الكرسي الرسولي: هل نريد فعلاً اجتثاث الفقر؟

اعتبار الأمر واجباً وليس عملاً خيرياً

نيويورك، الاثنين 25 أكتوبر 2010 (Zenit.org)

لدينا الوسائل لإنهاء الفقر في العالم، حسبما يقول ممثل الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، لكن المسألة تكمن في ما إذا كنا مصممين فعلاً على تحقيق ذلك.

هذا ما قاله نهار الخميس الفائت رئيس الأساقفة فرنسيس تشوليكات، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة، وذلك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن لقاء حول استئصال الفقر ومسائل تنموية أخرى.

فأوضح قائلاً: "أياً كانت أشكاله، يعتبر الفقر إهانة لبشريتنا المشتركة، إهانة يستمر كثيرون حول العالم في المعاناة منها".

وأشار إلى أن "الفقر واقع حتى في المجتمعات المسماة بالغنية، وليس فقط في البلدان الأكثر فقراً اقتصادياً".

كما لفت رئيس الأساقفة إلى أن "الفقر يؤثر بشدة على كرامة الإنسان. فالإنسان المحروم من الشروط الأساسية للعيش الكريم هو إنسان مذلول، ولهذا لا بد من مساعدته على الشفاء".

وأضاف: "لا يستطيع وفدي تجاهل انعكاسات الفقر".

"فهو يؤثر في الدرجة الأولى على العاجزين عن الحصول عن سبل عيش كريم، وبخاصة على الأطفال والمعوقين والمسنين والنساء"، حسبما أشار رئيس الأساقفة. "وفي الواقع أن الأطفال يشكلون حوالي نصف الذين يعيشون في فقر مدقع".

الأزمات

لفت رئيس الأساقفة إلى أن أزمات المال والغذاء والوقود التي نشأت منذ سنة 2008 "أبطأت أو حتى أبطلت التقدم نحو استئصال الفقر في العديد من بلدان العالم السائرة في طريق النمو".

وقال: "يقدر حالياً أن هناك 64 مليون شخص إضافي يعيشون في فقر مدقع خلال سنة 2010، في حين أن عدد الجائعين كان 40 مليون خلال السنة الفائتة بسبب أزمات الغذاء والوقود والمال".

"مع حلول سنة 2015، قد يموت 1.2 مليون طفل دون الخامسة، وقد لا ينهي 350000 تلميذ دراستهم الابتدائية، وقد لا يحصل 100 مليون شخص على مياه نقية".

"آن الأوان أكثر من أي وقت مضى لتجديد الالتزامات باجتثاث الفقر".

وأكد رئيس الأساقفة على أن "استئصال الفقر يجب ألا يعتبر كعمل خيري بل كواجب الأسرة الدولية".

ختاماً، قال: "لدينا الوسائل لوضع حد للفقر. دعونا الآن نظهر للمشككين بأننا مصممون على تخفيف معاناة المحرومين من الاحتياجات الأساسية التي يجب أن تكون متوفرة لدى الجميع!".