للحوار طابع مقدس بحسب البطريرك المسكوني

برتلماوس الأول في جامعة لوبلان الكاثوليكية في بولندا

روما، الجمعة 27 أغسطس 2010 (Zenit.org)

من خلال التذكير بمسؤوليته في الحوار المسكوني، أعلن البطريرك برتلماوس الأول أن الحوار يتميز بطابع مقدس.

في 20 أغسطس الأخير، نال بطريرك القسطنطينية المسكوني درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة "يوحنا بولس الثاني" الكاثوليكية في لوبلان البولندية. وخلال الاحتفال، ألقى كلمة تمحورت حول شعار "ضرورة الحوار بين الأديان في العالم المعاصر". وقد نشرت لوسيرفاتوري رومانو مقتطفات منها.

في كلمته، ذكر البطريرك بمسؤولية الممثلين الدينيين: "لاستقامتهم دور حيوي في عملية الحوار".

وروى أن "القديس غريغوريوس بالاماس، رئيس أساقفة تسالونيكي، شارك في منتصف القرن الرابع عشر في مناقشات لاهوتية مع ممثلين بارزين عن الإسلام. وتمنى واحد منهم حلول زمن يكون فيه التفاهم المتبادل علامة فارقة لدى تلاميذ الديانتين. وافق القديس غريغوريوس على ذلك لافتاً إلى أن هذا الزمن قد يأتي يوماً ما".

وأضاف: "اليوم، نريد بتواضع أن يكون هذا الزمن زماننا. اليوم زمن حوار أكثر من أي وقت مضى".

مع ذلك، ذكر البطريرك برتلماوس الأول بأن الحوار لا يخلو من المخاطر. "هناك خطر الاقتراب من شخص آخر، من ثقافة أخرى، ومن عقيدة أخرى. لا نعلم ما يمكن توقعه: هل سيكون الآخر مرتاباً؟ هل سيفكر بأنني أريد فرض عقيدتي وأسلوب حياتي؟ (…) ما هي الخلفية المشتركة التي يمكننا التحاور على أساسها؟ وما هي نتائج الحوار؟ هذه هي الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا عندما نسعى إلى الحوار".

وشدد قائلاً: "لنتذكر أن أمراً مقدساً يحدث إن انفتحت الروح إلى جانب القلب على إمكانية الحوار". "نميز إذاً أن فوائد الحوار تتخطى المخاطر". "على الرغم من الاختلافات الثقافية والدينية والعرقية، نحن مقتنعون بأننا اليوم أقرب مما كنا نتخيل".

مسؤولية البطريرك المسكوني

كذلك تحدث برتلماوس الأول عن دوره ومسؤوليته المسكونية: فإن بطريرك القسطنطينية الموجود عند مفترق طرق القارات والحضارات والثقافات، لطالما كان جسراً بين المسيحيين والمسلمين واليهود".

كما ذكر بالجوانب الأكثر أهمية في هذا الحوار مثل لقاء البطريرك المسكوني أثيناغوراس مع البابا بولس السادس سنة 1964، هذا اللقاء الذي "أدى إلى الإلغاء المتبادل للحرم الذي انطلق ابتداءً من سنة 1054"؛ ولقاء يوحنا بولس الثاني والبطريرك ديميتريوس الأول سنة 1979 مما أدى إلى إعلان حوار لاهوتي بين الكنيستين.

ختاماً، تحدث البطريرك عن الزيارة التي قام بها بندكتس السادس عشر إلى تركيا سنة 2006 والتي أدت إلى "تجديد الالتزام بالحوار".

مع ذلك، "لم نحصر هذه الالتزامات أبداً بالعقائد المسيحية"، حسبما أوضح البطريرك.

وتجدر الإشارة إلى أن الحوار قائم منذ سنة 1977 مع اليهود، ومنذ سنة 1986 مع المسلمين.