مصر أرض التعايش المشـترك

لقاء ثقافى بمطرانية أسيوط يناقش :

 

 

 

كتب – ناجح سمعان :

نظمت مطرانية الأقباط الكاثوليك بأسيوط ، تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران الإيبارشية أمسية ثقافية ليلة الخميس 24 مارس 2011 ،وذلك بكنيسة الأنبا انطونيوس الكبير بحى غرب بمدينة اسيوط  تحت عنوان " مصر أرض التعايش المشترك " . وقد شارك بالحضور لفيف رفيع من رجال الدين المسيحى والإسلامى وكوكبة من المفكرين والإعلاميين واساتذة الجامعة إلى جانب عدد كبير من أبناء مدينة أسيوط . كان قد أدار الندوة جناب الأب متاوس أديب راعى الكنيسة ومدير معهد التربية الدينية بالايبارشية . بدأ الاحتفال بالسلام الجمهوري أعقبته وقفة صامتة حداداً على أرواح ثورة الخامس والعشرين من يناير ثم قدم كورال الكنيسة باقة بديعة من الترانيم الوطنية منها " احفظ بلادنا يارب ، مبارك شعبي مصر,و ايدينا مرفوعة " . ثم توالت كلمات السادة الضيوف حول عنوان الندوة . وقد جاءت أولى الكلمات من الدكتور منير مجاهد منسق حركة مصريون ضد التمييز الديني حيث القى سيادته محاضرة بعنوان " بنو مصر بين الواقع وتحديات المستقبل " .

القى بعده ابراهيم لطفى من خدام الكنيسة قصيدة عامية بعنوان " مسلم مسيحي .. الإيد فى الإيد " . وعن دور الشرائع السماوية فى الدعوة للتعايش كانت كلمة الشيخ عماد إمام الجمعية الشرعية . وحول فضيلة المحبة التى تربط جموع المصريين جاءت كلمة القمص مينا حنا وكيل مطرانية الاقباط الارثوذكس بأسيوط .  فى كلمته قدم " باسم " أحد شباب ائتلاف ثورة 25 يناير خبرته الحياتية بميدان التحرير ملقياً الضوء على مشاعر الشباب وقناعاته خلال أيام الاعتصام ودعا إلى مساندة شباب الصعيد لمسيرة الثورة حتى تحقق كامل أهدافها فى الحرية والديمقراطية .

وفى سابقة هى الأولى من نوعها جاءت مشاركة رموز تيار الاسلام السياسي بالمحافظة حيث ألقى سمير خشبة القيادى بجماعة الاخوان المسلمين كلمة عن ماذا بعد ثورة 25 يناير واهمية العمل المشترك للنهوض بالمجتمع . كذلك تحدث رضوان التونى عضو الجماعة الإسلامية عن نشاة الجماعة منذ أوائل السبعينات وملاحقة النظام السياسي السابق لها وأشار التونى إلى أهمية المراجعات الفكرية للجماعة ونبذها للعنف ومن ثم عودة الجماعة مؤخراً إلى العمل العام . فى صورة ابداعية جميلة استرسل القس باقي صدقة راعى الكنيسة الانجيلية الأولى فى سرد ذكرياته عن التواصل الاجتماعى بين أبناء أسيوط و قناعته بأن التعصب فى مصر لم يكن يوماً صناعة شعبية . وعن أهمية العلم فى صلاح الأمة ودور رجال الدين فى تعزيز القيم الخلقية جاءت كلمة الشيخ احمد على إمام مسجد الرحمن .

وحول كرامة الإنسان فى تعاليم الأديان تحدث الشيخ الازهري ايهاب الخراط وشدد على ضرورة أن يتناول الخطاب الديني الحث على كرامة " بنى أدم " وابراز قيمة التعايش المشترك بين ابناء الوطن . فى الختام قال الأنبا كيرلس وليم للحضور أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة من الله ، وكل من يحب يعرف الله ومن لا يحب لا يعرف الله لأن الله محبة . وأكد سيادة المطران على أهمية الحوار الدائم بين العقلاء من ابناء مصر وضرورة اللقاءات بين رجال الدين المسيحي والاسلامي لأن الحوار يقود إلى تعميق أواصر المحبة والسلام لاسيما وللرجال الدين دور كبير فى تشكيل العقول وتربية الضمائر . ودعا نيافتة إلى تواصل حوار المحبة فى كافة مناحى الحياة بين ابناء مصر فى هذه الظروف التاريخية التى تحتاج إلى تضافر الجهود الصادقة لبناء مستقبل حر لبلادنا المصرية المباركة .