 1997 شهريا (9 أعداد)

·        تحرير"رسالة من كنيستك" (7 أعداد)

·        مراجعة ونشر لعديد من مؤلفات المتنيح مثلث الرحمات الأنبا أغناطيوس يعقوب (5 كتب) وللشماس نبيل حليم يعقوب (20 كتيب)

·        الإشراف على مجلة الحائط لمدارس الأحد  

6. أنشطة للطقوس

·        إعداد وطبع كتاب القداس الإلهي لأول مرة بكنائس المهجر باللغة العربية والإنجليزية.

·        إعداد وطبع كتاب الترانيم"قيثارتي فى غربتي".

·        إعداد وطبع كتيبات لخدمات المناسبات الدينية المختلفة

·        تشجيع الشباب والنشئ لخدمة المذبح وإتاحة الفرصة لهم لأن يتلوا صلوات الأواشي.

·        تكوين فرق الكورال العربي والإنجيليزي للمشاركة فى الخدمات الطقسية.

7. إستثمار الخدام من أجل خدمة مباركة

·        رسامة شمامسة للمعاونة فى الخدمة

·        تعضيد التحاق الخدام للدراسة بالمراسلة مع المعهد الإكليريكي للدراسات الدينية بالسكاكيني.

·        إتاحة الفرص للعلمانيين للوعظ والتعليم كلا حسب موهبته

8. إنماء روح المشاركة والتعاطف والعطاء

·        الحالات الخاصة

·        إعالة أسرة فقيرة من مصر

·        المساهمة فى تأسيس بيت السامري الصالح للأيتام وذوي الإحتياجات

·        تعضيد المعهد الإكليريكي بالمعادي

9. معسكرات ومؤتمرات

·        إقامة ثلاث مؤتمرات للأسرة

·        إقامة خمسة معسكرات لأطفال مدارس الأحد

·        إقامة إثنان لمعسكرات الشباب

10. رحلات مقدسة

·        فرنسا وإيطاليا (صيف 1998)

·        اليونان والقدس (صيف2000)

11. خدمات ليتورجية (عماد مقدس،زيجات،..الخ)

·        29 عماد مقدس

·        14 زيجات مقدسة

·        10 صلوات جنازات

وفى 16 ديسمبر من عام 2001 تم عودة القمص بيشوى راغب الى مصر ليقوم بالإشراف على بيت السامري الصالح لرعاية الأيتام حسب طلبه.

                               —————-

   \"\"

 

نبذة عن الأب القمص بيشوي راغب حنا

 

 

الاسم قبل السيامة:

زكريا راغب حنا

 

تاريخ ومحل الميلاد:

1953/1/7، المنيا

 

الشهادات:

ليسانس فلسفة ولاهوت بالمعادي

 

 

 دكتوراه في علم النفس من الأنطونيانا بروما

 

تاريخ ومكان السيامة:

1978/12/9، المنيا

عن يد الأنبا أنطونيوس نجيب

 

أماكن الخدمة:

شاهين79؛ إكليريكية طهطا81؛ الكاتدرائية82؛ الدراسة بروما83؛

 

 

كاتدرائية المنيا88؛ مغاغة91؛

 

 

لوس أنجلوس 12/1993 حتى  12/2001

القاهرة 2001-8  مايو 2010 بيت السامري لصالح

 

 

الرسامة

EULOGY FOR FATHER BISHOY

 

The love of God has brought us here today as we bid farewell to Abouna Bishoy. Honestly, we are filled with mixed emotions. In faith we are joyful that Abouna Bishoy has gone to be with God in Heaven. In thankfulness we recall the blessings we received because of Abouna Bishoy; but in our humanity we are saddened that we won’t be able to see Abouna again.

 

As we prayerfully bid him farewell, we are filled with special memories. We remember the happy times, the humorous situations, and the sad times too. As the memories flash by we can almost hear his deep voice, that laugh; and we can almost see his smile.

 

Through ABOUNA BISHOY tireless energy and compassionate priestly services we were touched by the love of God, day after day. Abouna was patient and kind. He always had time for everyone in our church – the young, the parent, the elderly, and the sick. He was a happy man who relished helping others spiritually and practically. ABOUNA BISHOY was clearly happiest when he in his church serving the people of St. Mary Coptic Catholic Church.    

 

Many of us recall how ABOUNA BISHOY brought us into the church through Baptism; gave some their First Communion; witnessed our marriage; baptized some of our children; and buried our loved ones. His presence and his actions surely brought God among us.

Father loved the children, & the youth group, and he truly enjoyed listening to their take on things.  That is why when he moved to back to Egypt he diligently and faithfully led the Good Samaritan Home and looked out for the kids as if they were his own.   & Because of this commitment he brought out in our parish and in our community the sanctity of Charity and giving. Therefore we need to continue his mission and keep supporting his vision for the Good Samaritan Home. 

.

Everyone here is better off for having known ABOUNA BISHOY. He has lived out God’s love among us. His service, his example, his spirituality have forever changed us. We give thanks to God for sharing Abouna Bishoy with us.  May each of us continue to put God’s love into practice every day of our lives just as he did.   We pray for his Family and Friends in Egypt and here.  ABOUNA BISHOY, beloved friend, priest, and pastor rest in peace. Amen

 

By: Marian Yacoub

 

 

ربـاط الـمحبـة[1]

 

منذ بدء الخليقـة شاءت إرادة الرب أن يجمع بين الرجل والـمرأة فـى رباط مقدس تكللـه الـمحبـة، لأن الـمحبـة هـى أساس البنيان. وفـى هذا العدد الخاص بالأسرة الـمسيحية والذى فيـه نسلّط الأضواء على العلاقـة بين الزوجيـن وكيف يجب أن تكون حتى تـثمر عائلـة مقدسة ممتلئة حبـاً،نود أن نلفت نظـر كل زوجيـن ونذكرهـما أن الذى جمعهما فـى رباط المحبة هـو الله المحبـة. فـإذا إجتمعـا وكان اللـه هو رأس المثلث الذهبي لعلاقتهما فهـما بالفعل قد إجتمعـا فـى حب الله الذى يحفظ ويقود ويثّبت لهـما رباط الـمحبة الدائـمة.

نطلب منك يارب الـمحبـة أن تجمع شمل كل زوجيـن، بل شمل كل أسرة فيك أنت أيهـا الـمحبـة الحقيقيـة. فلا يكون هناك طلاق أو إنفصال أو إختلاف أو تحدى أو كراهيـة بل محبـة فـى محبـة فـى محبـة. اجـمع يارب كل زوجيـن..كل أسرة..بل وكل كنيسة فـى رباط المحبة.آميـن

                                                        الأب بيشوى راغب 

 

الحلقـة الـمفقودة فـى العلاقـة بين الزوجيـن[2]

بقلم الأب الدكتور بيشوى راغب

             

                                                  

                                            الله – الحب

 

الأولاد

 

 

 

الزوج                                                     الزوجة

 

الـمثلث الذهبـي للعلاقة الزوجيـة

 

          فـى هذا الـمثلث الذهبـي نجد أن الله أو الحب يـمثل الرأس، ثم يمثل الزوج والزوجـة طرفـى ذلك الـمثلث من أجل علاقـة إيجابيـة صحيحـة بينهـما ولأجـل تنشئة الأولاد تنشئة صالحـة مسيحية.

أي نقطة أو حلقة ذات طبيعة سلبيـة فإنهـا لن تخدم العلاقـة ما بين الزوجيـن، بل يجب أن تكون تلك الحلقـة إيجابيـة حتى تستـمر العلاقـة فـى إزدهـار.

 

مقدمـة عامـة:

فـى بلادنـا الشرقية،و الـمصريـة خاصة، كان الإختيار للزواج يعتمد معظـمه على الـمشاهدة الخارجية والتى تدفع أحد الطرفيـن للـموافقة، أو تأتـى نتيجة تشجيع العائلات والأصدقـاء  لأن يرتبط الطرفـان.

لـم يكن الـمجتمع الشرقـي يسمح بالإختلاط الشديد بين الفتـى و الفتاة كـما يحدث فى الـمجتمعات الغربيـة ومن هنا نجـد أن غالبيـة الإرتباطات لـم تنبع من فهم متبادل وعـميق لكل طرف للآخـر.

هناك عشر حلقات، سوف نعالج تأثيـراتهـا سواء السلبية منهـا أو الإيجابيـة وكيف يؤدى هذا إلـى إهـتزاز أو تعميق العلاقة الزوجيـة، داخـل هذا  الـمثلث الذهبـي. وهـذه الحلقـات العشر هـى بإختصـاركالتالـى:

1. حب يتجدد كل يوم

للأسف أصبح التعبيـر عن الحب فـى أيامنـا هذه نادراً وتناسينـا ان الحب كالنبت يحتاج الى الـماء والهواء والشمس والسِماد لكي ينـمو ويزدهـر.

لابـد من التعبيـر عن الحب ما بين الزوجيـن فالله نفسه يحب أن يعبّر الإنسان عن حبـه لـه،وسؤال السيد الـمسيح لسمعان "يا سـمعان بن يونـا أتحبنـى؟" (يو15:21) لهو دليل على ضرورة أن يكون الحب مُعبـّراً عنـه بالكلمات والأفعال. حاول أن تتذكر أيهـا الزوج متى كانت أخر مرة قلت فيها لزوجتك انك تحبهـا، أو للزوجـة متى كانت أخر مرة قلت فيهـا لزوجِك إنكِ تحبيـه؟. فلا نخجـل ولا نقول لقد كبرنـا على مثل هذا الكلام لأن الحب يحتاج أن يتجدد كل يوم.

2.قبـول الآخـر كـمـا هـو

فـى مثلْ الشاب الغنـى يذكر لنا الكتاب الـمقدس موقف السيد الـمسيح منه: "فنظر إليه يسوع وأحبـه" (مر21:10)، فلو كان قد ركّز نظره على أن هذا الشاب ذو مال كثيـر وأنه يحب الـمال أكثـر من حبـه لله، لَـما نظر إليـه وقبـله كما هو وأحبـه. وعليه فقبول الآخـر (الزوج أو الزوجـة) يكون على أساس   انـه عطيّة من الله يلزم قبولهـا كـما هـى بشكر والعمل على مساعدتهـا لتكون دائـما عطيـّة صالحـة كـما يريدهـا الله.

3. الثقـة عدم الشك الأمـانـة

 وجود الإستعمار فـى بلادنـا الـمصريـة وإستخدامـه بث الجواسيس ووسياسـة فرّق تسُد قـد ولّدت فينـا الشك ووضعت بيننـا عدم الثقـة وباركت عدم الأمـانـة. أن الشك بين الزوجيـن يـوّلد عدم الثقـة ومن هنا يبدأ النزاع بين الطرفـين والأمـانـة لا تجد لهـا مكانـاً ومن ثّمّ يهتز مثلث العلاقـة بينهـما.

4. الطرف الثـالـث

وجود طرف ثالث  مـا بين الزوجـين، سواء أحد الأصدقـاء أو الأقارب، قد

يعمل على تفاقم الـمشكلة أو الـمشكلات. فلا بد من حِفظ أسرار العلاقـة الزوجيـة من تسربهـا خارج الـمنزل. الحوار الهادف والبنـّاء وإستعداد الطرفيـن للحـل هو أسهل السبل لإستعادة العلاقـة الصحيحـة.

5. التـسلّط والـعـِنـاد

كلما ما يحرم أحـد الزوجين الطرف الآخـر من التقديـر كلـما يُقابل بالعِناد، فكل فرد منـا يريد ان يشعر بالتقديـرفلا داعـى لفرض الرأي والعنـاد أو التشبث برأي لا يكون دافعـه الحب بل هو الرغبـة فـى التسلط.

6. لا أحـكام ولا إنتقادات بل أضع نفسي مكان الآخـر

أن الحاكم والديـّان الأوحـد هو الله فكيف تديـن الآخريـن فالكتاب الـمقدس يدعونـا على لسان السيد الـمسيح قائلا:"لا تدينو لئلا تدانوا" (مت 1:7).

يقول علم النفس انـه أحيـانـا مـا تكون تلك الأحكام والإنتقادات ما هى إلاّ جوانب سلبيـة لدى أحد الطرفيـن يقوم بإسقاطهـا على الطرف الآخـر، "فأنظر أولاً إلـى الخشبة التـى فـى عينيك قبل أن تنظر كيف تخرج القدذى من عينى أخيك".

 7. الإنتظارات و الإتصـالات

وهذا يحدث عندمـا ننتظر من الطرف الآخر أن يفهم ويلبـي إحتياجاتنـا

دون أن نفصح عنهـا ولو بكلمة ثـم نعتب ونغضب. فـى كل مرّة لا أعبـّر عـما أتوقعه من الطرف الآخـر فإنـى فـى الحقيقـة أضعـه فـى التجـربـة، فلا بـد من التعبيـر عن كل ما نريده أو نتوقعـه.

8. الأنـانيـة تُبـطل الحب

بالزواج "يصيـر كلاهـما جسداً واحـداً" (مر8:10) وعندمـا تشعر أن العلاقـة بهـا "أنـا" و"أنت" فهذا يعنـى إثنـان وليس "جسدا واحداً". إن أي طلاق يعنـى أن هناك إثنـين وليس واحداً،وويجب أن نتذكـر قول السيد الـمسيح "وما جمّعه الله لا يفرّقـه إنسان"(مر9:10)، فحاسب أن تقول "انـا" و"هـى"،بـل فلنقل "نحن".

9. التضحيـة الـمستمرة فـى الخفاء والعَلن وتكون ذات معنـى

فلا تضحـى الزوجـة بإستمرار والزوج لا يشعر بقيمة تلك التضحيـة، والعكس صحيح، ويجب أن تظهـر تلك التضحيـة فـى سبيل إسعاد الزوجان معـا وليس طرف على حساب الآخـر.

10. الإلتـزام كل يوم للإحتفاظ بالـمثلث الذهبـي

يجب أن يشترك الزوجـان فـى الإحتفاظ بأن يكون الله والحب هو رأس للعلاقـة فيما بينهمـا وأن تكون الحلقات أو العوامل الإيجابية البنـاءة موجودة فـى هذا  الـمثلث، لأجـل إستمرار علاقـة زوجيـة صحيحـة.

والآن، لو وضعنـا فـى رأس الـمثللث أي شيئ سلبـي مثل: عدم الحب أو

التعبير عنه، أووضع عدم قبول الطرف الآخـر كما هو أو وجود طرف ثالث، أو تسلط وعناد وأحكام وإنتقادات وإنتظارات غيـر مُعلنـة وأنانيـة مفرطـة وتضحيـة بلا هدف، فهذا سيفرق بين الزوجيـن ويهدم الـمثلث الذهبـي.

ولكن لو تم وضع الله  والحب فى رأس مثلث العلاقـة ما بين الزوجين مع الأمانـة والثقـة وعدم الأنانيـة والتضحيـة الـمستمرة من أجل بناء الأسرة والإلتزام الدائم بالحفاظ على قدسيـة الزواج فكل هذا سيعمل على تثبيت الأسرة والزواج وتنشئة الأولاد بطريقـة يتمجـد فيهـا الله تعالـى.

++++++++++++++++++++

 

 

مؤلفات فى عِلم النفس

1.أمراض نفسية، أمراض عقلية، حالات مرضية للأب د. بيشوي راغب: من إصدارات دار القديس بطرس

2. الاستشاره النفسيه و الاستشاره الروحيه-بيشوي راغب  (2001) : من إصدارات دار القديس بطرس

3. المرشد الروحي: من إصدارات دار القديس بطرس

4. علاقة المساعدة– المرشد الروحي – الاستعدادات الأساسية (عن مجلة صديق الكاهن 1/ 1993)

 

 

بيت السامري الصالح[3]

(للرعايـة)

منذ عدة سنوات وأغلبنـا يلمس الإحتياج  الشديد لوجود مكان خاص لخدمة ورعايـة أولادنـا وبناتنـا الذين فقدوا كلا الوالدين أو أحدهما،فحرموا سواء من رعاية الأب أو من حنان الأم،وبالتالي فهم يتعرضون كل يوم للتشرد والضياع، ويقاسون ألوانـا من العذاب والآلام دون أن يلتفت إليهم أحد. وقد ألهمنـا روح الرب بفكرة تأسيس بيت السامري الصالح لرعاية هؤلاء الأبناء وتكوينهم إنسانيـاً وروحياً. ونشكر الرب لأجل تشجيع غبطة أبينا البطريرك اسطفانوس الثانى غطاس وأبائنا الأساقفة ومباركتهم لهذا الـمشروع العظيم. كما نشكر الرب لأجل أبناء كنيستنا فى لوس انجلوس، حيث نبتت فكرة هذا الـمشروع وقد عضدونـا بكل حب وسخاء وتبنوا معنا هذه الخدمة الـمباركة. واليوم نشكر الرب فقد أصبح الحلـم حقيقـة،وهـا هو بيت السامري الصالح يفتح أبوابـه لكى يحتضن من لا مأوى لهم سواء كانوا ايتاما أو الذين يمرون بأزمات طارئة فى حياتهم،فيقدم لكل هؤلاء الحب والحنان والرعايـة وبين جدرانـه تتجسد عناية الله ومحبته لأبنائـه. ونحن ندعو الجميع من كهنة وراهبات وجمعيات خيرية للإتصال بنا لعرض كل الحالات التى تحتاج للرعاية للإلتحاق ببيت السامري

الصالح حيث التربيـة والتكوين لأجل تنشئة جيل صالح من أبنائنـا وبناتنـا الذين نحبهـم ونعتـز بهـم.

ونرجو من جميع الـمحبيـن لعـمل الخيـر أن يـمدوا يد الـمساعدة لنجاح هذه الخدمة الـمباركـة وذلك بالتطوع لتقديم مختلف الخدمات لهؤلاء الأبناء (خدمات:تعليمية-صحية- مواد غذائية – ملابس..الخ).

والرب قادر أن يفتح قلوبنـا ويـملأهـا بـمحبة عظيـمة تجاه هؤلاء الأيتـام. وبيت السامري الصالح يتقدم بالشكر للرب ولكل إنسان يريد أن يخدم معنـا فـى هذه الخدمـة الإنسانيـة الـمباركـة.

العنوان:

بيت السامري الصالح – شارع الشهيد سيد زكريا- مربع 1134-قطعة رقم 5- مساكن الشيراتون-القاهرة

"من قبل واحدا من هؤلاء الصغار بإسمي فقد قبلني"(مرقس37:9).

                                                ———————

  The Canadian Hearts and Hands

http://canadianheartsandhands.ca/en/index.html

 

 




[1] مجلة ثيئوتوكوس-ديسمبر 2000

[2] مجلة ثيئوتوكوس

[3]"رسالة من كنيستك" بانفلت