الحظـيرة

حظيرتك أيـن هـي؟!..ومـن هـو راعيهـا؟!…ومن هو حارسهـا؟!

هـل الحظيرة حصينة أم فُتحت أبوابهـا لكل من يرغب فى الدخول..وحشاً كان أو فرخاً؟!

هـل الحظيرة كاملـة..بهـا ما يُقتات ويُطفـئ الظمـأ؟

   أم انهـا خاويـة..أرضهـا مشققة لا ماء ولا غذاء فيهـا؟!

هـل الحظيرة ساكنـة على دِعـة؟..يحيا ساكنوهـا فى سلام ووداعة،أم الشك والقلق والخوف كامناً بين الضلوع؟!

أيـن هـو راعيكـم؟…ومـن هـو حارسكم؟..ولـِمَ كل هـذا؟

إن كان راعيكم يقظـاً…فلِم القلق من بطش الذئاب وقلـة الـمرعـى؟!

إن كان حارسكم راعيـاً..فلِم الخوف من الوحش ولـِم الوجل من اللامعلوم؟!

أين هو راعيكم؟

أهـو فـى الخارج؟، أم بالداخـل؟!

أهـو قريب عند النداء؟، أم بعيد لا يسمع صوت الإستغاثـة؟!

أيـن هـو حارسكم؟…أهو مدرّب؟..أهو يعرف معنى الحراسـة؟!

أهـو مسلّح؟!..وهـل سلاحـه قطعة من شجر أم رصاص أم كلـمة؟!

وحظيرتك..هـل هـى فـى صحراء أم رابيـة؟

          وهـل يسهل العثور عليهـا وسط الحظائر الأخرى؟

    أم انهـا وحيدة ..مستوحشة..مجهولـة وحتى دروبهـا قد محاهـا الزمن؟!

أيتهـا الخراف الضالـة..الـمشتتة ..الساكنة فـى أرض الشتات والبعيدة عن الحظيرة وعن الـمرعـى،وعن الراعـي..وعن الحارس..هذه كلـماتـي لكم.

ارسلهـا ولعل من يسمع ويقرأ أن يعرف ويعي ويتعرف على النداء

هذا صوتـي..هذا ندائـي..هذه صرختـي

يـا خرافـي أهكذا نسيتم سريعاً صوتـي؟

أهكذا أخذتكم بابـل بعيداً فلا تسمعونـي؟!

أهكذا لـم تعرفـونـي؟!

العُذر قد يكون مقبولا..الضوضاء..الـمشاغل..الجري وراء الـمرعى..

والبئـر عـميق..العاصفـة هوجـاء..الوباء والجفاف تهديداً مستمراً..ذئاب خاطفة تحوم

وحتى الخراف الأُخـر قد غيّرت من الوان فرائها فأصبحت عسيرة التعرف..

انهـا أعذار وأعذار..وكما قلت قد تكون فى شكلها مقبولا..

ولكن..لـِم كل هذا؟                                               

لـِم القلق؟..لـِم الشك؟..لـِم الجرى وراء سراب؟!

أيـن حارسكم؟…أيـن هو راعيكم؟

هـل راعيكم رحل بعيداً؟

هـل فقد حارسكم معرفته بكم فترككم بلا معين؟!

أقولهـا..أرددهـا..يا قطيعي الصغيـر..يا خرافـي الحبيبة

أنـا معكم..أنـا حارسكم…أنـا راعيكم

أنـا..أنـا..أنــا..هل نسيتمونـي هكذا سريعـاً؟

أنسيتم وعودي لكم؟

أنسيتم انـي وعدتكم بأنـي معكم طوال الأيـام وحتى منتهى الدهـر.

                                                                     الشماس نبيل حليم يعقوب

                                                                             لوس انجلوس