سلطان الحلّ والربط للكهنة

 

خاص بالموقع –

أسس الرب يسوع  سر الاعتراف الذي  له شروطه بأن الإنسان يعترف أمام الأب الكاهن الذي نال سر الكهنوت الذي أخذ سلطان الحل والربط من الرب كما ورد في (مت16/18 و19) «وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت. وسأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَوات. فما رَبَطتَهُ في الأَرضِ رُبِطَ في السَّمَوات. وما حَلَلتَه في الأَرضِ حُلَّ في السَّمَوات» وفي نفس الوقت يقطع كل روابط الخطية ومسبباتها كي لا يرجع إليها معتمدًا على نعمة الرب الإله!.

أولاً: شهادة الكتاب المقدس: 

A  – سر الاعتراف في العهد القديم:

أ- توبة الإسرائيليين: يطلعنا الوحي الإلهي في سفر القضاة 10/ 15و16: « فقالَ بَنو إِسْرائيلَ لِلرَّبّ: قد خَطِئْنا، فاصنع بِنا كُلَّ ما يَحسُنُ في عَينَيكَ، ولكِن أَنقِذْنا في هذا اليَوم وأَزالوا الآلِهَةَ الغَريبَةَ مِن وَسْطِهم وعَبَدوا الرَّبّ، فضاقَت نَفْسُه أَمامَ عَناءِ إِسْرائيل»  وأيضًا في سفر نحميا 9/2 «وآنفَصَلَ نَسلُ إِسْرائيلَ عن جَميعِ بَني الغُرَباء، ووَقَفوا وآعتَرَفوا بِخَطاياهم وآثام آبائِهم».                     

ب- توبة منسَّى الملك: في سفر  الملوك الثاني 23/12و13 «ودَمَّرَ المَلِكُ المَذابِحَ الَّتي على سَطحِ عِليةِ آحاز، والَّتي عَمِلَها مُلوكُ يَهوذا، والمَذابِحَ الَّتي صَنَعَها مَنَسَّى في دارَي بَيتِ الرَّبّ، وأَسرَعَ مِن هُناكَ وذرَى غُبارَها في وادي قِدْرون. ونزعَ المَلِكُ حُرمَةَ المَشارِفِ الَّتي تُجاهَ أورَشَليمَ إِلى جَنوبِ جَبَلِ الخَرابِ والَّتي بَناها سُلَيْمانُ، مَلِكُ إِسْرائيل، لِعَشْتاروت، قَبيحَةِ الصَّيدونيَين، ولكَموش، قَبيحَةِ الموَابِيِّين، ولمِلْكوم، قَبيحَةِ بَني عَمُّون». وفي الشريعة أمر الرب بالاعتراف بالخطية وكيفيه تقديم ذبيحة  لغفران الخطايا وهذا ما سطره الوحي الإلهي في سفر الأحبار( اللاويين) 5/5-6: «فإِذا كانَ آثِماً بِشيَءٍ مِن ذلك، فلْيَعتَرِفْ بما خَطِئَ بِه. ولْيَأتِ بذَبيحَةِ إِثْمِه لِلرَّبِّ عن خَطيئَتِه الَّتى خَطِئَها، أُنْثَى مِنَ الغَنَم، نَعجَةً أَو عَنزَة، ذَبيحةَ خَطيئة، فيُكَفِّرُ الكاهِنُ عن خَطيئَتِه»،  وأيضا يدون في سفر الأحبار(اللاويين) 16/ 21: «وَيضَعُ هارونُ يَدَيه على رأسِه ويَعتَرِفُ علَيه بِجَميعِ آثامِ بَني إسْرائيلَ ومَعاصيهم وخَطاياهم، وَيضَعُها على رأسِ التَّيس، ثمَّ يُرسِلُه إِلى البَرِّيَّةِ بِيَدِ رَجُلٍ مُعَدٍّ لَه» 

 ج- اعتراف شاول الملك لصموئيل النبي قائلاً: «فقالَ شاوُلُ لِصَموئيل: "قد خَطِئتُ مُتَعَدِّيًا أَمرَ الرَّبِّ وكَلامَكَ، لأَنِّي خِفتُ مِنَ الشَّعب، وسَمِعتُ لِكَلامِه. فأغفِرِ الآنَ خَطيئَتي وارجعْ معي فأَسجُدَ لِلرَّب" فقالَ صَموئيلُ لِشاوُل: "لا أَرجعُ معَكَ، لأَنَّكَ نَبَذتَ كَلامَ الرَّبّ، وقد نَبَذَكَ الرَّبُّ كَمَلِكٍ على إِسْرائيل" .وتَحوَلَ صموئيلُ لِيَنصَرِف، فأَمسَكَ شاوُلُ بِطَرَفِ رِدائِه فانتُزع. فقالَ لَه صَموئيل: " اليَوم انتَزَعَ الرَّبّ مَملَكَةَ إِسْرائيلَ عنكَ وسَلَّمَها إِلى قَريبِكَ الَّذي هو خَيرٌ مِنكَ، فإِنَّ بَهاءَ إِسْرائيلَ لا يَكذِبُ ولا يَندَم، لأَنَّه لَيسَ إِنْسانًا فيَندَم فقالَ شاوُل: "قد خَطِئتْ، فأَكرِمْني الآنَ أَمامَ شُيوخِ شَعْبيِ وأَمامَ إِسْرائيل، وارجعْ معي لأَسجُدَ لِلرَّب إِلهِكَ"فرَجَعَ صَموئيلُ وَراءَ شاوُل، وسَجَدَ شاوُلُ لِلرَّبّ» (1صم15/ 24-31) وكان لصموئيل سلطان الحل من الخطايا.

د- اعتراف داود النبي والملك لناثان النبي وأعطي داود الحل من الخطية: «فقالَ داوُدُ لِناتأَنَّ: قد خَطِئتُ إِلى الرَّبّ. فقالَ ناتأَنَّ لِداود. أَنَّ الرَّبَّ أَيضاً قد نَقَلَ خطيئَتَكَ عنكَ، فلا تَموت.ولكِن، إِذ أَنَّكَ بِهذا الأَمرِ أهَنتَ الرَّبَّ إِهأَنَّةً شَديدة، فالآِبنُ الَّذي يولَدُ لَكَ يَموتُ مَوتًا. وأَنَّصَرَفَ ناتأَنَّ إِلى بَيتِه» (2صم12/ 13و15) فمنذ العهد القديم نجد أن الكاهن هو الشخص  الوحيد الذي سلطان مغفرة الخطايا: «لِأَنَّ شَفَتَيِ الكاهِنِ تَحفَظانِ المَعرفَة، ومِن فَمِه يَطلُبونَ التَّعْليم، إِذ هو رَسولُ رَبِّ القُوَّات» (ملاخي2/ 7).

هـ- حزقيا يغفر لبني أفرايم ومنسّي ويسّاكر وزبولون: «وكانَ جُمهورٌ كَثيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن أفْرائيم ومَنَسَّى ويَسَّاكَرَ وزَبولون، لم يَتَطَهَّروا بل أَكَلوا الفِصحَ على خِلافِ ما كُتِب. فصَلَّى لأَجلِهم حزِقيَّا قائِلاً: لِيَغفِرِ الرَّبُّ الصَّالِحُ . ِكُلِّ مَن وَجَّهَ قَلبَه لآلتِماسِ اللهِ الرَّبِّ، إِلهِ آبائِه، ولَو لم يَكُنْ على الطَّهارَ؟ اللاَّزِمَةِ لِلقُدْس.
فسَمعِ الرَّبّ لِحزِقيَّا وعَفا عنِ الشَّعْب» (الأخبار الثاني 30/18-20).

 

 :Bسر الاعتراف في العهد الجديد:

أ- الوعد بالمفاتيح وبسلطة الحل والربط:

تسليم سلطان الحل والمغفرة للتلاميذ والرسل واضح جدًا في العهد الجديد وقال الرب لبطرس الرسول:«فأَجابَه يسوع:طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات. وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت. وسأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ السَّمَوات. فما رَبَطتَهُ في الأَرضِ رُبِطَ في السَّمَوات. وما حَلَلتَه في الأَرضِ حُلَّ في السَّمَوات» (مت 16/17- 19). فالمقصود بسلطة المفاتيح هي سلطة أخيرة وعليا ومباشرة في منح غفران الله. وقد أردف يسوع بقوله «وسأُعطيكَ مَفاتيحَ مَلَكوتِ…» فالربط يدخل تحت نطاق كافة العقوبات الكنسية التي هي ضرورية عندما تصل الأمور إلى حد معين.

ب- تقليد سلطان مغفرة الخطايا (يو20/21)

يسوع المسيح يكرر هذا الوعد لتلاميذه:« إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. وإِن لم يَسمَعْ لَكَ فخُذْ معَكَ رجُلاً أَو رَجُلَين، لِكَي يُحكَمَ في كُلِّ قضِيَّةٍ بِناءً على كَلامِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثة.  فإِن لم يَسمَعْ لَهما، فأَخبِرِ الكَنيسةَ بِأَمرِه. وإِن لم يَسمَعْ لِلكَنيسةِ أَيضاً، فَلْيَكُنْ عندَكَ كالوثَنِيِّ والجابي. الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما رَبطتُم في الأَرضِ رُبِطَ في السَّماء، وما حَلَلتُم في الأَرضِ حُلَّ في السَّماء»(مت18/ 18). وبعد قيامة يسوع المسيح من بين الأموات يكرر أيضًا الوعد لتلاميذه:« فقالَ لَهم ثانِيَةً: السَّلامُ علَيكم! كما أَرسَلَني الآب أُرسِلُكم أَنا أَيضًا  قالَ هذا ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس.  مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم» (يو20/21/23). لم يُقلِّد المسيح رسله سلطة مغفرة الخطايا هذه كامتياز شخصي، بل سلمها إلى الكنيسة كوظيفة دائمة يجب أن تنتقل من جيل إلى جيل. لأن وجود الخطيئة يجعل هذا السلطان ضرورياً، لأنها موجودة في كل الأزمنة.

 كان كل  الذين يؤمنون بالكلمة كانوا يعترفون بخطاياهم ليوحنا المعمدان «فيَعتَمِدونَ عَنِ يدِهِ في نَهرِ الأُردُنِّ مُعتَرِفينَ بِخَطاياهم» (مت3/ 6)  وأيضًا جماعة المؤمنين في الكنيسة الأولى كانوا يمارسون هذا السر على أيدي التلاميذ «فأَخَذَ كَثيرٌ مِنَ الَّذينَ آمنوا يَأتونَ فيَعتَرفون َويُقِرُّونَ بِأَعمالهِم » (أعمال الرسل 19/18). والقديس يعقوب الرسول يوصي بالاعتراف والزلات على يد الكاهن:« فلْيَعتَرِفْ بَعضُكم لِبَعضٍ بِخَطاياه، ولْيُصَلِّ بَعضُكم لِبَعضٍ كَي تُشفَوا. صلاةُ البارِّ تَعمَلُ بِقوَّةٍ عَظيمة» (يعقوب5/16).

والقديس يوحنا الإنجيلي يقول:« وإِذا اعتَرَفْنا بِخَطايانا فإِنَّه أَمينٌ بارّ يَغفِرُ لَنا خَطايانا وُيطَهِّرُنا مِن كُلِّ إِثْم »(1 يو 1/9). وتسليم السر ليس فقط للحل بل أيضا للربط في الخطية إلى الأبد وهكذا ربط القديس بطرس الرسول سيمون الساحر وأيضا حله من خطيته عندما اعترف بذنبه إليه:« فلَمَّا رأَى سِمْعانُ أَنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يوهَبُ بِوَضعِ أَيدي الرَّسولَيْن، عَرَضَ علَيهِما شَيئًا مِنَ المال وقالَ لَهما: أَعطِياني أَنا أَيضًا هذا السُّلطانَ لِكَي يَنالَ الرُّوحَ القُدُسَ مَن أَضَعُ علَيه يدَيَّ. فقالَ له بُطرُس: تَبًّا لَكَ ولِمالِكَ. لأَنَّكَ ظَنَنتَ أَنَّه يُمكِنُ الحُصولُ على هِبَةِ اللّهِ بِالمال. فلا حَظَّ لكَ في هذا الأَمرِ ولا نَصيب، لأَنَّ قلبَكَ غَيرُ مُستَقيمٍ عِندَ الله.  فاندَمْ على سَيِّئَتِكَ هذه، واسأَلِ الرَّبَّ لَعَلَّه يَغفِرُ لكَ ما قَصَدتَ في قَلبِكَ. فإِنِّي أَراكَ في مَرارةِ العَلقَمِ وشَرَكِ الإِثم. فأَجابَ سِمْعان:إِشفَعا لي أَنتُما عِندَ الرَّبِّ لِئَلاَّ يُصيبَني شَيءٌ مِمَّا ذَكَرُتما».  (أع 8 /18-24)

ربط القديس بولس الرسول الزاني الذي في مدينة كورنثوس وعند احساسه بالحسرة والأسى غفر له خطيته حتى لا يفقد الأمل في التوبة ودعا الإخوة أن يقبلوه  معهم في شركتهم مرة أخري وقد ذكر الرسول بولس ذلك في رسالته الثانية إلي أهل كورنثوس:« فقَد عَزَمتُ في نَفْسي أَن لا أَعودَ إِلَيكُم في الغَمّ؟. فإِذا سبَّبتُ لَكمُ الغَمّ، فمَن يَجلِبُ إِليَّ السُّرور إِلاَّ الَّذي سَبَّبتُ لَه الغَمّ؟.وقَد كَتَبتُ إِلَيكُم ما كَتَبتُ لِئَلاَّ يَنالَني، عِندَ قُدومي، غَمٌّ مِن أُولئِكَ الَّذينَ كانَ يَجِبُ أَن يَنالَني مِنهُمُ السُّرور. وأَنا مُقتَنِعٌ في شأنِكم أَجمَعين بِأَنَّ سُروري هو سُرورُكم جَميعًا.ففي شِدَّةٍ عَظيمَةٍ وضِيقِ صَدْرٍ كَتَبتُ إلَيكُم والدُّموعُ تَفيضُ مِن عَينَيَّ، لا لأُسَبِّبَ لَكُم غَمًّا، بل لِتَعرِفوا مَبلَغَ حُبِّيَ العَظيمِ لَكم .فإِذا سَبَّبَ أَحَدٌ غَمًّا، فإِنَّه لم يُسبِّبْه لِي، بل لكُم جَميعًا إِلى حَدٍّ ما بِلا مُبالَغَة .ويَكْفي مِثلَ هذا الرَّجُلِ العِقابُ الَّذي أَنزَلَته بِه الجَماعة.  ولِذلك فالأَولى بِكم أَن تَصفَحوا عنه وتُشَجِّعوه، مَخافَةَ أَن يَغرَقَ في بَحْرٍ مِنَ الغَمّ.فأُنَّاشِدُكم أَن تُغَلِّبوا المَحبَّةَ لَه .ومُرادي، وأَنا أَكتُبُ إِلَيكُم، أَن أَختَبِرَكُم فأَرى هَل أَنتُم مُطيعونَ في كُلِّ شيَء.فمَن صَفَحتُم عنه صَفَحتُ عنه أَنا أَيضًا، وقَد صَفَحتُ أَنا أَيضًا ـ إِذا كانَ هُناكَ أَمرٌ أَصفَحُ عنه ـ مِن أَجلِكم في حَضرَةِ المسيح، لِئَلاَّ  يَخدَعَنا الشَّيطان، ونَحنُ لا نَجهَلُ وَساوِسَه» (2 كو 2/ 2-11).  «وأَمَّا هذا فلأَنَّه لا يَزول، لَه كَهَنوتٌ فَريد. فهُو لِذلِك قادِرٌ على أَن يُخَلِّصَ الَّذينَ يَتَقَرَّبونَ بِه إِلى اللهِ خَلاصًا تامًّا لأَنَّه حَيٌّ دائمًا أَبَدًا لِيَشفَعَ لَهم» (عبرانيين7/24و25) فلا نخف إذا عندما نسقط في خطيه ما فالرب هو الذي يكمل ضعفنا ويعيننا إلي أن نصل إلي الكمال والقداسة به إذ يسطر القديس يوحنا الإنجيلي:«يا بَنِيَّ، أَكتُبُ إِلَيكم بِهذا لِئَلاَّ تخطَأُوا. وإِن خَطِئ أَحدٌ فهُناك شَفيعٌ لَنا عِندَ الآب وهو يسوعُ المَسيحُ البارّ . إِنَّه كَفَّارةٌ لِخَطايانا لا لِخَطايانا وحْدَها بل لِخَطايا العالَمِ أَجمعَ» (1 يو 2/1-2).

ثانيا: شهادة الآباء والتقليد:

1- ديونسيوس الأريوباغي الذي ورد ذكره في أعمال الرسل 17/ 34: "غَيرَ أَنَّ بَعضَ الرَّجالِ انضَمُّوا إِلَيه وآمنوا، ومِنهم دِيونيسيوسُ الأَرْيُوباغيّ، وامرَأَةٌ اسمُها دامَرِيس وآخَرونَ معَهُما"،  وهو أحد الذين اهتدوا إلي الإيمان المسيحي علي أثر الخطاب الذي ألقاه القديس بولس الرسول في أهل أثينة، يقول عن الاعتراف للكاهن: «إن صلوات التائبين تنفع جدًا، وكذا من تقدم إلى رجل بار كاهن وأعترف له بآثامه، فإنه ينال الصفح والغفران كما من الله، وتتمحص خطاياهم وينال المواهب الإلهية التي يحتاجها، لأنه من ذلك شرع في الأحكام الإلهية أن يمنح الله المواهب ويعطيها لنا بواسطة الآباء، وسلطان الحل للكهنة فقط لا للرهبان، والكاهن الذي في حالة الخطيئة لا يمكنه أن يوزع النور أي نقل النعمة».

2- كتاب تعليم الرسل الاثنى عشر(حوالي100): يحرص على التوبة والاعتراف بالخطايا قبل الإفخارستيا «اجتمعوا في يوم الرب، واكسروا الخبز، واشكروا، بعد أن تكونوا قد اعترفتم بخطاياكم، حتى تكون ذبيجتكم طاهرة».

3- القديس بوليكاربوس الإزميري (القرن الثاني): «يوصي الكهنة بأن يكونوا شفوقين ورحماء نحو الجميع، وأن يتحاشوا القسوة في أحكامهم، ذاكرين إننا جميعاً نخضع تحت دين الخطيئة».

4- القديس ترتليانوس (160-220): «إن جميع الخطأة يتقدمون إلى التوبة الكنسية، عن طريق الاعتراف على يد الكاهن، والكاهن بدوره يعطي الحل من الخطايا أو مغفرة الخطايا على مثال السيد المسيح، الذي كان له السلطان على مغفرة الخطايا، ولم يعهد به إلى أحد إلا للرتب الكنسية»

5- العلامة أوريجانوس ( 185-254):  «يوجد ترك آخر للخطيئة صعب للغاية وممكن الحصول عليه بالتوبة، وذلك عندما يبلل الخاطيء فراشه بالدموع، وعندما تصير دموعه خبزًا نهارًا وليلاً، وعندما لا يخجل الأنا أن يكشف خطاياه أمام الكاهن طالبًا منه الشفاء، أو عندما يقول بعد الخطيئة قد عرفت خطيئتي ولم اخف أثمي، قلت اعترف للرب بإثمي. فإذا عملنا كذلك  وكشفنا خطايانا ليس فقط لله، بل ولمن يستطيع أن يشفي جراحنا. فتمحى خطايانا من الله القائل: قد محوت كالغيم ذنوبك وكالسحابة خطاياك».

6- القديس كبريانوس أسقف قرطاجة (248-258): «أطلب إليكم أيها الأحباء أن تعترفوا بخطاياكم ما دمتم في الحياة الحاضرة حيث صفح الخطايا الممنوح من الكهنة مقبول ومرضي عند الله أيضا».

7- القديس أثناسيوس الرسولي(328-373): «كما أن المعمَّد بنعمة الروح القدس، هكذا بواسطة الكاهن ينال التائب الغفران بنعمة المسيح».

8- قوانين الأنبا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية: «الله أعطي الكهنة أن يغفروا خطايا الناس، فليتأمل الكاهن من هم الذين يمسك عليهم خطاياهم، ومن هم الذين يغفر لهم».

9- القديس باسيليوس الكبير(329-379): «إن صفة الاعتراف بالخطايا هي صفة الآلام الجسدية فكما أن أمراض الجسد لا تعلن لكل واحد ولا لمن اتفق،بل للأطباء الخبيرين الحاذقين بالداء وعلاجه، هكذا الاعتراف بالخطايا يجب أن يكون للكهنة القادرين على الداء والشفاء».

10- القديس غريغوريوس النِّيصي (335- 395): « اسكبوا قدامي دموعًا حارة وغزيرة، وأنا أعمل معكم هذا العمل بعينه. خذوا خادم الكنيسة شريكًا أمينًا لكم في حزنكم، وأبا روحيا… فينبغي إذا أن تعتبروا الذي ولدكم بالله أعلى من الذين ولدوا بالجسد. فاكشفوا له أسراركم بجسارة أعظم. اكشفوا له أسرار نفوسكم كما يكشف المريض جراحه الخفية للطبيب، فتنالون شفاء »

11- القديس يوحنا ذهبي الفم(347- 407): «إن مثل هؤلاء الكهنة الذين يقيمون على الأرض، ويسرحون في هذا العالم، هم مدعوون لإتمام أسرار السماء. وقد نالوا سلطانًا لم يمنحه الله لا للملائكة، ولا لرؤساء الطغمات السمائية. لأنه لم يقل لهؤلاء: مهما ربطتم على الأرض يكون مربوطًا في السماء. ومهما حللتم على الأرض يكون محلولاً في السماء».

12- القديس أغسطينوس(354-430): « كم يكون أعظم إيمانًا وأحسن خوفًا مَن يعترفون بتوجّع وبساطة أمام كهنة الرب، بما افتكروا به من إثم منقين ضمائرهم إلى أن قال فليعترف كل منكم أيها الأحباء بإثمه مادام من إثم في العالم، ومادام ممكنا قبول اعترافه، مادامت المغفرة بواسطة الكهنة مقبولة عند الله، ومن يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله وحده، والذين أعطاهم هو هذا السلطان».

13- القديس كيرلس الكبير(412-444): « إن الكهنة المتوشِّحين بالروح القدس يتركون خطايا أو يمسكونها على نوعين كما أري. إما أنهم يدعون إلى المعمودية الذين اقتضي نيلهم إياها حسن سلوكهم وخبرتهم بالإيمان. وإما بأنهم يمنعون البعض ويحجبونهم عن النعمة الإلهية، لأنهم لم يصيروا بعد مستحقين لها. أو على وجه آخر أيضًا يتركون الخطايا ويمسكونها، وإما بمسامحتهم إياها عندما يندمون».

14- القديس لاون الكبير(440-461): «ينتمي الإنسان بالأسرار الثلاثة ، المعمودية والميرون والإفخارستيا، إلى المسيح وينضم إلى الكنيسة . وهو مدعو أن يفعل انتماءه هذا في حياته ويصل به إلى كماله، بأن يتحول كيانه كله إلى الله بخلعه المتواصل للإنسان العتيق وثباته في الإنسان الجديد ، حتى يصل بنعمة الله إلى " قامة ملء المسيح "(أف13:4) . ولكنه يسقط بالخطيئة من هذه الدعوة ، ولهذا فكل الذين " لم يحفظوا نعمة الولادة الجديدة (المعمودية) بلا عيب وسقطوا من النعمة الإلهية بسبب خطاياهم ، يستطيعون أن يحصلوا ثانية على رأفة الله ومحبته برجوعهم إلى الكهنة واعترافهم لهم بخطاياهم واستحقاقهم للغفران».

 

بنعمة الله

مراسل موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي بإيبارشية سوهاج

الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

stfanos2@yahoo.com