باكستان: التعبئة لإنقاذ مسيحية محكومة بالإعدام

شهادة محلية

روما، الاثنين 15 نوفمبر 2010 (Zenit.org)

إنها المرة الأولى التي تحكم فيها مسيحية هي أسيا بيبي بالإعدام بتهمة التجديف في باكستان. إذاعة الفاتيكان تضم صوتها إلى أصوات جميع الذين يتحركون لإنقاذها وتلخص الوضع في خدمة متوفرة بفضل هذا الرابط.

أخبار إذاعة الفاتيكان بالفرنسية والمقابلة:

العودة إلى الوقائع: أسيا بيبي البالغة من العمر 45 عاماً هي ربة أسرة؛ في شهر يونيو 2009، قامت نساء مسلمات يعملن معها باتهامها لدى أحد الملالي بالتجديف على محمد.

طلب الأسقف المعاون في لاهور من البابا أن يتدخل لإنقاذها. فهذا الحكم يشكل بالنسبة للأسقف انتهاكاً لكرامة الإنسان وللحقيقة. وفي دعوة ملحة، دعا بندكتس السادس عشر إلى التحدث "لصالح هذه البريئة". وفضلاً عن ذلك، خاطب المونسنيور شو الأسرة الدولية لحثها على ممارسة ضغوطات على باكستان. وهو يعتمد على تعبئة الرأي العام والمجتمع المدني لمكافحة التعصب الديني والتوترات بين الجماعات.

حتى الآن، لم يتم إعدام أي محكوم بالموت بتهمة التجديف في باكستان، لكن هذه المشكلة الجديدة تذكر بالخطر الذي يمثله هذا القانون الذي كثيراً ما يستخدم لغايات شخصية، والذي يعاقب الأقليات ويشجع التطرف الإسلامي. في يونيو الأخير، قتل أخوان مسيحيان اتهما بكتابة مقالة تنتقد النبي محمد، وذلك أمام محكمة في البنجاب حيث كان مئات المتظاهرين يطالبون بإعدامهما.

إذاعة الفاتيكان اتصلت بمسيحية مقيمة في مقاطعة البنجاب. هذه المسيحية تقدم شهادة من دون الكشف عن اسمها، ولذلك تقترح إذاعة البابا بقراءة المقابلة التي أجرتها معها.

***

السيدة فلانة – هذا محزن جداً. لكنني أرجو فعلاً ألا يطبق الحكم، وأن تظهر ردات فعل كافية لمنعه. لا بد من أن تثير هذه المسألة ردات فعل في الخارج، وبخاصة في البلدان الأجنبية التي كثيراً ما تملك قدرات تفوق قدراتنا. وإنما ما يفاجئني هو أن الصحف لا تتناول الحديث عن الموضوع. نحن هنا في البنجاب ولم نسمع شيئاً.

إذاعة الفاتيكان – إذاً هل ترين أن طمس القضية هو ما ترغب به الحكومة؟

السيدة فلانة – لا أدري، لا أعرف ماذا أقول. أنا حائرة جداً لأن هناك ردة فعل كبيرة من ناحية المسيحيين، ولم نسمع شيئاً عنها.

إذاعة الفاتيكان – تتزايد الأصوات التي ترتفع في الأوساط المسيحية وغيرها لذكر وضع صعب وخطير بالنسبة للمسيحيين، وتشدد على اللجوء المتزايد إلى قوانين التجديف ضد الأقليات وبخاصة في مقاطعة البنجاب التي تقيمين فيها.

السيدة فلانة – أجل، هناك حالات في شتى أنحاء باكستان، كما أن الأقليات مهددة فعلاً بشكل متزايد. هذه الأقليات لا تشمل المسيحيين فقط بل أيضاً الشيعة والأحمديين: جميع من هم غير متشددين. هناك تصلب فعلي. وفي الوقت عينه، يوجد رأي يتحدث في الاتجاه المعاكس، أي عن الدفاع عن المسيحيين والشيعة. وهذا هو الجانب الآخر. هناك أشخاص لا يخافون من التعبير عن آرائهم من أجل العدالة والحقوق. برأيي هذا واقع أيضاً.

إذاعة الفاتيكان – كيف تفسرين عدم إبطال قوانين التجديف هذه؟ وكيف تتصدى الحكومة لهذه المسألة، هذا الملف الخطير؟

السيدة فلانة – الأمر معقد لأن هذا الموضوع لا تستطيع الحكومة أن تتصدى له. وذلك لأنه متعلق بشخص النبي، ولأن مسألة معارضته صعبة. وذلك أيضاً بسبب كل المسائل الدينية والسياسية الخاصة بالمتطرفين. المتطرفون يشكلون المحور الأساسي. وفي معظم حالات التجديف هذه، يوجد أعداء فرديون، إضافة إلى الأعذار. بمعنى آخر، إن كان أحد يعاني من مشكلة مع جاره، إن كان أحد يرغب في سلب عمل شخص آخر، أو إن كان أحد يريد الاستيلاء على حقول غيره، فهو متأكد أنه سيتم الإصغاء إليه إن تحدث عن التجديف. هذا واقع لأن هذه المسألة لطالما كانت موجودة في قصص التجديف. إذاً، يتم استغلال الجانب الديني لأن الكل يدرك أن ما من أحد سيعترض عليه. ولكن الحقيقة تتمثل فعلياً إما في نزاعات شخصية وإما في أعمال ظلم. كثيرون يعترضون على قانون التجديف هذا. والكنيسة تعترض عليه دوماً إلى جانب الأشخاص الشرفاء، وإنما من الصعب إبطاله.

***

وتلفت إذاعة الفاتيكان أيضاً إلى تبعات أخرى للتمييز الذي يقع المسيحيون ضحيته في باكستان. وتقول أن الحكومة والسلطات المحلية أهملت 20000 عائلة مسيحية مهجرة بعد الفيضانات التي حصلت في شهر سبتمبر الأخير.

هذا الوضع شجبه مدير "الجمعيات الإرسالية الحبرية" في باكستان الذي نقلت أقواله وكالة فيدس. إن المسيحيين الفقراء بين الأكثر فقراً يهمَلون ويهمَّشون بخاصة في البنجاب. وقد وجهت مؤسسة كاريتاس باكستان دعوة إلى المانحين في العالم أجمع لضمان إعادة بناء منازل العائلات المسيحية، ولإصلاح الأراضي والتمكن مجدداً من زراعتها.