إطلالة على أسماء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والجماعات البروتستانتية

 

يحتار العقل البشري في الكنيسة الكاثوليكية على إيمانها وعقيدتها وتعاليمها وعظمتها وينطبق عليها ما نقوله في قانون الإيمان:« نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية» هذه هي صفات كنيستنا الكاثوليكية فهي واحدة لأنّ الله واحد:« فهُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ ورُوحٌ واحِد، كما أَنَّكم دُعيتُم دَعوَةً رَجاؤُها واحِد. وهُناكَ رَبٌّ واحِدٌ وإِيمانٌ واحِدٌ ومَعْمودِيَّةٌ واحِدة، وإِلهٌ واحِدٌ أَبٌ لِجَميعِ الخَلْقِ وفوقَهم جَميعًا، يَعمَلُ بِهم جَميعًا وهو فيهِم جَميعًا» (أفسس 4/4-6)، وهي مقدسة لأن ربنا جعلها هكذا: «أَيَّها الرِّجال، أَحِبُّوا نِساءَكم كما أَحَبَّ المسيحُ الكَنيسة وجادَ بِنَفسِه مِن أَجْلِها لِيُقدَسَها مُطهِّرًا إِيَّاها بِغُسلِ الماءِ وكَلِمَةٍ تَصحَبُه، فيَزُفَّها إِلى نَفْسِه كَنيسةً سَنِيَّة لا دَنَسَ فيها ولا تَغَضُّنَ ولا ما أَشْبهَ ذلِك، بل مُقدَّسةٌ بِلا عَيب »(أفسس5/25-27)، وهي جامعة لأنها تضم كلّ العالم وتحضَتضِن جميع الشعوب وكل الأرض:« فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة» (يو 3/16)، وكما يكتب القديس بولس الرسول:« فلَم بَبْقَ هُناكَ يونانِيٌّ أَو يَهودِيّ، ولا خِتانٌ أو قَلَف، ولا أَعجَمِيٌّ أَو إِِسْكوتيّ، ولا عَبْدٌ أَو حُرّ، بلِ المسيحُ الَّذي هو كُلُّ شيَءٍ وفي كُلِّ شيَء » (كولوسي 3/11) فإن محبة الله شاملة، لذلك فالكنيسة هي جامعة، ورسولية لأنها مبنية على أساس الرسل «بُنيتُم على أَساسِ الرُّسُلِ والأَنبِياء، وحَجَرُ الزَّاوِيَةِ هو المسيحُ يسوعُ نَفْسُه »(أفسس 2/20).

فإنني أريد في هذا الموضوع البسيط والمتواضع جدًا أن أسرد أن الكنيسة الكاثوليكية المنتشرة في بقاع العالم كلّه يرأسها الجالس على عرش القدّيس بطرس الرسول (هامة الرسل) قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، والكنيسة الكاثوليكية تنقسم إلى بطريركيات في الشرق (الكنائس الشرقية الكاثوليكية)، والكنيسة الغربية (الكنيسة اللاتينية)، والذي يدهش في هذه العظمة الكبرى أن المؤمن المنتمي إلى إيمان الكنيسة الكاثوليكية يمكن يمارس صلواته داخل الكنائس الكاثوليكية. والكنيسة الكاثوليكية هي واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية، وهناك الكنائس الشرقية الكاثوليكية التي تنتمي لهذه الواحدة الوحيدة كنيسة الله الكاثوليكية، والكنيسة الكاثوليكية تسلم ب21 مجمعًا مسكونيا. وأما عن العائلة الأرثوذكسية فهي كل بطريركية يرأسها بطريرك، ويعاونه أساقفة، دون رئيس روحي يرأسهم جميعًا مثل الكنيسة الكاثوليكية، فمنها من تسلم بالثلاثة المجامع المسكونية كالأقباط والأحباش، ومنها تسلم بالسبعة المجامع الأولى كالكنائس البيزنطية. وأما عن الجماعات البروتستانتية فكل جماعة يرأسها شخص.

 

أولاً: على سبيل التمهيد:

ربما يتساءل القارئ العزيز عن الكنائس الشرقية: كيف جاءت تسمية الكنائس الشرقية؟ وما هي؟

في الحقيقة هي أن لفظة «شرقي» هي سياسية الأصل ثم استخدمت كنسيًا فيما بعد وصار اللقب كنسيًا,وتعليل ذلك هو عندما تسلّم دقلديانوس الحكم سنة 284, قسم العالم إلي قسمين هما :-

  1-القسم الغربي:-

وتم تعيين الإمبراطور مكسيميانوس (286-305) ومقره في ميلانو,  وكونستانس كلور  (305-306), بلقب قيصر, في بريطانيا , وغاليا و أسبانيا و هو والد الإمبراطور قسطنطين.

2-القسم الشرقي:-

وكان فيه الإمبراطور دقلديانوس (284-305) وبلقب  أوغست  وكان مقره نيكوميديا وغاليريوس (305-311) ومقره في ايليريا (البلقان) و بلقب قيصر. وفي حبرية البابا ليون التاسع أوفد في يوم 6يوليو 1054,الكاردينال هامبرتوس, أسقف سيلفاكانديا ومعه قاصدان بابويان وأن هذا الفريق ذهب إلى مدينة القسطنطينية لكنيسة الحكمة.وشق هذا الفريق البابوي طريقا إلى هيكل هذه الكنيسة ليضع نص الحرم « سبب هذا الحرم هو عدم ذكر الحبر الروماني في الذبتيخا» ضد بطريرك القسطنطينية ميخائيل كيرولاريوس(1043-1058) وهذا الفريق البابوي يغادر المكان فورًا وعند خروجه من الباب الغربي للكنيسة عينها نفض الكاردينال المذكور الغبار عن قدميه قائلا: «ليشهد الله و ليحكم»  وقد لحق به أحد الشمامسة ورجاه أن يسترجع هذه الوثيقة ولكن الكاردينال رفض وسقطت هذه الوثيقة في الشارع . ولم يتوقع أحد أن يكون هذا التصرف المأسوي سبب هذا الانشقاق العظيم بين الشرق والغرب, ومازالت الكنيسة تعاني آثاره وتتحمل أوزاره إلى يومنا. ومنذ ذلك الوقت انتشر في المخطوطات والوثائق الكنائس الشرقية والكنيسة الغربية.

 

ثانيًّا: ما هي الكنائس الشرقية الكاثوليكية؟

1: الكنائس بلا طرف أرثوذكسي:

1- كنيسة الموارنة.

2- كنيسة الألبانيين في إيطاليا.

(موجودة في جنوب إيطاليا، وطقسها بيزنطي ومتحدة مع روما).

2: كنائس منبثقة من الكنيسة الأشورية(نسطوريوس البطريرك) وخرج منهم جزء، وهما:

1- كنيسة الكلدان.

2- كنيسة السريان المالابار(موجودة في الهند والصين).

3: كنائس منبثقة من الكنائس المونوفيزية وعددها 5 وهي:

1- كنيسة الأقباط.

2- كنيسة الأرمن.

3- كنيسة السريان.

4- كنيسة الأحباش.

5- كنيسة المالانكار.

 

4: كنائس منبثقة من البيزنطية:

أ-كنيسة الروم الكاثوليك(الملكيين وهي نسبة إلى الملك والإمبراطور).

ب-كنيسة اليونان الكاثوليك وهي سبعة كنائس وهي:

1-كنيسة أوكرانيا.

2-كنيسة الروثينيين.

3-كنيسة رومانيا.

4- كنيسة مقدونيا سابقًا.

5-  كنيسة بلغاريا.

6-  كنيسة سلوڤاكيا.

7- المجر.

 

5- أمهات الكنائس الشرقية الكاثوليكية:

1- القدس.

2-  أنطاكيا.

3-  الرها.

4-  آسيا الصغرى.

 5- الإسكندرية.

 

6- البطريركيّات الشرقية الكاثوليكية:

1- بطريركيِّة الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسائر الكرازة المرقسية.

2- بطريركيِّة أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك الملكيين.

3- بطريركيِّة أنطاكيا للسريان الكاثوليك.

4- بطريركيِّة أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة.

5- بطريركيِّة بابل للكلدان.

6- بطريركيِّة قيليقة للأرمن الكاثوليك.

7- بطريركيِّة أورشليم للاتين الكاثوليك.

 

ثالثًا: الكنائس الشرقية حسب العائلات الطقسية:

ونصنف هنا الكنائس الشرقية الكاثوليكية ثم الكنائس الشرقية غير كاثوليكية :

أولا: الكنائس الشرقية الكاثوليكية:

1- التابعون للطقس البيزنطي: «اليونان, أبرشية حجدو دوروغ, الإيطاليون الأروام، الملكيون, الروثان, اليوغوسلافيون, البلغار,الرومان».

2- التابعون للطقس الأرمني: «بطريركية كيليكيا, أبرشية ليوبول, الجالية»

3- التابعون للطقس السرياني: «بطريركية أنطاكيا, كنيسة الملبار»

4-التابعون للطقس الكلداني: «بطريركية بابل, كنيسة الملبار»

5-التابعون للطقس الماروني:«بطريركية أنطاكيا, الجالية»

6-التابعون للطقس القبطي: « بطريركية الإسكندرية,بلاد الحبشة واريتريا»

 

ثانيا:الكنائس الشرقية غير كاثوليكية:

1- التابعون للطقس البيزنطي:

أ- اليونان: «بطريركية القسطنطينية, جزيرة كريت, جزيرة قبرص, بلاد اليونان, أميركا»

ب- الملكيون: «بطريركية أنطاكيا, بطريركية القدس, بطريركية الإسكندرية,أبرشية سينا»

ج- الصقالية: « بطريركية موسكوو الجالية الروسية, المؤمنون الروس القدماء, بطريركية سربيا, أكسرخوسية بلغاريا,كنيسة بولونيا,كنيسة تشكوسلوفاكيا»

د- الرومان.   

هـ – الكرج.    

و- الألبانيون.   

 ر- الفنلنديون.

2- الكنائس التابعة للطقس الأرمني: «جثليقية إشميدزين, بطريركية القدس,بطريركية القسطنطينية, أبرشية بلغاريا, الجالية»

3-الكنائس التابعة للطقس السرياني: «بطريركية أنطاكيا, كنيسة الملبار, السريان البروتستانت في الملبار»

4-التابعون للطقس الكلداني: « جثليقية النساطرة, كنيسة الملبار».

5- التابعون للطقس القبطي: « بطريركية الإسكندرية,كنيسة الحبشة ».

 

رابعًا: كيف أنشئ مجمع الكنائس الشرقية الكاثوليكية؟

إن الإتحاد الذي عقد بين مختلف الكنائس الشرقية الكاثوليكية والكنيسة اللاتينية في المجمع المسكوني الفلورنسي المنعقد سنة 1439لم يدم طويلاً بسبب أمور سياسية.  وفي حبرية البابا بيوس الخامس  يصدر رسالة بابوية  لحماية الكنائس الشرقية من تسرب الطقوس اللاتينية وذلك بتاريخ 20أغسطس لسنة 1566,  وفي العام  1623  شطر البابا أوربانوس الثامن (1623-1644)  مجمع انتشار الإيمان إلى قسمين, ووكل إلى أحدهما تنقيح الكتب اليونانية الطقسية, وعهد إلى الآخر النظر في أمور الشرقيين. وفي سنة 1720 امتد نطاق اختصاص القسم الأول بأمر الحبر الروماني البابا أكليمندس الحادي عشر (1700 – 1721), إلى كافة الكتب الطقسية الشرقية, وخص برئيس وكاتم السر, خلاف رئيس كاتم سر المجمع, وضم إليه أخصائيون في اللغات الشرقية. أما القسم الثاني ففقد أهميته شيئا فشيئا حتى تلاشى, بحيث أصبحت الهيئات التي تنظر في أمور اللاتين تنظر أيضا في أمور غيرهم, وكلما عرضت مسألة متعلقة بغير اللاتين عينت لتمحيصها لجنة من الكرادلة ممن لهم دراية بالبطريركية الشرقية التي يهمها الأمر . فلم يعد للشرقيين إلا هيئة واحدة مهمتها قاصرة على مجرد مراجعة وتنقيح الكتب الطقسية. وعندما اعتلي على السدة البطرسية البابا بنديكتوس الرابع عشر(1740-1758) أصدر رسالته المشهورة سنة 1743«لما قلّد الرب حقارتنا» ومنع بها الشرقيين من انتحال الطقس اللاتيني. ورسالة أخرى بتاريخ 26 يوليو 1755. يبدو أن الطقس اللاتينى غزى الطقوس الشرقية حتى جعل الأحبار الرومانيين يهتمون بإحياء الطقوس الشرقية, والإشادة بمجد الشرق المسيحي وبمعلمي الكنائس الشرقية وآبائها وقديسها.

وفي حبرية البابا بيوس التاسع(1846-1878)  حيث توطدت الصلة بين الكنائس الشرقية والكرسي الرسولي, فأصدر براءة بابوية بتاريخ 6 يناير  لسنة 1862 خصص فرعًا خاصًا في المجمع المذكور يعتني بشئون الكنائس الشرقية, وعندما انتخب البابا لاون الثالث عشر ( 1878-1903) فأظهر محبته للشرقيين لا بل تفهما أوسع لأوضاع الكنائس الشرقية.وكان المؤتمر القباني المنعقد في القدس سنة 1893نقطة انطلاق في تغيير موقف الكرسي الرسولي تجاه الشرق.لقد اتصل موفد قداسة البابا في أثنائه بأحبار الشرقيين, واستمع إلى شكواهم ورغباتهم, ورفع إلي بابا روما تقريرًا عن ذلك.فاستدعي الجالس على كرسي القديس بطرس مصاف البطاركة إلى مدينة روما, وتحدث إليهم مباشرة , وتفهم أوضاع كنائسهم وأدرك متطلباتهم, وأصدر بعد هذا الاجتماع رسالته الشهيرة«كرامة الشرقيين» وذلك بتاريخ 6/12/1894, أكد فيها من جديد المحافظة علي التراث الشرقي الأصيل, علاوة على ذلك فرض علي المرسلين الغربيين في الشرق احترام الطقوس والتقاليد والسلطات الشرقية.

وواصل البابا بيندكتوس الخامس عشر (1914-1922) فكر أسلافه, ولمس قداسته كل هذا ورأى من جهة أخرى أنه ليس من الحكمة أن تكون الكنائس الشرقية العريقة في الإيمان, وماضيها المجيد فخر الكنيسة, وآباؤها وقديسوها العظام درة في جبين المسيحية, رأى أنه ليس من الحكمة أن تكون تلك الكنائس تابعة في إدارتها  إلى المجمع الموكول فحوّل  فرع شئون الكنائس الشرقية إلى مجمع قائم بذاته دعاه مجمع الكنائس الشرقية فأقام نفسه عليه رئيسًا أعلي.وأسس« المجمع الشرقي», في يوم  1/5/1917 وترأسه شخصيًا,  وأُوكلت إدارة  المجمع إلى كردينال يحمل لقب « كاتم السر», وهو مكون من 20 كردينالاً ومن مساعد ونائب وعشرة موظفين, ومترجمين, و38 مستشارًا. وفي يوم 15/10/1917 تأسس المعهد البابوي العالي الشرقي لدراسات اللاهوت والتشريع والعقائد الشرقية.  وعندما جلس البابا بيوس الحادي عشر (1922-1939) شجّع جمهور الغرب على الإطلاع علي التراث الشرقي, وحرّض بعض الرهبانيات الغربية على ممارسة فرائض الطقس الشرقي .  بالإضافة لذلك أن الحبر الروماني المذكور  كوّن في شهر يناير لسنة 1926 لجنة من أعضاء المجمع ستة كرادلة تحت رئاسة ستة كرادلة تحت رئاسة الكاردينال كاتم السر للاهتمام بمسائل روسيا وتتبعها عن كثب.  وفي سنة 1929 أمر بتشكيل لجنة خاصة لجمع مصادر الحقوق القانونية الشرقية, فأكد استقلال القوانين الشرقية عن الشرع الغربي. وفي عهد البابا بيوس الحادي عشر قد وسًع صلاحيات المجمع فشمل اللاتين الكائنين في الشرق وذلك سنة 1938.وفي حبرية البابا بيوس الثاني عشر ظهرت بعض أقسام الحقوق القانونية الشرقية, فوحّدت بين مختلف تشريعات الطوائف الشرقية,إلاّ بعض النقاط القليلة.

وعندما اعتلى على الكرسي الرسولي البابا يوحنا 23(1958 – 1963) في يوم 25 يناير لسنة 1959 دعا إلى عقد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني والذي افتتح أول دوراته في 11 أكتوبر لسنة 1962, وأتمه البابا بولس السادس (1963– 1978) الذي اختتم جلسته الأخيرة في 8 ديسمبر لسنة 1965. حضره نحو المائة مراقب من الكنائس غير الكاثوليكية و بعض كهنة الرعايا والعلمانيين ما عدا الأساقفة الكاثوليكيين. فحضر هذا المجمع 2300 أسقفًا, و700 من رؤساء الرهبانيات ورؤساء الجامعات الكاثوليكية, وتألف من12 لجنة تحضيرية, وثلاث أمانات سرية, واستغرق 168جلسة, وأجرى حوالي 550 تصويتًا. وخصص المجمع المذكور مرسومًا في« الكنائس الشرقية الكاثوليكية», وصدر في يوم 7 ديسمبر لسنة 1965.

وفي عهد قداسة البابا بولس السادس شكّل لجنة لمتابعة العمل في التشريع الشرقي على ضوء وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. وانتهت هذه الأعمال في سنة 1990, ووقع عليها الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني (1978-2005) في 18/10/1990 بحضور البطاركة الشرقيين, وقدّمه رسميًا لأعضاء السينودس الروماني في الجلسة المنعقدة في يوم 25/10/1990, على أن يدخل حيّز التنفيذ في 1/10/1991. وأصدر قداسة البابا يوحنا الثاني رسالة حبرية «نور الشرق», وذلك في يوم 2/5/1995, وصدرت لأجل المئوية الأولى لرسالة الحبر الأعظم البابا لاون الثالث عشر «كرامة الشرقيين» الصادرة في يوم 6/12/1894, وقد كلّف غبطة أبينا البطريرك الأنبا إسطفانوس الثاني, بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك وسائر الكرازة المرقسية, لجنة متخصصة لترجمة هذه القوانين من اللغة اللاتينية إلى اللغة العربية  وتم طبعها في كتاب «مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية», ضمن منشورات المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية, القاهرة, سنة 1995.وبعد مرور عشر سنوات أيّ  في العام 2005 تم إعادة طبعه في مطرانية الأقباط الكاثوليك تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم سمعان, مطران كرسي أسيوط للأقباط الكاثوليك. وفي كتاب «مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية», منشورات المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية, القاهرة, 1995, ص 68 -70 ينص القانون 58 «بطاركة الكنائس الشرقية لهم التقدم علي الأساقفة, من أية درجة كانوا, في جميع أنحاء العالم, مع سريان قواعد التقدّم الخاصة التي أقرها الحبر الروماني», وينص القانون 59, البند 1- « إنّ بطاركة الكنائس الشرقية, وإن تأخّر بعضهم علي بعض في الزمن, فهم متساوون بالنظر إلي الرتبة البطريركية, مع عدم الإخلال بالتقدّم الشرفي بينهم».

البند2-« ترتيب التقدّم بين كراسي الكنائس الشرقية البطريركية القديمة هو كما يلي: في المقام الأول الكرسي القسطنطيني ويليه الإسكندري, فالأنطاكي فالأورشليمي».

البند3- «يترتّب التقدّم بين سائر بطاركة الكنائس الشرقية حسب قدم الكرسي البطريركي».

البند 4-« بين بطاركة الكنائس الشرقية الذين لهم لقب واحد لكنهم يرئسون كنائس بطريركية مختلفة,يحظي بالتقدم من سبقت ترقيته إلي الرتبة البطريركية»).

 

خامسًا: الكنائس البيزنطية:

1- المجموعة الأولى:

هي الكنائس ذات رئاسة شخصية، وعددها 16 كنيسة في الكنيسة البيزنطية، وهذه الكنائس البيزنطية تؤمن بالسبعة المجامع المسكونية الأولى:

1- كنيسة القسطنطينية.

2- كنيسة الإسكندرية.

3- كنيسة أنطاكيا.

4- كنيسة القدس.

5- كنيسة روسيا.

6- كنيسة الصرب.

7- كنيسة رومانيا.

8- كنيسة بلغاريا.

9- كنيسة چورچا.

10- كنيسة قبرص.

11- كنيسة اليونان.

12- كنيسة بولاندا.

13- كنيسة ألبانيا.

14- كنيسة التشيك.

15- كنيسة السلوڤاك.

16- كنيسة أمريكا.

تشترك الكنائس البيزنطية جميعها في أن إيمانها خلقدوني أي أنها تؤمن بقرارات المجمع المسكوني الخلقدوني المنعقد سنة 451، وظلت سائر الكنائس متحدة فيما بينها من بعد خروج الكنيسة الأشورية في حينها، والكنيسة المونوفيزية على أثر المجمع المسكوني المذكور حتى عندما أوفد البابا ليون التاسع في يوم 6 يوليو 1054, الكاردينال هامبرتوس, أسقف سيلفاكانديا ومعه قاصدان بابويّان وأن هذا الفريق ذهب إلى مدينة القسطنطينية لكنيسة الحكمة. وشق هذا الفريق البابوي طريقا إلى هيكل هذه الكنيسة ليضع نص الحرم[1] ضد بطريرك القسطنطينية ميخائيل كيرولاريوس(1043-1058) وهذا الفريق البابوي يغادر المكان فورًا وعند خروجه من الباب الغربي للكنيسة عينها نفض الكاردينال المذكور الغبار عن قدميه قائلا:«ليشهد الله وليحكم» وقد لحق به أحد الشمامسة ورجاه أن يسترجع هذه الوثيقة، ولكن الكاردينال رفض، وسقطت هذه الوثيقة في الشارع. ولم يتوقع أحد أن يكون هذا التصرف المأسوي سبب هذا الانشقاق العظيم بين الشرق والغرب, ومازالت الكنيسة تعاني آثاره وتتحمل أوزاره إلى يومنا هذا.

 

المجموعة الثانية: الكنائس ذات قانوني شخصي:

وهذه الفئة من الكنائس البيزنطية لا ترجع إلى سلطة أخرى- ولا أحد يتدخل في نظامها الشخصي وهناك مواقف ترجع للسلطة – رئيس أساقفة أثينا هو الذي يرسم مطران دير سانت كاترين.

1- كنيسة سيناء (دير سانت كاترين).

2- كنيسة فنلندا.

3- كنيسة اليابان.

4- كنيسة الصين.

5- كنيسة استونيا في روسيا.

 

المجموعة الثالثة: كنائس قانونية تحت سلطة القسطنطينية:

هي لها نظام داخلي (لائحة) ليس هي مستقبلة، ولكن تحت سلطة القسطنطينية.

1-الكنيسة اليونانية الكاثوليكية الأرثوذكسية الكرباتية (الروسية) الأمريكية.

2- الكنيسة الأوكرانيا الأرثوذكسية الأمريكية.

3- الكنيسة الروسيا الأرثوذكسية غرب أوربا.

4- الكنيسة الألبانيا الأرثوذكسية الأميركية.

5- الكنيسة البلروسيا الأرثوذكسية في شمال أمريكا.

6- الكنيسة الأوكرانيا الأرثوذكسية في كندا.

(وطلبوا إذن في القسطنطينية تعترف بسلطة بطريرك القسطنطينية شرفية)

 

المجموعة الرابعة: كنائس ذات وضع غير قانوني (ليس لهم لائحة داخلية):

1- كنيسة القدامى للمؤمنين.

2- الكنيسة الروسية الأرثوذكسية في المهجر.

3- كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية.

4- كنيسة بيلاروسيا.

5- كنيسة مقدونيا الأرثوذكسية.

6- كنائس القويم الأرثوذكسي القديم.

وهذه الكنائس البيزنطية مجموعها 32 كنيسة تشترك جميعها في:

أ- الاعتراف بالإيمان الخلقدوني القائل: « المسيح شخص واحد في طبيعتين».

ب- اعتراف بالأولوية الشرفية لبطريرك القسطنطينية الذين يلجأون إليه لفض المنازعات أو عندما يعجزون في إصدار أحد القرارات فيستشيرون به.

 

سادسًا: الجماعات البروتستانتية:

 أغلب هذه الجماعات لها لائحة داخلية، وكل جماعة مستقلة بذاتها وعددهم 35 وهم:

1- جماعة الكالفينية.

2- جماعة الأنجيليكانية.

3- جماعة الطهوريون.

4- جماعة الاستقلاليون.

5- جماعة المعمدانيون.

6- جماعة الأرمينوسيوس.

7- جماعة الأسفانكفيلديون.

8- جماعة الراسكولنك.

9- جماعة الكويكرس.

10- جماعة المثوديست.

11- جماعة المانويت.

12- جماعة الأدفنتست.

13- جماعة ظالدربيون.

14- جماعة شهود يهوي.

15- جماعة المشيخية (تُعرف بالإنجيلية)

16- جماعة الإصلاح وتُعرف باسم نهضة القداسة.

17- جماعة الإيمان.

18- جماعة الرسولية.

19- جماعة الرحمة.

20- جماعة الرحمة الرسولية.

21- جماعة المسيح.

22- جماعة الكرازة.

23- جماعة الله الخمسينية.

24- جماعة الخمسينية.

25- جماعة الإيمان الرسولية.

26- جماعة الإخوة.

27- جماعة الإخوة المرحبون.

28- جماعة الأدفنتست السبتيين.

29- جمعية خلاص النفوس.

30- جماعة الأسقفية.

31- جماعة الله.

32- جماعة المثالي المسيحي.

33- جماعة المعمدانية المستقلة

34- جماعة المعمدانية الوطنية.

35- جماعة المعمدانية الكتابية.

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس عبد المسيح

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com

 

 



[1] سبب هذا الحرم هو عدم ذكر الحبر الروماني في الذبتيخا والذبتيخا هي مركبة من كلمتين يونانيتين تفيدان معني الشيء المزدوج المطوي. وفي الإصلاح هي عبارة عن لوحتين خفيفتين صغيرتين من الخشب الناعم تربطان من أحد جانبيها بسير من الجلد أو بخيط أو شريط, بحيث يمكن طيهما وتطبيقهما الواحدة على الأخرى. وكان عظماء الدولة عند قدماء اليونان والرومان يستعملون هذه الذبتيخات لكتابة اسمهم عليها وتاريخ تعيينهم و يوزعونها علي أصحابهم كتذكار . وكثيرا ما كان وجهها الخارجي مزينا برسوم ونقوش. وقد قلد المسيحيون الأولون هذه العادة القديمة فاستعملوا الذبتيخات ليقيدوا فيها أسماء الشهداء والأحبار والملوك والمحسنين والموعوظين الذين يريدون أن يذكروهم علنا في الليتورجية الإلهية لكي تصلي الجماعة لأجلهم عندما يتلو الشماس أو الأسقف أسماءهم.ثم استعملت هذه الذبتيخات توضع علي المذبح  أو تعلق علي باب الايقونستاس( حامل الإيقونات). فلما كان أحد البطاركة يدرج في ذبتيخا كنيسته اسم بطريرك آخر ,كان انه قبله في شركته, وإسقاط الاسم من الذبتيخا معناه قطع تلك الشركة. وفي الإصلاح العصري, الذبتيخا هي الدعاء الذي يتلوه الكاهن أو الشماس في القداس الحبري الاحتفالي للأسقف أو للبطريرك المحتفل بالذبتيخة, ذاكرًا فيه ألقابه كلها.