مراسم تشييع مواطنين مسيحيين في باكستان قُتلا على يد متشددين إسلاميين

فيصل أباد، الثلاثاء 20 يوليو 2010 –إذاعة الفاتيكان

جرت صباح الثلاثاء في مدينة فيصل أباد الباكستانية مراسم تشييع الشقيقين المسيحيين رشيد إيمانويل ـ ستة وثلاثون عاما ـ وساجد مسيح إيمانويل ـ ثلاثون عاما ـ اللذين قُتلا أمس الاثنين بطلقات نارية على يد مسلحين مجهولين. وقعت الجريمة أمام مبنى المحكمة حيث يمثل الرجلان أمام القضاء الباكستاني بتهمة التجديف والإساءة إلى الدين الإسلامي. وقد سببت الحادثة مصادمات عنيفة بين المسلمين والمسيحيين في محلتي واريسبورا وداود نغار ولم تخف حدة التوتر حتى الآن.

جرت مراسم تشييع الشقيقين عند الساعة الثامنة من صباح اليوم بحضور حشد كبير من المؤمنين إضافة إلى ممثلين عن الكنيسة المحلية والمنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان. وتُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان جريمة قتل المواطن المسيحي منصور مسيح المتهم بالتجديف والذي قُتل هو أيضا أمام مبنى المحكمة في غجران والا في الخامس من أبريل نيسان 1994.

اتُهم الشقيقان الباكستانيان بالتجديف بعد أن تقدم مواطن مسلم بشكوى ضدهما زاعما أنهما وزعا مناشير تسيء إلى النبي محمد. وأوردت وكالة آسيا نيوز للأنباء أن السلطات القضائية كانت تستعد لإطلاق سراح المتهمين بعد أن تبين أن العبارات التي كُتبت بخط اليد على المناشير المذكورة لم يدونها الشقيقان.

في غضون ذلك تواصل لجنة عدالة وسلام التابعة لمجلس أساقفة باكستان حملتها ضد قانون التجديف وقد دعت إلى تنظيم لقاءات وندوات حول هذا الموضوع في العديد من الأبرشيات الباكستانية بهدف تسليط الضوء على القانون المجحف بحق المسيحيين والأقليات الدينية، خصوصا وأنه غالبا ما يتم اللجوء إليه بدافع الانتقام من المسيحيين أو لحل خلافات شخصية لا علاقة لها بالدين. وقد طالبت السلطات الكنسية المسيحية والمنظمات الحقوقية بإلغاء هذا القانون الذي شاءه الدكتاتور الباكستاني ضياء الحق في العام 1986.

من جهة أخرى حذرت مصادر صحفية باكستانية من مغبة تجدد أعمال العنف بين المسيحيين والمسلمين متخوفة من تجدد أحداث الثلاثين من يوليو تموز 2009 عندما هاجم آلاف المتشددين الإسلاميين قرية كوريان وأضرموا النيران في واحد وخمسين منزلا مسيحيا، وفي الأول من آب أغسطس استهدف ثلاثة آلاف أصولي المسيحيين في مدينة غورا المجاورة حيث أحرقوا سبعة مسيحيين بينهم طفلان وثلاث نساء. ووقعت أعمال العنف على أثر تهم بالتجديف وُجهت إلى بعض المواطنين المسيحيين.