بمناسبة أربعينية شهداء كنيسة سيدة النجاة

السفير العراقي: ليس بمقدور شعبنا أن يتنفس عراقيته من غير رئتين إسلامية ومسيحية وأن عراقاً بلا مسيحيين عراق منقوص الهوية والملامح"

 

بقلم طوني عساف

روما، الهميس 10 ديسمبر 2010 (zenit.org).

 أربعون يوماً مضت على مجزرة سيدة النجاة في بغداد. مأساة راح ضحيتها 55 بريئاً، في 31 أكتوبر الماضي. بمناسبة أربعينية شهداء سيدة النجاة، نظمت سفارتا العراق لدى إيطاليا والكرسي الرسولي حدثاً لتخليد ذكرى أبرياء، "ذنبهم الوحيد أنهم اجتمعوا للصلاة في بيت الله".

وللمناسبة ألقى السيد حبيب الصدر، السفير العراقي لدى الكرسي الرسولي، كلمة قال فيها إن مرتكبي الجريمة "ما فرقوا يوماً بين كنيسة أو جامع ولا ميزت أياديهم المستهترة مسلماً عن مسيحي أو صابئة أو إيزيدي".

وقال الصدر: "إني لأعجب حقاً من تلك الأكف الغادرة ماذا كانت تخفي لكم أيها المسيحييون النجباء؟ أتغيب قلوباُ ما خفقت إلا بحب العراق؟ وما سال من أناملها إلا العمل المبدع الخلاق؟ أم تشطب على سجل وطني ناصع رصعته الأعمال الباذخة وزانته المواقف المضيئة؟ أم تلغي إرثاً حضارياً نفيساً ترسخت جذوره في بلادنا منذ عصور سحيقة؟"

هذا العمل الفظيع – قال السفير العراقي بحضور البعض من جرحى تلك المجزرة الذين حضروا الى روما للمعاينة في مستشفى جيميلي – هز الضمير البشري وفتح جراح قلب العراق، هذا القلب الذي فيه يحتل الشهداء المسيحيون مكان الشرف".

"صدقوني – تابع الصدر – ليس بمقدور شعبنا أن يتنفس عراقيته من غير رئتين إسلامية ومسيحية وأن عراقاً بلا مسيحيين عراق منقوص الهوية والملامح".

أما المطران ميخائيل الجميل الوكيل العام لبطريركية السريان الأنطاكيين لدى الكرسي الرسولي، فألقى كلمة قال فيها أن " الوضع في البلاد يزداد تعقيداً، لدرجة أن كثيرين يجدون أنفسهم مجبرين على الرحيل"، معرباُ عن قلقه حيال هذه الهجرة".

وقال النائب البطريركي في روما أن المسيحيين ينتظرون من الإسلام "أن يستعيد الدور الذي لعبه عندما كان المسيحيون والمسلمون يصنعون الحضارة العربية معاً، وأن لا يسمح للإرهاب ولعناصر سياسية أخرى، شرقية كانت أم غربية، بإفراغ الشرق من المسيحية وبتشويه هذه الصورة الجميلة للحوار والتعايش بين الإسلام والمسيحية".

الجميل أعرب أيضاً عن قلقه حيال " فكرة خلق شرق أوسط جديد". "إن المعنى الحقيقي والواقع الحقيقي لهذه البلدان – أضاف – يكمن في قِدَمها كأرض الجذور، أرض الوحي والخلاص، أرض التعايش بين مختلف الديانات. وبحسب هذه الفكرة السائدة، ماذا سيكون مصير الشرق الاوسط؟ مزيج من الأديان والبدع المختلفة ومن تصاميم سياسة تدمر حقيقة وجمال الشرق الأوسط، لتخلق وحشاً بحاجة دائمة الى العناية في مستشفى السياسة الدولية، سياسة بلا تاريخ، بلا تقاليد، بلا أخلاق دينية، بلا فادي، بلا إله!

من المشاركين في اللقاء أيضاً، السفير الإيطالي السابق في العراق ماوريتسيو ميلاني، الذي أعرب عن تضامن وقرب الحكومة والشعب الإيطالي من العراقيين.

كلمة كانت أيضاً لممثلين عن الجماعة العراقية في روما، السيد صلاح البزاز  والسيد عبد اللطيف. البزاز قال إن هذا الاعتداء، ما هو إلا اعتداء على كل عراقي بغض النظر عن معتقده وعرقه، لأن المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع العراقي". وعليه أردف السيد عبد اللطيف بالقول أن المسيحيين هم مؤسسون لأقدم الحضارات في بلاد ما بين النهرين، بل هو البناة الحقيقيون، ومن يستهدفهم إنما يستهدف العراق بكل مكوناته".

من بين الحضور أيضاً الكاردينال مار أولي، عميد مجمع الأساقفة، وكل من سفراء مصر، تركيا، إيران، الفيليبين، اليابان وكوريا لدى الكرسي الرسولي.