دعوة الكاردينال برتوني إلى مكافحة أشكال التمييز الممارسة ضد المسيحيين

 

بقلم مارين سورو

روما، الجمعة 03 ديسمبر 2010 (Zenit.org)

وجه الكاردينال ترشيزيو برتوني، أمين سر دولة الفاتيكان، دعوة إلى الأسرة الدولية لمكافحة أشكال التمييز الممارسة ضد المسيحيين، معتبراً أنهم اليوم الجماعة الدينية الأكثر تعرضاً للاضطهاد في العالم.

هذه الدعوة وجهها الكاردينال في مداخلة قام بها في الأول من ديسمبر كرئيس وفد الكرسي الرسولي إلى قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي عقدت في آستانة عاصمة كازاخستان.

في كلمته، عبر أمين سر الدولة عن قلقه حيال "القيود الكيدية" المفروضة على المسيحيين في بعض البلدان، وحيال "نسبوية" و"علمانية زائفة تستبعد الدين من الحياة العامة".

وشدد قائلاً: "من هنا تبرز أهمية مشاركة المؤمنين بحرية في النقاش العام ليقدموا رؤية عن العالم مستلهمة من إيمانهم".

كما دعا الأسرة الدولية إلى "مكافحة أشكال التعصب والتمييز الممارسة ضد المسيحيين باعتماد العزم عينه الذي تكافح من خلاله البغض إزاء أفراد من جماعات دينية أخرى".

كذلك ذكر الكاردينال برتوني بأن المسيحيين هم اليوم "الجماعة الدينية الأكثر تعرضاً للاضطهاد والتمييز. فهناك من بينهم أكثر من 200 مليون ينتمون إلى مختلف الطوائف، ويتواجدون في ظروف صعبة بسبب بنى قانونية وثقافية".

وشجب قائلاً: "في بعض البلدان، ما تزال توجد قوانين متعصبة وتمييزية، وقرارات وتصرفات وأعمال وإغفالات تنكر" الحرية الدينية. "تسجل فصول عنف متواترة وعمليات قتل مسيحيين"، حسبما أضاف داعياً منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى "تطوير اقتراحات فعلية لمكافحة أعمال الظلم هذه".

أمام الممثلين عن 56 بلداً عضواً في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأكثر من 20 منظمة دولية، ذكر أمين سر الدولة أن "الإيمان بالله" ليس "امتيازاً تمنحه الدولة بل حقاً فعلياً قائماً على كرامة الإنسان".

وأضاف مردداً كلمات بندكتس السادس عشر أن هناك مع الأسف "تهميشاً متزايداً للدين، بخاصة للمسيحية، وذلك في بعض المجالات، وحتى في أمم تشدد كثيراً على المسامحة" (كلمة بندكتس السادس عشر للمجتمع البريطاني، قاعة ويستمينستر، 17 سبتمبر 2010). 

الإنسان: محور وغاية الاقتصاد

في الكلمة المطولة الموجهة لدى افتتاح قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، توقف الكاردينال برتوني على إلحاحية وأهمية السلام.

"السلام لا يُضمن إلا عندما تخمد نيران الأسلحة"، حسبما أوضح مضيفاً "إنه بالأحرى ثمرة تعاون الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة أخرى. وهو أيضاً ثمرة احترام بعض الضرورات الأخلاقية".

كما تحدث الكاردينال عن أهمية العوامل الاقتصادية والبيئية للسلام والأمن والتعاون، فقال: "الكرسي الرسولي لا يتوقف عن التذكير بأن الهدف المشترك بين الدول ينبغي أن يكون حماية واحترام كرامة الإنسان التي توحد الأسرة البشرية جمعاء بوحدة متجذرة في المبادئ الأساسية الأربعة للطابع الأساسي للإنسان، وللتضامن والإعانة والمصلحة العامة".

وشدد الكاردينال أيضاً على إلحاحية "نشر منطق يضع الإنسان، وبخاصة العائلة والمحتاجين، كمحور وغاية الاقتصاد".

كذلك ذكر بحقوق المهاجرين المنسية في "وقت الأزمة" هذا. "لا بد من التذكير بأن جميع البشر من دون استثناء وبما فيهم المهاجرين، يتمتعون بحقوق لا يجوز التصرف بها ولا يمكن انتهاكها أو حتى تجاهلها. فحالة المهاجر لا تمحو كرامته الإنسانية". 

الاتجار بالبشر: الرق الحديث

ختاماً، رغب أمين سر الدولة في شجب "خطورة" الاتجار بالبشر الذي يعتبره "شكلاً حديثاً من أشكال الرق".

وأوضح الكاردينال برتوني: "إن الاتجار بالبشر هو مشكلة متعددة الأبعاد ترتبط في أكثر الأحيان بالهجرة ولكنها تتخطى صناعة الجنس وتشمل أيضاً العمل القسري لرجال ونساء وأطفال في عدة مجالات صناعية وتجارية".

في حماية ضحايا الاتجار بالبشر، ينبغي أن تشكل "حقوق الإنسان" "محور كافة الاستراتيجيات". "وينبغي أيضاً على بادرات مكافحة الاتجار بالبشر أن تسعى إلى تطوير وتقديم إمكانيات فعلية لتجنب دورة الفقر – التعسف – الاستغلال".