كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي في 26 سبتمبر 2010

روما، الاثنين 27 سبتمبر 2010 (Zenit.org)

يستقي بندكتس السادس عشر تعليمين من إنجيل هذا الأحد – مثل الفقير لعازر والغني –. "الأول يقوم على أن الله يحب الفقراء وينهضهم من ذلهم"، و"الثاني يتمثل في أن مصيرنا الأبدي متعلق بسلوكنا" حالياً.

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي التي ترأسها ظهر الأحد من شرفة الساحة الداخلية للقصر الرسولي في كاستل غاندولفو.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

في إنجيل هذا الأحد (لو 16: 19، 31)، يشرح يسوع مثل الرجل الغني ولعازر الفقير. الأول يعيش حياة من الترف والأنانية، وعندما يموت، ينزل إلى الجحيم. لكن الفقير الذي يقتات من الفتات المتساقط عن مائدة الغني تحمله الملائكة عند وفاته إلى مسكن الله والقديسين الأبدي. فقد كان الرب يقول لتلاميذه: "طوبى لكم أيها المساكين، فإن لكم ملكوت الله" (لو 6، 20).

لكن رسالة المثل تحتوي على مضامين، فهي تذكرنا بأنه ينبغي علينا فيما لا نزال في هذا العالم أن نصغي إلى الرب الذي يتحدث إلينا من خلال الكتب المقدسة ونعيش وفقاً لمشيئته، وإلا سيفوت الأوان لتدارك الأمر بعد الموت. إذاً، يقدم لنا هذا المثل تعليمين: الأول هو أن الله يحب الفقراء وينهضهم بعد ذلهم؛ والثاني هو أن مصيرنا الأبدي مشروط بسلوكنا. ينبغي علينا أن نتبع الدرب التي أظهرها لنا الله لبلوغ الحياة. إنها درب المحبة المفهومة ليس كشعور بل كخدمة تجاه الآخرين، في محبة المسيح.

إنها مصادفة سعيدة أن نحتفل غداً بالذكرى الليتورجية للقديس منصور دي بول شفيع المؤسسات الخيرية الكاثوليكية، الذكرى السنوية الثلاثمئة والخمسين لوفاته. ففي فرنسا، وخلال القرن السابع عشر، لمس الاختلاف الكبير بين أغنى الأغنياء وأفقر الفقراء.

ككاهن، استطاع أن يتردد على الأماكن الأرستقراطية والأرياف وأحياء البؤساء في باريس. وبهدي محبة المسيح، تمكن منصور دي بول من تنظيم أشكال ثابتة من خدمة المهمشين وأسس ما سمي بـ "جمعيات المحبة"، وهي جماعات من الأشخاص كانت تضع وقتها وممتلكاتها في تصرف الأكثر تهميشاً. اختار بعض هؤلاء المتطوعين تكريس الذات بالكامل لله، وبالتالي ومع القديسة لويز دو مارياك، أسس القديس منصور "بنات المحبة"، وهي أول جمعية نسائية تعيش نذورها "في العالم" وسط الناس مع المرضى والمحتاجين.

أيها الأحباء، وحدها "المحبة" تمنح السعادة الحقيقية! هذا ما يظهره شاهد آخر، شابة طوبت هنا في روما يوم أمس. إنني أتحدث عن كيارا بادانو، الشابة الإيطالية التي ولدت سنة 1971 والتي أدى مرض إلى وفاتها عن عمر يقل عن 19 عاماً، لكنها كانت للجميع شعاع نور كما يظهر لقبها "النور الواضح". اليوم، تحتفل رعيتها، وأبرشية أكوي تيرمي وحركة الفوكولاري التي كانت عضواً فيها، ويحتفل جميع الشباب الذين يستطيعون أن يجدوا فيها مثالاً عن المسيحية الثابتة. لقد كانت كلماتها الأخيرة المتوافقة مع المشيئة الإلهية: "إلى اللقاء يا أمي. كوني سعيدة لأنني أنا سعيدة". فلنرفع تسبيحنا لله لأن محبته أقوى من الشر والموت؛ ولنشكر مريم العذراء التي ترشد الشباب، حتى خلال الصعاب والآلام، ليحبوا يسوع ويكتشفوا روعة الحياة.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010