بكرا
"الأقباط يعيشون في الأراضي الفلسطينية منذ ألفي عام على الأقل، وعددهم فيها يفوق ألفين وخمسمائة نسمة، ولنا حي خاص في البلدة القديمة وكنيسة خاصة ودير يرعى مصالح الطائفة قرب كنيسة القيامة إضافة إلى العديد من الكنائس والأملاك في القدس والأراضي الفلسطينية وإسرائيل"، فهم ليسوا بمصريين فقط ولا ينحصر وجودهم في مصر".
الأقباط عن قرب..
ويضيف الأب أنطونيوس الأورشليمي، سكرتير بطريركية الأقباط الأرثوذكس في القدس: "ما زال الأقباط يستعملون اللغة والكتابة من الحروف الفرعونية المصورة الأبجدية، وحتى اليوم تعلم للأقباط وتستخدم في الصلوات والكنائس".
وأضاف: "يحتفل الأقباط برأس السنة في 11 أيلول، ولهذا التاريخ قصة… حيث كان عيد الفيضان الذي يحي أرض مصر هو أول أيام السنة، وأستمر المصريون القدامى يحيون هذا العيد حتى عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس الذي تولي الحكم سنه 284 للميلاد، وفي عهده ذاق الأقباط العذاب، وذبح منهم أعداداً كبيرة، ولم يكن لهم ذنب سوى أنهم رفضوا عباده الأوثان وارتضوا عباده الله الواحد، وهنا فكر الأقباط بأن يجعلوا رأس السنة الزراعية رأساً لتقويم جديد أسموه (تقويم الشهداء)، حيث استبدلوا ذكرى فيضان النيل بذكري فيضان دماء الشهداء".
الأقباط.. العلم والبناء..
أما من الناحية العلمية والاهتمام بالتعليم فأوضح الأب أنطونيوس أن الأقباط هم من أوائل من أسسوا المدارس بالمدينة المقدسة وحتى هذه الأيام هناك بعثات تعليمية للقدس بدعم من الحكومة المصرية، وهناك مدرستين وكلية حيث لا تقتصر على تعليم أبناء الجالية بل الجميع، وتعلم أبناء الجالية القبطية في المدارس اللغات العربية والفرنسية والانجليزية والعبرية إضافة إلى القبطية.
ويشتهر الأقباط بالبناء وعمارة المعابد الكبيرة كالفراعنة حيث ذكر الأب أنطونيوس أن ذلك كان سبباً في استعانة الملكة هيلانة بهم للمساعدة في بناء كنيسة القيامة، والبطريركية القبطية تقع بمحاذاة القيامة.
ويقول الأب أنطونيوس أن للأقباط أملاك عديدة مثل سوق الأقباط الذي يمتد من باب الخليل حتى كنيسة القيامة، وحي الأقباط الذي يمتد من كنيسة القيامة حتى سوق خان الزيت، وهو خاص بسكن العائلات القبطية والمدرسين، ويوجد بالحي بطريركية الأقباط الأرثوذكس ومدرسة وكنيسة ودير، إضافة إلى أديرة كثيرة في أريحا، كما أن للأقباط مكتبة يوجد بها مقتنيات مختلفة وكتب ووثائق خاصة بهم.
الأقباط والمجتمع المقدسي..
وأكد الأب انطونيوس أن الأقباط اندمجوا في المجتمع المقدسي بكل طوائفه حيث يشارك رعايا الأقباط في الأفراح والمناسبات والأعياد، مع أعياد المسلمين، تقدم لهم التهاني وتتبادل الزيارات، وفي شهر رمضان تقام موائد الإفطار في الكنيسة القبطية كرمز من التلاحم بين الإسلام والمسيحية، وقال: "لا فوراق ولا فواصل بيننا".
الأقباط وقرار منع دخول الأراضي المقدسة حتى يعم السلام..
يقول الأب أنطونيوس: "الأقباط عموما لا يحبون ترك بلادهم، إلا للبحث عن العمل وطلب الرزق، وكانت هجرتهم الأكبر إلى مدينة القدس لمكانتها الدينية وقدسيتها، إضافة إلى أن المواصلات كانت آمنة وسهلة بين القدس ومصر عبر غزة، فكانت الهجرة طبيعية"، وهذا يفسر حبهم للأماكن المقدسة والقدس وزواجهم من مقدسيات وفلسطينيات، كما يثبت وجود الكنيسة القبطية والأملاك العديدة هنا حيث كانوا يحجون إليها من مصر.
وأضاف: "حتى حرب 1973 اصدر البابا شنودة الثالث في مصر قراراً يقضي بمنع الأقباط الهجرة إلى القدس حتى يحل السلام في الأراضي المقدسة".