توضيح الأب لومباردي بعد أقوال إمام الأزهر

مصر: البابا يدين العنف المرتكب بحق الجميع

روما، الخميس 06 يناير 2011 (Zenit.org)

"أدان البابا مرات عديدة العنف المرتكب بحق الجميع وليس فقط بحق المسيحيين". هذا ما ذكر به الأب فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة الفاتيكانية.

هكذا جاءت ردة فعله عبر أثير إذاعة الفاتيكان على أقوال إمام الأزهر، المرجعية العليا للإسلام السني القائم في مصر الذي أسف لأن البابا لا يشير إلى حماية المسلمين في دعوته من أجل الجماعة القبطية التي تعرضت ليل 31 ديسمبر لاعتداء دام.

غداة هذا الاعتداء الذي نفذ من خلال سيارة مفخخة وأدى إلى سقوط 21 قتيلاً أمام إحدى كنائس الإسكندرية، شجب البابا بشدة العمل العدائي. وقال بندكتس السادس عشر عقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي: "أمام استراتيجية العنف هذه التي تستهدف المسيحيين وتشمل تبعاتها كل السكان، أصلي من أجل الضحايا وعائلاتهم وأشجع الجماعات الكنسية على المواظبة في الإيمان والشهادة لللاعنف المنبثق لنا من الإنجيل".

هذا التصريح وصفه الإمام السني بـ "التدخل غير المقبول" في الشؤون المصرية. وقال: "أنا لا أشارك البابا في رأيه، وأتساءل عن سبب عدم دعوة البابا إلى حماية المسلمين عندما كانوا يُقتلون في العراق".

في كلمة له عبر أثير إذاعة الفاتيكان، ذكر الأب لومباردي بأن موقف البابا كان "واضحاً كالعادة"، وأنه كان عبارة عن "إدانة جذرية للعنف، وقرب من الجماعة المنكوبة بشدة، وقلق على الحرية الدينية للأقليات المسيحية، وإنما في سياق القلق على الحرية الدينية للجميع، وليس فقط للمسيحيين، كما قال في رسالته بمناسبة يوم السلام".

وشدد الأب لومباردي على أن "البابا أدان مراراً العنف المرتكب بحق الجميع وليس فقط بحق المسيحيين. ويكفي التذكير بكلمته الأخيرة إلى سفير العراق لدى الكرسي الرسولي، والتي تحدث فيها عن ضحايا العنف الأبرياء، أكانوا مسلمين أم مسيحيين".

دعا مدير دار الصحافة الفاتيكانية إلى التزام مشترك قائلاً: "في هذا الوقت، هناك حاجة طبيعية إلى التزام جميع المسؤولين من أجل مكافحة الإرهاب ومن أجل أمن الشعوب؛ وإنما أيضاً إلى التزام جميع العاملين من أجل السلام من كافة الديانات والفئات في سبيل مقاومة مشروع بغض يهدف بشكل بديهي إلى زرع الشقاق، وإثارة التوترات والبغض والصراع".

"لذا، يجب ألا يتحول التضامن من أجل المسيحيين المنكوبين بأي شكل من الأشكال إلى فرصة لتغذية الصراع بين الديانات أو الحضارات الذي سيكون مضراً".

وذكر قائلاً: "إن دعوة البابا إلى أسيزي في شهر أكتوبر المقبل تظهر رغبته في التذكير بالرسالة الأساسية التي لا يمكن بموجبها إلا صناعة السلام، وليس الحرب، باسم الله. وإنما الآن، وفي الأيام المقبلة، دعونا نذكر بأن المسيحيين الأقباط يحتفلون بعيد الميلاد بين السادس والسابع من يناير. فلنتحد معهم في تضامن عميق، في آلامهم وفي الصلاة من أجل السلام لكل جماعتهم".