المسيرةُ نحو الديمقراطية في مصر تتطلبُ وقتًا

وذلك لأنّها تحتاجُ أيضًا إلى إعدادِ ثقافي

 

 

القاهرة، الخميس 27 يناير 2011 (Zenit.org)

"الأزمةُ التي تشتركُ فيها جميعُ البلدان العربية لها دوافع عدّة، أكثرها صعوبةً هو العنصر الاقتصادي، إذ يكفي أن تُلاحظ نسبةُ البطالة بين الشباب خاصةً". هذا ما قاله لوكالة فيدس الأب جوزبيي سكاتولين، مبشر ودارس للتصوّف الإسلامي ويعيشُ في القاهرة، عاصمة مصر، حيث تستمرُ مظاهراتٌ معارضة للحكومة.

"ويُضاف إلى هذا، التوترُ في الشرق الأوسط منذ سنين بين المتطرفين وغير المتطرفين. وهناك أيضًا أزمة حضارية منذ ما لا يقلّ عن قرنين بسبب المواجهة بين التقليد الإسلامي والعالم المعاصر. وأخيرًا الصراعات المحلية التي تساهم في إشعال نفوس الأفراد. دون الدخول في خصوصيات المظاهرات الفردية ومَن يقفُ وراءها، فبإعتقادي هذه هي المشاكل في العمق".

وردًا على السؤال في كيف يستطيع العالم العربي أن ينفتح على الديمقراطية، أجاب الأب سكاتولين: "المسيرة نحو الديمقراطية تتطلبُ وقتًا، وذلك لأنّها أيضًا تحتاجُ إلى إعدادٍ ثقافي. في مصر، هناك تعددية في التعبير. وحتى على مستوى التفكير الإسلامي يُلاحظ انفتاح الأزهر على التعاون مع مختلف المؤسسات الثقافية. هذا، بحسب وجهة نظري، لابدّ أن يساهم في بناء النسيج الداخلي من أجل نمو حضارةٍ ديمقراطية".

في مصر هناك أيضًا اعتداءات في الفترات الأخيرة ضدّ المسيحيين. في هذا الخصوص يقولُ المبشّر: "يبقى التطرّف مشكلة يغذيها أيضًا بعضُ السياسيين الغربيين الذين ساعدوا المتطرفين ولم يسهموا في حلّ المشكلة. في هذا الصدد، أصبحت الأقليّات المسيحية، كما هي الحال مع باقي الأقليات الأخرى، هدفًا سهلاً لمَن يريد زعزعة استقرار المجتمع. مع هذا لا ينبغي أن نعمّم، ففي داخل العالم المسلم هناك بعضُ الأشخاص الذين يعملون من أجل السلام