كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في عيد الرسولين بطرس وبولس

الفاتيكان، الخميس 1 يوليو 2010 (Zenit.org).

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الثلاثاء بمناسبة عيد الرسولين بطرس وبولس شفيعي روما وعامودي الكنيسة.

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

اليوم تعيد كنيسة روما جذورها، محتفلة بالرسولين بطرس وبولس، اللذين تُحفظ ذخائرهما في البازيليكين المكرستين لهما واللتين تزين كل المدينة العزيزة على المسيحيين من سكانها ومن الحجاج. لقد بدأ العيد مساء أمس مع صلاة الغروب الأولى في بازيليك أوستينسي.

تقدم ليتورجية اليوم اعتراف إيمان بطرس تجاه يسوع: "أنت المسيح، ابن الله الحي" (مت 16، 16). ليس هذا الاعتراف ثمرة تحليل فكري، بل هو وحي من الآب لصياد الجليل الوضيع، كما يصرح يسوع بالذات قائلاً: "ما اللحم والدم أعلنا لك ذلك" (مت 16، 17). سمعان بطرس قريب من الرب لدرجة أنه يستطيع أن يضحي صخرة الإيمان والحب التي بنى عليها يسوع كنيسته و "جعلها – كما يقول القديس يوحنا فم الذهب – أقوى من السماوات بالذات" (Hom. in Matthæum 54, 2: PG 58,535). بالواقع، يقول الرب: "كل ما تربطه على الأرض سيكون مربوطا في السماوات، وكل ما تحله على الأرض سيكون محلولاً في السماوات" (مت 16، 19).

القديس بولس – الذي احتفلنا منذ زمن يسير بالذكرى الألفية الثانية لميلاده، نشر الإنجيل بنعمة الله، زارعًا كلمة الحق والخلاص في وسط الشعوب الوثنية. إن شفيعي روما القديسَين، رغم أنهما تلقيا من الله مواهب مختلفة ورسالات متنوعة، إلا أنهما كليهما ركيزة الكنيسة الواحدة، المقدسة، الجامعة، الرسولية، "المنفتحة دومًا على الدينامية الرسولية والمسكونية، لأنها مرسلة إلى العالم للإعلان والشهادة، لتحقيق ونشر سر الشركة الذي يكونها" (Congregazione per la Dottrina della Fede, Communionis notio, 28 maggio 1992, n. 4: AAS 85 [1993], 840).

لهذا خلال قداس هذا الصباح، سلمت إلى 38 رئيس أساقفة متروبوليتي درع التثبيت، الذي يرمز إلى الشركة مع أسقف روما، وإلى رسالة رعاية قطيع المسيح الواحد بالمحبة.

في هذه الذكرى الاحتفالية، أود أن أشكر من كل قلبي بعثة البطريركية المسكونية شهادة للرباط الروحي بين كنيسة روما وكنيسة القسطنطينية.

فلينر مثال الرسولين بطرس وبولس عقل المؤمنين وليشعل في قلوبهم التوق المقدس إلى تحقيق إرادة الله، لكيما تكون الكنيسة الحاجة على الأرض أمينة دومًا لربها. فلنتوجه بثقة إلى العذراء مريم، سلطانة الرسل، التي تقود وتسند من السماء مسيرة شعب الله.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2010.