عيد النيروز

أقدم الأعياد في الكنيسة القبطية

 

خاص بالموقع – أيها القاريء الحبيب… نحن على وشك نهاية سنة قبطية لسنة 1726  أليس في ختام السنة يدر المرء أكثر من أي وقت آخر ما كان عليه عند تتابع الأيام من غفلة وفوات أجمل فرص لعمل الخير ولم يعمله، فيتذكر الموت وروعة القبر ومآلة والحساب وأهواله. أليس في ختام السنة من وأنجبه أن يحاسب نفسه على مقدار الجهاد الديني والقومي والعمل المنتج الذي أتي به في سنة 1726، وسيخلفه ويضيفه في يوم السبت الموافق أول توت لسنة 1727 أي 11 سبتمبر لسنة 2010 كحلقة لامعة إلى ذلك العقد التاريخي النفيس الذي خلفه أجداده كأنصح وأنقى صفحة في تاريخ البشرية، وهل عاش طول هذا العام في قلب يسوع المسيح وكنيسته والكتاب المقدس وممارسة الأسرار المقدسة أم عاش في القعود عن العمل النافع، في البطالة، وعلى هامشها، منهمك كيف يجمع أموال وأملاك وأطيان؟… هل كان درّة متألقة في عقد رجال الكنيسة الهمام، أضاء وأفاد، أم غاش لنفسه بعيدًا عن ساحة العمل المجدي ملازما الحياد، مكتفيًا بالتفرج على عمل الخير، وأثر الصمت والاختفاء أمام مطالب كنيسته وطائفته الحيوية؟.

يارب تطلّع من علو مسكنك، واسمع صلواتنا واستجب لطلباتنا، وأنعم يا إله السماء علينا بسنة 1727 سنة تكون مصبوغة بالفرح والبهجة، حتى نعيش فيها شهود حقيقيين لشخصك الإلهي  ولا نكون محامين ومدافعين عن شخصك بيننا كمسيحيين، بل نكون أبناء وإخوة حقيقيين. آمين.    

1- ما معنى كلمة عيد؟

في العبرية:تعني اللفظة العبرية في الأصل "جوقة، رقص". وفي اليونانية : هيورتي، فتدلّ على إن الطابع الرئيسي في العيد هو الفرح. وقد دخلت اللغة العربية، وصارت إحدى الكلمات الأساسية فيها، فكون العيد كلمة عربية فصحى فهي تعني: "أي يوم فيه جَمْع"، واشتقاقه من عاد – يعود، أي ما يعود إليه الإنسان مرارًا متكرِّرة.

2- ما معنى لفظة "نيروز"؟

النيروز أو عيد رأس السنة المصرية عند المصريين القدماء هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة، ويقع في أول شهر توت الذي هو أول الشهور للسنة القبطية، وكان يدعى قديمًا: "بيهويت انتيه تيرومپي" أي أول السنة.

ولمّا تملك العرب على مصر أدخلوا معهم كلمة "نوروز" وأصلها فارسي، وهي لفظة مركبة من كلمتين: "ني" أو "نو" ومعناها باللغة الفارسية "الجديد" و"روز" معناها "يوم" أي "اليوم الجديد".

 

3- عيد النيروز هو أقدم الأعياد في الكنيسة القبطية:

إن عيد النيروز هو أقدم الأعياد في الكنيسة القبطية، وكلمة ونيروز مُعرّبة من الكلمة الفارسية، وتعنى اليوم الجديد أو أول السنة.

أول من احتفل بهذا العيد هو الملك مينا أحد ملوك منف، وذلك في سنة 4000 قبل الميلاد، فاهتم المصريون القدماء بتقسيم الزمن، وفي ذلك يقول المؤرخ الإغريقي هيرودوت(484-40 قبل الميلاد) :«أما ما يتعلّق بأمور البشر فالجميع على اتفاق فيه، وهو أن المصريين هم أول من أبدع حساب السنة وقسموها إلى اثني عشر قسمًا بحسب ما كان لهم من معلومات بالنجوم. فيحسبون الشهر الثلاثين يومًا ويضيفون خمسة أو ستة أيام لكي يدور الفصل ويرجع على نقطة واحدة».

وأسماء الشهور للسنة المصرية القديمة التي سميت بأسماء آلهتهم التي كان يعبدونها حينذاك وهي:

1- توت: هو رأس السنة واسمه مأخوذ من الإله تهتوت وإله الحكمة.

2- بابة: وهو مأخوذ من إله الزرع بي نت دت.

3- هاتور: وهو مأخوذ من الإله هاتهور إله الحب، والجمال ملكة الفرح.

4- كيهك: وهو مأخوذ من الإله كاهاكا إله الخير أو الثور المقدس.

5- طوبة: وهو مأخوذ من الإله طوبيا إله المطر.

6- أمشير: الذي يقال أنه أخذ من جن الزوابع لكثر العواصف الترابية.

7- برمهات: الذي يُنسب إلى بامونت إله الحرارة.

8- برمودة: وهو مخصص للإله رننو إله الأرياح القارصة أو إله الموت.

9- بشنس: نسبة إلى المعبود لخونسو إله النور.

10- بؤونة: نسبة لإله المعادن.

11- أبيب: قيل أنه يُنسب إلى هابي إله الفرح.

12- مسرى: ومعناه ابن الشمس.

13 النسيء: ومعناه في اللغة العقيب، ومدته 5-6 أيام لإستكمال السنة (12 شهرًا ×30 يومًا + 5 أيام النسيء = 365يومًا).

وقد قسم المصريون القدماء السنة إلى ثلاثة فصول وهي:

1- فصل الفيضان من يوم 12 بؤونة حتى يوم 9 بابة أي 7 يونيو حتى 6 أكتوبر.

2- فصل الزروع من يوم 10 بابة حتى 10 طوبة أي 7 أكتوبر حتى 5 يناير.

3- فصل الحصاد من يوم 11 طوبة حتى يوم 11 بؤونة أي 6 يناير حتى 6 يونيو.

4- المصادر:

1- أثناسيوس المقاري (القس)، «الزمن الطقسي بين عيدي النيروز والصليب»، الكنيسة مبناها ومعناها = الكنائس الشرقية وأوطانها= الجزء الثاني، الدرة الطقسية للكنيسة القبطية بين الكنائس الشرقية، مقدمات في طقوس الكنيسة= 1/4، القاهرة، 2009، ص30-50.

2- رشدي واصف بهمان دوس(الدكتور)، «التقويم وحساب الأبقطي»، القاهرة، 2001، ص12-26.

3- عبد المسيح دانيال جرجس، «عيد النيروز»، مجلة الصلاح،  السنة 74، أغسطس/سبتمبر،القاهرة، 2003،  ص 244.

4- عبد المسيح دانيال، «من تراث كنيستنا القبطية = النيروز الشهادة والاستشهاد»، مجلة الصلاح،  السنة 77، سبتمبر /أكتوبر، 2006، القاهرة،  268-270.

5- مجموعة من المؤلفين، «موسوعة من تراث القبط = المجلد الثاني»، القاهرة، 2004، ص334-355.

6- موريس مارتان اليسوعي(الأب)، «صلوات لخدمة المؤمنين: القداس الإلهي للقديس باسيليوس الكبير بحسب الطقس الإسكندري»، القاهرة،1974، ص38.

 

 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما

ومراسل الموقع لأبرشية سوهاج