البابا بندكتس السادس عشر يستمر في التشجيع على وهب الأعضاء

على الرغم من أنه لم يعد "واهباً"

روما، الأربعاء 09 فبراير 2011 (Zenit.org)

يستمر البابا بندكتس السادس عشر في التشجيع على وهب الأعضاء، حسب ما يذكر الأب فديريكو لومباردي.

وبشأن الرسالة التي بعث بها المونسنيور جورج غانسفاين، أمين سر بندكتس السادس عشر، إلى الطبيب جيرو وينكلمان، رئيس جمعية الأطباء الكاثوليك في بافاريا، قال مدير دار الصحافة الرسولية أن هذا التصريح "لا يعكس أي تغيير" من ناحية البابا حول "أهمية وهب الأعضاء".

في هذه الرسالة التي كتبت بتاريخ 5 يناير الأخير، يقول المونسنيور غانسفاين: "إن كان صحيحاً أن البابا يملك بطاقة لوهب الأعضاء، فمن الصحيح أيضاً، وخلافاً لبعض التصريحات العامة، أن هذه البطاقة بطلت بفعل الواقع، مع انتخاب الكاردينال راتزينغر لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية".

يوضح الأب لومباردي أن الأمر لا يتعلق بتطبيق عملي فاتيكاني لأخذ عينات من الرفات في حال التقديس. لكنه يلفت إلى الطابع "الوهمي" لأخذ أعضاء شخص متقدم في السن.

منذ أربعين عاماً، كان يحمل الكاردينال جوزيف راتزينغر بطاقة لوهب الأعضاء، وقد أظهرها سنة 1999. لكن انتخابه لكرسي بطرس في 19 أبريل 2005 أبطل هذه البطاقة.

من جهته، كشف رئيس المجلس الحبري لراعوية الصحة، المونسنيور زيغمونت زيموفسكي، للصحيفة الإيطالية La Repubblica في عددها الذي صدر في 4 فبراير ما يلي: "بالتأكيد أن احتمالاً مماثلاً ليس مقبولاً لأن جسد البابا ينتمي إلى الكنيسة جمعاء (…). لذا، من البديهي أن يُحفظ جسد البابا بالكامل عند وفاته، في سبيل تكريم مستقبلي محتمل. هذا لا ينتقص من شرعية وجمال بادرة وهب الأعضاء".

وفي الواقع، استمر البابا في الحث على وهب الأعضاء، بخاصة في كلمته إلى المشاركين في مؤتمر دولي نظمته الأكاديمية الحبرية للحياة حول وهب الأعضاء في 7 نوفمبر 2008 في روما.

ذكر بندكتس السادس عشر بمنطق وهب الذات لتحقيق الذات، هذا المنطق الذي أعيد التأكيد عليه بخاصة من قبل المجمع الفاتيكاني الثاني، وقال: "وهب الأعضاء هو شكل استثنائي من أشكال الشهادة للمحبة. في زمن كزمننا الذي كثيراً ما يتسم بأشكال الأنانية المختلفة، تزداد إلحاحية فهم أهمية دخول الإدراك الصحيح للحياة في منطق المجانية. في الحقيقة، هناك مسؤولية المحبة التي تلزم بجعل الحياة الشخصية هبة للآخرين، إن كان المرء يريد تحقيق ذاته".

مع تعليم الكنيسة الكاثوليكية، أشار البابا أيضاً إلى أن "المعيار الرئيسي القيّم هو احترام حياة الواهب لكي يُسمح بأخذ الأعضاء فقط عند موته الفعلي" (ملخص تعليم الكنيسة الكاثوليكية، رقم 476).

كذلك، شدد البابا قائلاً أن هذا هو منطق الدفاع عن الحياة البشرية، وشجع على التنشئة والإعلام في هذا الصدد: "إن الدرب العظيمة التي يجب اتباعها، حتى يتوصل العلم إلى اكتشاف أشكال علاجية جديدة محتملة وأكثر تقدماً، يجب أن تكون التنشئة ونشر ثقافة تضامن تنفتح على الجميع ولا تستثني أحداً. يتطلب طب الزرع المتطابق مع آداب الوهب التزام الجميع ببذل كافة الجهود الممكنة في التنشئة والإعلام، للتوعية بشكل أكبر على إشكالية متعلقة مباشرة بحياة كثيرين".

ختاماً، قال البابا: "مع ذلك، من الضروري تجنب الأحكام المسبقة وسوء الفهم، وتبديد الريبة والخوف لاستبدالهما بالثقة والضمانات، بحيث ينمو لدى الجميع وعي أكبر بهبة الحياة العظيمة".