يوميات سينودوسية مع سيادة المطران بشارة الراعي – 5

لمحة عن اليوم الخامس من سينودس أساقفة الشرق الأوسط

إعداد طوني عساف

الفاتيكان، الخميس 14 أكتوبر 2010 (zenit.org). .

اليوم كان يوماً مميزاً، تابعنا خلاله ما حصب بعد ظهر أمس واليوم. استعمنا الى المدعويين الرسميين الخاصين الذي دعوا الى المشاركة بالسينوجس وهو لا ينتمون الى الكنائس الكاثوليكية. استمعنا الى الاستاذ محمد السماك عن السنة، والى الدكتور آية الله سيّد مصطفى موهاغيغ عن الشيعة،  والحاخام دايفيد روزن عن اليهود. وقد سمعنا كلاماً جميلاً وأكتفي أن اقول أن السيد السماك قال كلاماً جميلاً وواقعياً وأود أن أردده من جديد لأنه يشجع كثيراً كل شعبنا.

 يقول السماك: " فالحضور المسيحيّ في الشرق، الفاعل في المسلمين، والمتفاعل مع المسلمين، هو ضرورة مسيحيّة بقدر ما هو ضرورة إسلاميّة، ثُمّ إنّه ضرورة ليس للشرق وحده، إنّما للعالَم كلّه. والخطر الذي يُمثّله تآكل هذا الحضور عدديًّا ومعنويًّا، هو همٌّ مسيحيّ بقدر ما هو همٌّ إسلاميّ، ليس لِمسلميّ الشرق وحدهم بل لِمسلميّ العالم كلّه. ثمّ إنّني أستطيع أن أعيشَ إسلاميّ مع أيّ مسلمٍ آخر من أيّ دولةٍ ومن أيّ عنصر، ولكنني كعربيّ مشرقيّ لا أستطيع . أن أعيشَ عروبتي من دون المسيحيّ العربيّ المشرقيّ. إنّ هجرة المسيحيّ هي تفريغ للذات العربّية، هويّة وثقافة وأصالة. فإنّني أردّد هنا، من على منبر الفاتيكان، ما سبَق أن ردّدته من على منبر في مكّة المكرّمة، من أنّني أخاف على مستقبل مسلميّ الشرق من هجرة مسيحيّيّ الشرق. ومن أنّ المحافظة على الحضور المسيحيّ هو واجبٌ إسلاميّ عامّ بقدر ما هو واجبٌ مسيحيٌّ عامّ. وينهي ويقول: " من أجل ذلك، من المهمّ جدًّا أن لا يكون هذا السينودس مجرّد صرخة ألَم مسيحيّة تدوّي في وادي الآلام في شرقنا المعذّب. إنّ الأمل معقودٌ على أن يضع السينودس أسسًا عمليّة وعلميّة لإطلاق مبادرة تعاون إسلاميّ -مسيحيّ مشترك تدفع الأذى عن المسيحيّين وتصون العلاقات الإسلاميّة- المسيحيّة، ليبقى الشرق مهبط وحي السماء جديرًا برفع راية الإيمان والمحبة والسلام له وللعالَم كلّه".

وهنا أود التذكير أن هذه هي رسالتنا نحن المسيحيين والمسلمين في الشرق، وأود أن أوجه كلامي للبنان بنوع خاص، الذي فيه نموذج العيش الاسلامي والمسيحي والرسالة الكبيرة والعظيمة التي نحملها للشرق وللغرب.

استمعنا ايضاً الى ممثلين عن الكنائس الارثوذكية والكنائس البروتيستانية. سمعنا كلاماً رائعاً جداً حول مسيرتنا معاً نحو وحدة الكنائس.

كنا جميعنا في عنصرة شعوب، عنصرة كنائس، كنيسة المسيح الواحدة المتنوعة بتراثاتها اللاهوتية والثقافية ولكن في الوقت عينه هناك جرح، في جسد المسيح السري. اليوم نحن مجتمعين معاً حول الكلمة التي تجمعنا وحول التطلعات، وحول الهموم، ليتم بناء جسد المسيح في هذا العالم وتبقى الكنيسة واحدة لراع واحد.

فرحنا كثيراً بالإصغاء الى ممثليين مدنيين، من لبنان، من دبي، من القدس، من بيت لحم ومن العراق. نحييهم جميعاً هو الذين يحملون هموم شعبنا. الجميع يحمل صرخة وجع ولكن أيضاً شعلة الرجاء. هذا ما شهندناه في العلمانيين الذين قال فيه بيوس الثادي عشر:العلمانيون ليسوا هم في الكنيسة وليسوا من الكنيسة فقط، بل الكنيسة، هم الباب الأماني في الكنيسة. أحييهم جميعاً ونشكر الله على هذا اليوم الذي عشنا فيه جمال الكنيسة بكل أبعادها وجمال البشرية بكل أبعادها. نشكر الله الذي يجمعنا ولنتذكر أن الله يريد البشرية كلها عائلة واحدة.