المونسنيور كورت كوخ، الحوار والحركة المسكونية

رئيس الأساقفة السويسري يتولى إدارة مديرية وحدة المسيحيين

روما، الأربعاء 21 يوليو 2010 (Zenit.org)

في الأول من يوليو، تولى المونسنيور كورت كوخ المهتم بالحركة المسكونية، مهمته الجديدة كرئيس للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين. وهكذا، فإنه غادر أبرشية بازل السويسرية التي كان أسقفاً لها خلال 15 عاماً، ليخلف الألماني والتر كاسبر الذي كان يتولى إدارة المديرية منذ سنة 1999. في ما يلي، ننشر المقابلة التي أجرتها وكالة زينيت معه حول تجربته والتحديات التي ستواجهه.

زينيت: كيف تبلغتم خبر تعيينكم رئيساً للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين؟

المونسنيور كورت كوخ: إنه لشرف كبير لي إذ عبر لي الأب الأقدس عن رغبته في رؤيتي رئيساً لهذه المديرية، وذلك خلال مقابلة خاصة عقدت في فبراير. إنه مدعاة سرور لي إذ أن الحركة المسكونية تهمني كثيراً. ففي بلادي سويسرا، البروتستانت أقرباء جداً إلينا، واهتماماتي كبيرة بالكنائس الأرثوذكسية.

زينيت: ما هي التحديات الرئيسية في هذه المديرية؟

المونسنيور كوخ: في المقام الأول، لا بد من إلقاء نظرة شاملة على كل الأحداث. لقد كنت عضواً في هذا المجلس منذ سنة 2002، وكنت معنياً أيضاً بالحوار مع الأرثوذكس. إنني أحرص أولاً على التحدث مع جميع المساعدين. وفي نوفمبر، سنعقد الجمعية العامة الأولى. من هنا، يتمثل التحدي الأول في التحضير لهذه الجمعية بشكل جيد في سبيل تكوين فكرة عامة عن الحركة المسكونية والبحث في أساليب العمل.

زينيت: كيف كانت تجربتكم كأسقف بازل، بخاصة في مجال الحركة المسكونية؟

المونسنيور كوخ: تشكل الكنائس والجماعات الكنسية الناشئة عن الإصلاح في سويسرا حالة خاصة. يكمن التحدي الأكبر في الحوار المسكوني بين الكاثوليك والأرثوذكس. لدينا مع الأرثوذكس أساس إيمان مشترك وإنما تعددية ثقافية كبيرة. لكن أساس الإيمان المشترك ليس موجوداً مع كنائس الإصلاح، وإنما تجمعنا بها ثقافة مشتركة. لذلك، هناك طريقة أخرى للقيام بالعمل المسكوني، طريقة ليست سهلة دوماً.

زينيت: وماذا عن تجربتكم كرئيس مجلس أساقفة سويسرا؟

المونسنيور كوخ: شغلت منصب نائب الرئيس لمدة تسع سنوات، وتوليت منصب الرئاسة طوال ثلاث سنوات. لقد كان عملاً رائعاً. كرئيس، أوليت أهمية للكنيسة في أوروبا، لكن العمل في الأبرشية كان مستمراً. لذا، كان البحث عن نقاط مشتركة ضرورياً، وبالتالي فإن هذا الأمر لم يكن سهلاً على الدوام.

زينيت: ما هو دور لجنة الحوار مع اليهودية؟

المونسنيور كوخ: في مجال العلاقات بين الكاثوليك واليهود في سياق العلاقات الدينية، بذل الكاردينال كاسبر جهوداً كبيرة لتحسين الحوار وتعميقه. ما يهم هو تعميق الأبعاد الدينية لهذه العلاقات. فالأولوية ليست للعلاقات السياسية وإنما للعلاقات الدينية. والدليل على ذلك يتمثل في زيارات الأب الأقدس إلى معابد اليهود في كولونيا ونيويورك وروما.

زينيت: ما هو تقييمكم للجهود التي يبذلها بندكتس السادس عشر في العلاقات مع المسيحيين من الطوائف الأخرى؟

المونسنيور كوخ: أعتقد أن الأب الأقدس بذل جهوداً كبيرة. في عظته الأولى بعد انتخابه، قال علناً أن الحركة المسكونية هي تحد منبثق عن يسوع المسيح، وأن أسس الحوار موجودة في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني. وفي رحلاته الرسولية، يخصص دوماً قسماً للحركة المسكونية. فلنتحدث مثلاً عن رحلته إلى انكلترا في سبتمبر. فالأمر لن يخلو من الصعوبات لأن وضع الأنغليكان ليس سهلاً (…). لقد طلب مني الأب الأقدس أن أقوم بهذا العمل، وأصر كثيراً على أنه يريد أسقفاً يعرف كنائس الإصلاح ليس فقط انطلاقاً من الكتب وإنما أيضاً انطلاقاً من التجربة. هذا ما يظهر أهمية كنائس الإصلاح بالنسبة إلى الأب الأقدس. وهو كأستاذ، عمل كثيراً في هذا الصدد.

زينيت: ما هي الثمار التي نتجت عن هذا الحوار؟

المونسنيور كوخ: تصعب رؤية الثمار لأن الحركة المسكونية تقوم على الروحانية. فلا يستطيع البشر أن يصنعوا الوحدة لأنها هبة من الروح القدس. ويمكننا ترسيخ حوار المحبة الذي يعززه الأب الأقدس خلال لقاءاته.

زينيت: برأيكم، كيف يمكن مواجهة تحدي البدع الدينية؟

بداية، ينبغي على الكنيسة أن تتساءل عن سبب توجه الناس نحو البدع. لم لا يأتون إلينا؟ إنني أعلم أن مجمع عقيدة الإيمان اتخذ خطوات مهمة مع الأساقفة في معالجة هذه المسألة، وأعتقد أنه من الممكن استكمال العمل الذي بوشر به.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010