الفاتيكان: مسيحيو الشرق الأوسط ضحايا الإجرام

ويدعو الانتربول إلى معالجة اعتداء بغداد

الدوحة، قطر، الأربعاء 10 نوفمبر 2010 (Zenit.org)

يطلب ناطق رسمي باسم الكرسي الرسولي من منظمة الشرطة الدولية الإنتربول الاهتمام أكثر بالجرائم المرتكبة بحق المسيحيين في الشرق الأوسط، وبالمشاكل المرتبطة بظاهرة العولمة.

هذا ما قاله نهار الاثنين رئيس الأساقفة كارلو ماريا فيغانو، أمين سر حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان، في كلمة وجهها إلى الجمعية العامة التاسعة السبعين للإنتربول التي تعقد في الدوحة لغاية نهار الخميس.

يضم المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام 650 رئيس شرطة ومسؤول بارز عن إنفاذ القانون من 141 بلداً، ويتمحور حول "التحديات لمكافحة الإجرام في القرن الحادي والعشرين".

انضمت القوى الأمنية الفاتيكانية إلى الإنتربول – منظمة الشرطة الجنائية الدولية – سنة 2008. ويقع مقر المنظمة في ليون الفرنسية، وإنما حالياً يتم إنشاء مجمع عالمي للإنتربول في سنغافورة ومن المتوقع أن يفتتح سنة 2014.

قال رئيس الأساقفة فيغانو أنه لم يتحدث كـ "خبير في علم الجريمة" بل كإنسان أراد تقديم صورة عن "الإجرام عينه، أو بشكل أدق، عن السلوك الإجرامي المرتكز على دوافع مختلفة، والمنسوب أحياناً إلى معتقدات دينية".

وأضاف: "السلوك الإجرامي هو جزء جوهري من التجربة البشرية تماماً كما أن الصراع بين الخير والشر هو جزء من تاريخ العالم، ولدى المسيحيين، جزء من تدبير الله الخلاصي. هذا ما يلهم الكرسي الرسولي للمشاركة كعضو ومراقب في اللقاءات والمؤتمرات التي ترعاها الأسرة الدولية لمناقشة المسائل المتعلقة بالإنسان نفسه، الكائن البشري الذي ينظر إليه بشمولية واحترام لكل تعقيده".

قال رئيس الأساقفة أن المسألة التي لا بد من معالجتها هي مسألة العولمة والمشاكل المرتبطة بها أي "التغيرات السياسية والاقتصادية التي غالباً ما لا تتم السيطرة عليها ولا يمكن السيطرة عليها".

"في حين أن العولمة تقدم حقاً فرصاً للتنمية والإثراء، فهي قد تسبب فعلاً المزيد من الفقر والجوع اللذين قد يثيران سلسلة من ردات الفعل التي غالباً ما تؤدي إلى أشكال متفاوتة من العنف"، حسبما أوضح.

وأضاف رئيس الأساقفة فيغانو أن التقدم التكنولوجي والعلمي يمكن استخدامه أيضاً "بطريقة تنتهك بوضوح نظام الخلق، لدرجة إنكار قدسية الحياة وتجريد الإنسان والعائلة من هويتهما الطبيعية".

وأكد على أن الجنس البشري يجد نفسه في خطر في هذا الوضع المعقد.

كما اعتبر أن طريق التقدم تكمن في احترام "الضرورات الأخلاقية" و"تعزيز وحماية الحقوق كما يقر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبخاصة الحق في الحياة والحق في الحرية الدينية".

اعتداء وحشي

أشار رئيس الأساقفة فيغانو إلى أن انتهاك حقوق الإنسان يحصل بأشكال "كثيرة جداً"، ولفت بخاصة إلى الاعتداء الذي استهدف الكاتدرائية في بغداد في 31 أكتوبر.

وفي التفاصيل، قام تسعة مسلحين يدعون الانتماء إلى تنظيم "دولة العراق الإسلامية" باقتحام كنيسة سيدة النجاة التابعة للسريان الكاثوليك خلال القداس وراحوا يطلقون النيران. وأدى الاعتداء إلى سقوط 52 قتيلاً من بينهم كاهنان (الأب وسيم صبيح والأب ثائر سعد عبد الله)، و78 جريحاً.

وصف رئيس الأساقفة الاعتداء بـ "العمل الوحشي السافر الذي ارتكب بحق أشخاص عزل تجمعوا للصلاة".

وتابع قائلاً: "منذ سنوات، أصبح المسيحيون في العراق هدف اعتداءات وحشية، وأصبح الوضع في البلاد أكثر صعوبة".

ذكر رئيس الأساقفة فيغانو بجمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط التي عقدت خلال الشهر الفائت في الفاتيكان، ولفت إلى أن الجمعية "شجبت أشكال العنف المتعددة التي تتعرض لها الجماعات المسيحية في هذه المناطق، هذه الجماعات التي تجبر في نهاية المطاف على الهرب".

وأضاف: "هذه هي أيضاً جرائم لا بد من مكافحتها. وهذا ما يجب فعله في آن معاً". ومن خلال الاستشهاد بكلمات بندكتس السادس عشر، قال: "السلام هبة من عند الله، ولكنه أيضاً نتيجة جهود أصحاب النوايا الطيبة والمؤسسات الوطنية والدولية".

وأردف قائلاً أن البابا دعا الجميع إلى توحيد الجهود لإنهاء العنف.

"نحن هنا اليوم لنجدد في مجال محدد التزامنا بالتعاون لاستئصال الشر من العالم"، حسبما تابع رئيس الأساقفة فيغانو مضيفاً: "إنه التزام كبير إن فكرنا بالقوى القائمة، مع ذلك يجب أن نحافظ على شجاعتنا. وفي الواقع، ينبغي أن نلتزم بتعاون أكمل".

هذا وشكر رئيس الأساقفة منظمة الإنتربول على عملها في مساعدة وكالات الشرطة المحلية خلال الكوارث الطبيعية والبشرية، وعلى مساعدتها خلال رحلات البابا الدولية.

مع مداخلات من بيلاروس، البوسنة والهرسك، باكستان، سنغافورة، جزر سليمان، جنوب إفريقيا، السودان، حاضرة الفاتيكان وفييتنام، مداخلات متمحورة حول مسائل متعلقة بالأمن الدولي، قام الوزراء الـ 18 الذين حضروا بالمصادقة على بيان مشترك سيشكل قاعدة للمبادرات الأمنية المستقبلية.