في العراق سيُحتفَل بعيد الميلاد خلفَ الحواجز

تشييدُ حواجز حول الكنائس لحماية المسيحيين

 روما، الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010 (ZENIT.org).

وُضِعَت حول الكنائس في بغداد والموصل، في العراق، حواجز كونكريتية عالية يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار، لحماية المسيحيين من هجومات المتطرفين. الحواجزُ التي ترافقها نقاطُ سيطرةٍ لمَن يريدُ الدخولَ إلى الكنيسة، هي جوابُ الحكومة العراقية على التهديدات المتزايدة على الكنائس وباقي الجماعات المسيحية بحلول عيد الميلاد. الحواجزُ التي تمّ الانتهاء من وضعِ بعضها، علامةٌ قوية على رغبة الحكومة العراقية تجنّب تكرار مجزرة كنيسة السريان الكاثوليك في بغداد في 31 أكتوبر الماضي، والتي تسببَت في قتل 58 شخصًا وجرح أكثر من 70 آخرين.

وبالعموم، تتمُّ الاحتفالات بعيد الميلاد في الكنائس والأندية، إلاّ أنّ قادة الكنائس طلبوا من المؤمنين هذه السنة تقليلَ الاحتفالات إلى أدنى حدّ من أجل الحدّ من الأخطار المتعلقة بالأمن. وفي حديثه من شمال العراق إلى الجمعية الكاثوليكية الدولية "عون الكنيسة المتألمة" (ACS)، أكّد رئيسُ أساقفة أربيل، بشّار وردة، بأنّ "حزنَ الشعب يعمُّ في كلّ مكان، كما يسودُ عدمُ الأمان". واعترف قائلاً: "هناك نوعٌ من الاحباط. ولكن مهما حدث فالجماعةُ قررتْ الاحتفالَ بليتورجيا الميلاد بأي وسيلةٍ متوفرة".

 وعلى الرغم من وصفه لبناء الحواجز الخرسانية والتدابير الأمنية المتخذة "كشيءٍ يُعطي شعورًا بالدخول إلى مخيمٍ عسكري"، امتدحَ رئيسُ الأساقفة خطوات الحكومةَ لتحسين مستوى الأمن. وأضافَ بأن المسؤولين الحكوميين التقوا برعاة الكنائس وسألوهم فيما إذا يحتاجون إلى حواجز أمنية حول كنائسهم. أبدى الكثيرون موافقتهم، بينما قال آخرون بأن هذه التدابير ستُرعب الجماعة المسيحية أكثر. وتكلّم رئيسُ الأساقفة عن جمعية "عون الكنيسة المتألمة" بعدما أشارت التقارير بأن أكثر من 2.000 مسيحي من الموصل وبغداد التجأوا إلى أماكن أخرى بعد العنف الذي بلغ ذروته في مجزرة 31 اكتوبر. إذ قامت "عون الكنيسة المتألمة" الأسبوعَ الماضي ببعض عمليات الإغاثة للمسيحيين اللاجئين في شمال وشرق البلاد، ولا زالوا يعتنون باللاجئين في سوريا والأردن وتركيا.

 وارسلت الجمعية مبلغ 25.000 يورو لتوفير طرودٍ من المساعدات المادية للمسيحيين المتشردين في زاخو، على الحدود مع تركيا وسوريا، وذلك بمناسبة عيد الميلاد. وقامَ فريقٌ من المتطوعين، وأغلبهم من الشباب تقودهم الراهبات الكلدانيات من رهبانية بنات مريم المحبول بها بلا دنس، بتوزيع هذه المساعدات. وخُصصَ من بين المساعدات أيضًا مبلغٌ قدره 15.000 يورو من أجل ضحايا كاتدرائية السريان الكاثوليك وعوائلهم، و10.000 للمسيحيين المتشردين الوافدين في مدينتي كركوك والسليمانية