كلمة البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

 نهار الأحد 24 أكتوبر: يوم اختتام سينودس الأساقفة

روما، الاثنين 25 أكتوبر 2010 (Zenit.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها بندكتس السادس عشر يوم أمس الأحد في ساحة القديس بطرس، عقب القداس الذي احتفل به في البازيليك الفاتيكانية لاختتام سينودس الأساقفة الخاص بالشرق الأوسط.

***

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

في هذا الصباح، اختتمت الجمعية الخاصة بالشرق الأوسط في سينودس الأساقفة التي عقدت تحت شعار "الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط: شركة وشهادة. "وكانت جماعة المؤمنين قلباً واحداً ونفساً واحدة" (أع 4، 32)، بقداس احتفالي أقيم في بازيليك القديس بطرس. وفضلاً عن ذلك، نحتفل هذا الأحد باليوم الإرسالي العالمي الذي يحمل شعار "بناء الشركة الكنسية هو مفتاح الرسالة". مؤثر هو التشابه بين مواضيع هذين الحدثين الكنسيين. فالاثنان يدعوان إلى اعتبار الكنيسة كسر شركة معد بطبيعته لكل الإنسان ولجميع البشر. وكان خادم الله بولس السادس يقول: "الكنيسة موجودة لتبشر أي لتعظ وتعلم وتكون قناة هبة النعمة وتصالح الأثمة مع الله وتخلد تضحية المسيح في القداس الإلهي الذي يذكر بموته وقيامته المجيدة" (الإرشاد الرسولي Evangelii nuntiandi، التبشير في العالم المعاصر، 8 ديسمبر 1975، 14: AAS 68، 1976، ص. 13).

لهذا فإن الجمعية العامة العادية المقبلة لسينودس الأساقفة التي ستعقد سنة 2012 ستكرس لشعار "التبشير الجديد لنشر الإيمان المسيحي". ففي كل زمان ومكان – وحتى اليوم في الشرق الأوسط – الكنيسة حاضرة وهي تسعى جاهدة لأن تقبل كل إنسان وتقدم له في المسيح كمال الحياة. وكما كتب اللاهوتي الإيطالي الألماني رومانو غوارديني، فإن "الحقيقة" الكنيسة تتضمن كل كمال الوجود المسيحي الذي يتطور عبر التاريخ، لأنها تشمل كمال الواقع البشري المرتبط بالله" (تنشئة ليتورجية، بريشا 2008، 106-107).

أيها الأحباء، في ليتورجيا اليوم، ترد شهادة القديس بولس عن المكافأة الأخيرة التي سيهبها الرب "لجميع الذين يشتاقون إلى ظهوره" (2 تيم 4، 8). هذا ليس اشتياقاً متوانياً أو متوحداً، وإنما بالعكس! لقد عاش الرسول في شركة مع المسيح القائم من بين الأموات لـ "إعلان الدعوة" "لتسمع جميع الأمم" (2 تيم 4، 17). إن الرسالة التبشيرية لا تقضي بقلب أوضاع العالم، بل بتبديله من خلال استقاء القوة من يسوع المسيح الذي "يدعونا إلى مائدة كلمته والافخارستيا لنقدر هبة حضوره، ونتعلم في مدرسته، ونعيش دوماً بوعي أكبر في اتحاد معه هو المعلم والرب" (الرسالة بمناسبة اليوم الإرسالي العالمي الرابع والثمانين). وحتى مسيحيو اليوم – كما هو مكتوب في الرسالة "إلى ديوغنيت" A Diogneto – "يظهرون كم أن حياتهم الاجتماعية مذهلة و… استثنائية. فهم يمضون حياتهم على الأرض إلا أنهم مواطنو السماء. وهم يراعون القوانين القائمة لكنهم يسمون فوق القوانين بطريقة عيشهم… يحكمون بالموت وهكذا يجدون الحياة. وخلال فعل الخير، … يضطهدون وتزداد أعدادهم يومياً" (V, 4.9.12.16; VI, 9 [SC 33], Paris 1951, 62-66).

دعونا نوكل الجماعات المسيحية وكل المبشرين بالإنجيل إلى العذراء مريم التي نالت من يسوع المصلوب الرسالة الجديدة لتكون والدة جميع الراغبين في الإيمان به واتباعه.

نقلته إلى العربية غرة معيط (Zenit.org)

حقوق الطبع محفوظة لمكتبة النشر الفاتيكانية 2010