الفطنة والجرأة

 

قال أحد الأدباء : " لإتمام المشاريع الجيدة ، الفن تافع ، وللحكمة دورها ولكن الحكمة والفن باطلان إذا لم نحصل على رضا السماء .

من منا لا يحتاج إلى الفطنة في تدبير الأمور ، خاصة إذا كان مسئولاً ؟ لقد سمى أفلاطون الفطنة : سائق عربة الفضائل ! فالسائق يسعى نحو الهدف ، مع الحفاظ على حياة الحصان . لكنه يستعمل السوط عند اللزوم ويحث الحصان على الوصول في الوقت المعين .

يجب أن نفرق بين الفطنة ، وبين السكون والخمول والجمود . الفطنة تستبعد الحماس الأعمى والتهور اللأمعقول ، لكنها تقوم إذا لزم الأمر ، إلى العمل اللازم والشجاع . إنها تعمل تارة ككابح ، وتارة كمسرع للحركة . إنها تدع يوماً إلى مراعاة الذات ، ويوماً آخر إلى بذل الذات ..

وربما نسألني : أيهما أفضل ؟ الفطنة أم الجرأة ؟ فأجيبك مع كافور : "  كلاهما معاً ، لأننا بحاجة إلى جرأة فطنة وإلى فطنة جريئة ! فلا بأس أن تكون الفطنة ديناميكية ، تدفع إلى العمل ، مع مراعاة تمييز ثلاث مراحل للعمل الجاد والمثمر وهى : المناقشة والقرار والتنفيذ لأن في هذه المرحلة تنضم الفطنة إلى القوة وتمنع العزيمة في الوقوع في الوهن إذاء الصعوبات والمعوقات .. فهنا تظهر القيادة الحكيمة ..

يا رب إجعلني إنساناً فطناً جريئاً .. وجريئاً فطناً !

الأب / يوسف المصري