كلمة قداسة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

الأمر الأهم في زمن العطلة بحسب بندكتس السادس عشر

كاستل غاندولفو، الاثنين 19 يوليو 2010 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا بندكتس السادس عشر في ساحة القصر الرسولي في كاستل غاندولفو قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي نهار الأحد 18 يوليو 2010.

* * *

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!

نحن الآن في قلب الصيف، أقله في نصف الكرة الشمالي. وفي هذا الوقت تغلق المدارس أبوابها وتتركز معظم العُطل. حتى الرعايا تقلل نشاطاتها، وأنا شخصيًا أتوقف لبعض الوقت عن المقابلات. وعليه هذا الوقت هو مناسب لكي نكرس الوقت لما هو حقًا الأهم في حياتنا، أي الإصغاء لكلمة الرب. يذكرنا بذلك إنجيل هذا الأحد، مع النص الشهير الذي يسرد فيه القديس لوقا زيارة يسوع إلى بيت مارتا ومريم (10، 38 – 42).

مارتا ومريم هما أختان؛ لهما أخ، العازر، ولكنه لا يظهر في هذا النص. يمر يسوع في بلدتهم ويقول لنا النص أن مارتا استقبلته (راجع 10، 38). هذا التفصيل يجعلنا ندرك أن بين الأختين، مارتا هي الأكبر، هي التي تدبر البيت. بالواقع، بعد أن جلس يسوع، جلست مريم عند قدميه تصغي له، بينا مارتا كانت مشغولة بكثير من الخدمات، نظرًا للضيف المميز. يمكننا أن نتصور النص: أخت تدور منهمكة، والأخرى مأخوذة بحضور المعلم وبكلماته. بعد قليل، يظهر جليًا أن مارتا ممتعضة، ولا تتمالك نفسها عن التذمر، ظانةً أن لها حق أن تنتقد يسوع: "يا رب، أما تبالي أن أختي تركتني أخدم وحدي ؟ فمرها أن تساعدني". فأجابها الرب: "مرتا، مرتا، إنك في هم وارتباك بأمور كثيرة، مع أن الحاجة إلى أمر واحد. فقد اختارت مريم النصيب الأفضل، ولن ينزع منها" (لو 10، 40 – 42).

كلمة يسوع واضحة: لا يحتقر الحياة العملية، ولا حتى سخاء مضيفته؛ ولكنه يذكر بحزم أن الأولوية تعود لأمر آخر: الإصغاء لكلمة الرب؛ والرب حاضر في تلك الآونة، حاضر في شخص يسوع! كل الأمور الأخرى ستنزع منا، ولكن كلمة الرب هي أبدية وتعطي معنى لعملنا اليومي.

أيها الأصدقاء الأعزاء، كما كنت أقول، صفحة الإنجيل هذه تتناغم بشكل كامل مع زمن العطل، لأنها تذكرنا بأن على الشخص البشري أن يعمل، بالطبع، وأن يلتزم بالشؤون المنزلية والمهنية، ولكن قبل كل شيء هو بحاجة إلى الله، الذي هو نور داخلي يحمل الحب والحقيقة. من دون الحب، حتى أهم النشاطات تخسر قيمتها، ولا تحمل الفرح. من دون معنى عميق، كل ما نفعله يضحي انهماكًا عاقرًا وفوضويًا. ومن يهبنا الحب والحقيقة إلا يسوع المسيح؟ فلنتعلم إذًا أيها الأخوة أن نساعد بعضنا بعض وأن نتعاون، ولكن قبل كل شيء أن نختار سوية الحظ الأفضل، الذي سيبقى دومًا خيرنا الأعظم.

* * *

نقله من الإيطالية إلى العربية روبير شعيب – وكالة زينيت العالمية (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية – 2010.