مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة يصدر بياناً يندد بمجزرة بغداد

الجمعة 5 نوفبمر 2010 (ZENIT.org)

  ننشر في ما يلي البيان الصادر عن مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة يدينون فيه الاعتداء الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد الأحد الماضي :

بملء الحزن والأسى تلقينا أنباء المجزرة الوحشية التي استهدفت يوم الأحد الماضي مئات المسيحيين أثناء القداس الإلهي في كنيسة "سيدة النجاة" للسريان الكاثوليك في بغداد، فخلّفت حوالي ستين شهيدا بين كهنة ورجال ونساء وأطفال، وجرحى ما لبث بعضهم أن فارق الحياة.

كلام الشجب والاستنكار والإدانة لم يعُد يكفي أمام هول ما يحدث ويتكرر في العراق بحق المسيحيين منذ سنوات، إلى أن كانت قمة الجنون الهمجي في مذبحة يوم الأحد. وكنيسة الأرض المقدسة، إذ تؤاسي أختها في العراق، تستصرخ ضمير كل مسؤول هناك، بدءًا من الحكومة العراقية، للسهر على حماية جميع مواطنيها، ولاسيما الذين أصبحوا بلا حماية. فقد حان الوقت ليتحمل المسؤولون مسؤوليتهم، فيتصدوا لمن فقدوا حسّ الإنسانية فيحاسِبوا ويعاقبوا كل مخطِّطٍ أو منفذٍ لتلك الأعمال الإجرامية. كما نستصرخ ضمير كل مسؤول عربي ومسلم، من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي العالمي، بل ضميرَ كل ذي حسٍّ إنساني، أو مسؤولٍ، حتى في منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أن يعوا، قبل فوات الأوان، خطر أن يسخّر البعض الأديان لصراع الحضارات أو القوميات.

وفيما نكرر تعازينا الحارة إلى جميع إخوتنا الذين آلمتهم الفاجعة، بل إلى الشعب العراقي بأسره، مسيحييه ومسلميه، نتوجه إلى جميع أبنائنا في الأرض المقدسة، كهنة ورهبانا وراهبات وعلمانيين، إلى الرعايا والأديار والمؤسسات على اختلافها ليجعلوا من أيام الجمعة والسبت والأحد ثلاثية تضامن مع كنيسة العراق المتألمة، وأيام صلاة لأرواح الشهداء، ودعاء لشفاء الجرحى وتعزية المحزونين وابتهال لتقوية وتثبيت المؤمنين.

ورسالتنا، كما جاء في سينودس الشرق الأوسط قبل أسبوعين، أن نكون شركة وشهادة، فنتعاون معا، مسيحيين ومسلمين، في بناء ونهضة بلادنا وشعوبنا، ونسعى معا إلى إرساء السلام والاستقرار، على أسس الثقة المتبادلة، وإشاعة قيَم العدالة والكرامة، وحرية الضمير والتعبير، واحترام حقوق الإنسان كل إنسان، لأنه صورة الله وخليفته على الأرض.