ذكر الموت

للقديس أفرام السرياني

أخي العزيز

انتظر كل يوم ساعة موتك، استعد لتلك المرحلة، في ساعة لا تتوقعها يأتيك الموت! ويل لك إذا جاءك، وأنت غير مستعد!

متى كنت شابًا وسوس لك العدو بأفكار كهذه: "أنت بعد شاب فمتع نفسك بأطايب الحياة. ومتى شخت فتب! ألم ترى كم من الناس تمتعوا على الأرض ثم تابوا في الشيخوخة فجنوا إلى الخيرات الأرضية الخيرات السماوية أيضًا؟! لماذا تعذب نفسك وتضيق على جسدك، وأنت في هذا السن المبكر!؟ ثمّ أنك إن عذبت فقد يصيبك المرض".

أما أنت، أخي العزيز، فقاوم مثل هذه الأفكار، قل لعدوك: "اصمت! اخرس أيّها العدو! لتمت أفكارك أيها المحارب النفوس! إذا أدركني الموت، وأنا بعد شاب، ولم أصل إلى الشيخوخة لأتوب، فماذا يكون جوابي لدي منبر المسيح!؟ كثيرون من الشباب يموتون باكرًا، وكثيرون من الشيوخ يعمرون طويلاً… لا أحد يعرف ساعة موته, تري، متى أدركني الموت، أسيكون باستطاعتي أن أقول للقاضي: "اصطبر عليّ قليلاً حتى أتوب لأن الموت أدركني في سن الشباب!؟"…

أيّها الحبيب،

أذكر ساعة الموت والدينونة على الدوام! متى انطرحت على الفراش، وأذنت ساعة مفارقتك الحياة على الأرض، ويل لك إذ ذاك!!! سيستبد بك الهلع وتعتريك الرعدة لا سيما إذا لم يكن ضميرك مرتاحًا! إن كانت النفس قد عملت الصالحات وتحملت الأحزان والتعييرات لأجل المسيح، وعملت ما يرضي الله فإنها تخطف بفرح كبير إلى السماوات، يحملها الملائكة القديسون.

أما الخاطيء فويل له! ولو قال للملائكة المسرعين ليأخذوه: "أمهلوني قليلاً حتى أتوب" فلم يسمعوا له. جوابهم له سيكون هكذا: "عندما كان لديك متسع من الوقت لم تتب، أتسعى الآن إلى التوبة!؟ عندما كان المجال مفتوحًا أمام الجميع لم تبادر إلى الجهاد، أفأنت الآن تطمع في الجهاد، وقد أغلق الباب، وانتهى الأوان!؟ ألم تبلغك كلمة الرب: "اسهروا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا تلك الساعة" ساعة الموت!؟…

أيّها الحبيب،

ها قد سمعت! فاجتهد طالما أن لديك بعد وقتًا. احرص أن تحفظ سراج نفسك مضيئًا. لا تكف عن عمل الفضيلة. اثبت في ذلك إلى أن يجيء العريس فيمجدك مستعدًا. إذ ذاك تدخل معه إلى ملكوت السموات في مصاف الذين حفظوا الأمانة. آمين. 

بنعمة الله

أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس

خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما