تعالوا نسمعهم (١) د. خالد منتصر ينشر رسائل المسيحين الغاضبين

د. خالد منتصر

تعالوا نجرب نسمع شكاوى المسيحيين فى مصر بدلاً من أن نتقمص شخصياتهم ونتكلم بحناجرهم ونكتب بأقلامهم، أعتقد أن نبض شكاواهم أكثر بلاغة مما دبجناه جميعاً من قصائد وأشعار، سنستمع إلى مسيحيين عاديين، ليسوا من النخبة السياسية أو من الأرستقراطية الرأسمالية، بل هم مواطنون مصريون فقط أحسوا بالوجيعة فكتبوا وأرسلوا أناتهم المكبوتة، فلنستمع إليهم.

يقول أستاذ الجراحة د. شريف عدلى: «لا عزاء للراسبين، رسب النظام حين فشل فى تجميع المصريين تحت لواء الوطن وبعثرهم تحت لواء الهويات الدينية، فشلت وزارة تعليم النظام فى مراجعة المناهج المليئة بالطائفية والبغض، والتى سممت عقول التلاميذ سنوات وسنوات، رسبت وزارة داخلية النظام حين اهتمت بتأمين الحكام وإطلاق الرصاص الحى على شباب العمرانية، رسبت عدالة النظام حين تركت مجرمى الكشح واحد واتنين، ومجرم الإسكندرية وسكينه دون قصاص، رسب محافظو النظام حين فشلوا فى احتواء الفتنة الطائفية بنجع حمادى والإصرار على اقتحام كنيسة العمرانية فجرا لتطبيق قانون هم أنفسهم متقاعسون عن تطبيقه على آلاف العمارات فى الجيزة، رسب محافظ الإسكندرية حين تقاعس عن احتواء المظاهرات الطائفية أيام الجمع لمدة شهور للمطالبة بوفاء وكاميليا، رسبت جريده الأهرام حين سمحت لكاتب يدعى سلامة بأن يحرض علناً على أقباط مصر،

 رسب المثقفون والدعاة الملقبون بالمستنيرين حين ادعوا كذبا وجود أسلحة بكنائس وأديرة مصر، رسبت القيادة الإسلامية بمصر حين انشغلت بإصدار فتاوى تبرر أخطاء النظام وتركت عقول المصريين فريسة بيد شيوخ الفكر الوهابى، رسبت القيادة المسيحية حين أيدت النظام فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نظير مكاسب طائفية ضيقة وحين تحدثت باسم المصريين المسيحيين فى الشؤون غير الدينية، رسب الإخوان المسلمون حين صرح مرشدهم عاكف بأنه يرضى بحاكم ماليزى مسلم لمصر ولا يرضى بحاكم مصرى قبطى قائلاً: (طظ فى مصر)، رسب أقباط المهجر حيث احتجاجاتهم وتحركاتهم فقط فى الشأن الطائفى ولا حركة ولا كلام فى الشأن الوطنى أياً من كان، لا عزاء للراسبين»!.

ويكتب رفيق موريس: «ما كتبته عظيم لكنى يئست باحثا عن أعين تقرأ أو أذن تسمع أو عقل ناضج يفسر ويحلل ما نحن عليه منذ سنوات.. الغريب أن كل عاقل هو خارج دائرة القرار.. من إذن فى داخلها، من أهمل المرض إلى أن استفحل وتمكن من جسد مصر وأتاها شبه جثة تحتضر، ما عادت هناك فائدة من مسكنات، وعمليات البتر أصبحت واجبة لكن أيضا لا أحد يبالى أين تصب اهتماماتهم، ما أكثر من وطن يحتضر، أمة تتقطع أوصالها، شعب يغرق فى التخلف والفقر والمرض والجهل، ما هى إذن اهتمامات أصحاب القرار؟ تتحدث عن المواطنة وهى ليست بالمرة الأولى، من سألك عما كتبته سابقا من أولى الأمر؟!، ماذا يريدون إذاً، هل يريدونها جهنم؟ لا أعتقد، لأنهم مازالوا يتكالبون على حكمها وأملاكها، هل يريدونها دينية على وزن جارتهم المقيدة على مذبح التقسيم فى انتظار حامل السكين؟ هل يريدونها لهم فقط؟ فليعلنوا إذن أهدافهم، بداخلى وكثير مثلى غضب عظيم، أنا وكل زملائى فارقت البسمة شفاهنا، قتل الأمل بداخلنا، امتلأنا حقداً وكرهاً، لماذا أنتم بعيدا؟، ستكتب إلى أن يجف قلمك يائسا وتتجمد الأفكار برأسك حيث لا مجال لها خارجها، إذا كنت ترى أملا فأخبرنى حتى أجدد أفكارى، وإن كنت مثلى قد يئست فاكتب حتى لا تموت كبتا. أرجو الحفاظ على سرية بريدى الإلكترونى.. فأبى وأمى يحباننى لدرجة الموت!!».

المصدر:المصرى اليوم