إلـى أم الرحمــة

                           

 

إلـى الأم ..الضارعـة..الشفيعـة..الحاميـة..والـمحاميـة

إلى أمنا.. باب سماءنا.. وأم الرحمة

ها نحن نأت إليك ..يامـريــم الحزينـة..

اننـا نعلـم إن حـِطمـك لعـظيم كالـبحـر فـمن ذا يـشفيك..

سيف الـوجـع قد غُرس فى فؤادك..وأنتِ ترين الأبناء يطعنون.. يغرسون..يقتلعون..يهربـون..ينكرون..يفرطون ..ويتواكلون. .

أمــاه ..أستحلفك أن تصغـى إلى صراخاتنا وأن تجيـبـيـي نداءنا..

جئنـا إليكِ يـا من ولدتـينيا…

جئنـا إليكِ يـا من حملتينا بين ذراعيكِ الحانيتيـن وقدمتينا إلـى الآب السماوي..

 جئنـا إليـكِ يــا مـن أرضعتـينـا من لبنك..غذاء طفلك الإلهـي..

جئنـا إليـكِ يــا مـن جعلتينـا أخـوة لوليدك الـمختار ….

جئتنا إليكِ يا من غرستِ فينا معنى الإيمان والإتكال على الله وبركة تطبيق شريعـة العلي…

جئنا إليـكِ يــا مـن قدتِ خطواتـنا يوما مـا إلى الحق والطريق والحياة..

جئتنا إليـكِ يا مـن ساعدتينـا إلى أن نعرف معنى إختيارنا للملكوت وعظمة الأبديـة..

جئتنا ليـكِ يــا مـن أرشدتيـنا إلـى باب القوة والرحمة والـمحبـة..

جئنا إليـكِ نحن الأبناء تعابـى..حزانـى…يائسين..مرضى..دموعنا سكيـبة…والأرجل داميـة والقلب كئيب والأثـمال باليـة..

فجئنـا جميعـا إليـكِ بعد أن جف النبع ويبُس القلب وزاد الثقل..

جئنـا إليـكِ بعد أن جذبتنـا الأرض وأعمتنـا الشهوة وزادت سخرية العدو…

جئنـا إليـكِ فنحن لا نعرف أحداً سواكِ..فلم يُسمع أن أحداً إلتجأ إليك ورُد خائبـاً وهـى أيضا خبرة تعاملاتنـا معكِ طوال سنون العهد..

جئنـا إليـكِ يــا أمــاه..ونرددهـا يا أمـاه..ليست فقط بشفاهنا بل بكل دمعة من عيوننـا وكل قطرة سالت من دماءنـا وبكل آهـة صرخهـا قلبنـا..

كَـمْ هـو عذب النطق بإسمك حتى ولو كنـا أشر الأبنـاء..

جئنـا إليـكِ مـن كل الـمراعى القاحلة..والصحارى القاتلة..

جئنـا إليكِ بعد أن هُدمت السياج وأصبح الكرم مدوساً من خنزير الغاب ووحش البـر..

جئنـا إليـكِ نحـن الأبنـاء..فهل تسمحيـن؟..

هـل ستمسحي الدمع وترحـمي الأبنـاء كـما عودتينـا؟

نحن خجلى من الإقتراب منكِ أو من إبنك يسوع..فالصورة ليست صورة أبناء أو حتى إخوة..حمأة الخطيئة قد شوهتها..وملابس العُرس لا تليق..

الأجاجيـن فارغـة ..وعُرسنـا تحول إلـى مناحـة .والعريس والعروس قد فارقوننـا

بدونك نجهل الكلام..بدونك نضل الطريق..وبدونك نقف صامتين عاجزين…

فـمن يعرف الأبنـاء إلا أم تحمي وتحامـي وتصون وتتشفع ..تبارك وتطلب البركـة..

أم تعرف إحتياج الأبنـاء..ولا تسهـر إلا لسعادة الأبنـاء.

ولـم يُعرف بعد أن أمـاً قد تلذذت بعذاب الأبنـاء…أو حرمتـهم من حنانها..

أو من رحـمـة السـمـاء..

نحن بشر نعيش على أرض البشر…كيف نرتـفـع والجسم ثـقـيل؟!..

كيف نرتـفـع والأرض تجذب؟!..

كيف نرتـفـع والثقل على الكاهـل شديد؟!..

لا..لا.. نحن لا نسوق الحجج والأعذار او نبحث بماذا نُجيبكِ لكي نتبرر

لقد خطئنا يا أمـاه للسماء وإليكِ ولا نستحق أن نُدعى أبناء

ولكن عرفناكِ أمـاً..أم تجمع ولا تـفرق..أم تفتح الباب..أم قلبها يـنبض ويجذب من بـعيد..أم تشيـر والإبن يـنـفذ..أم تـرى ولكنها لا ترى بالعين..بل ترى بقلب الأم..أم تحيا حياة الأبناء..أم تعرف من هــم الأبناء..أم تــأتــى إلـى الأبناء..

يا أماه أبناءكِ فـى مـحنة..فى شدة..

أولادكِ يصرخون .إخلعي عنا الثوب القديم وألبسينا مجداً..ألبسينا نــوراً..ألبسينا فكراً صالحـاً..ألبسينا قـلبا حـيـاً..ألبسينا وزنـا فـى عقولنا ..ألبسينا تفكيـراً سليما.. ألبسينا فضائلكِ..ألبسينا حبك..وأسكبِي علينا مواهب الروح القدس..

يا أمنا.. أيتها الشفيعة تشفعي لكي يحررنا إبنك من الثقل الذى على كاهلنا،تلك الظروف

القاسية التى نعيشها وتلك الجبال التى على صدورنا،فهو وحده القادر أن يحطمها…لا بل

يلاشيها ويُـفـنيها ويحرقها بالنار..

سامحينـا يا أمـاه..

حبكِ هو الحقيقـة التـى لا يـمكن أن ننساهـا أو حتـى يـمكن أن تُقبـر داخل الصخور.. ولكن واآسفاه كيف للأبنـاء أن يجدوا النبع..أو حتى  القوة لـملئ الأجاجين وهم بلا أم تقود وترشد وتصون وتُعضد؟ ..

فها نحن نصرخ ونتوسل إليك يا حنونـة فهـل تقبلينـنـا مرة أخرى وتغفرى لـنا؟

هـل ترحمى،وترأفـى وتضمنـينـا إلـى صدرك كعادتك معنـا ؟.

ألا يـكفـي يا أمنـا عذاب الحرمـان ومرارة الـكأس الفارغة وشقاء الإحساس ببعدك؟..بـُعدك عنـا هـو الـجحيم، وصمتك هـو صدى للهاوية..

فياليت لنـا فـى عيونـنـا بـينابيع دموع تكفي الغفران..

وحـدنـا لا نستطيع أن نصنع شيئا،سيقوى علينـا الوحش والتنين والنبي وأصحاب الوسم، ولكن بكِ وحدكِ سيكون الإنتـصار…

فأجيـبي نداء .. آهـة ..صرخـة من كنت يومـا تدعيـهم بالإبـناء

عواطف روحية نحو القديسة مريم العذراء 

(يُرددها الجميع كلمة كلمة):

– يا مصدر سعادتنا وتعزّياتنا، دعينا نردّد لك ألف مرّة إننا نحبك ونريد أن نحبّك دائماً

– يا شفيعتنا القديرة، كوني بالقرب منّا فى الساعة الشاقّة من حياتنا وفى كل مصاعبنا

– يا مريم القديسة المحبوبة الوديعة والطاهرة قودينا الى قرب المذبح حيث يسوع موجود

– ليكن آخر فعل من حياتنا فعل محبّة ليسوع ومريم

– ما أسعدنا يا مريم العذراء ان نشعر بنفوسنا انها مؤثرة متخّشعة بذكرك ومحبتك.

– يا مريم العذراء اننا نحبّك لأنكِ أمّنا ولأنكِ تحبينا دائماً، رغم نسياننا وجحودنا لجميلك.

يا أبانا نشكرك لأنك إستجبت لنا وفى كل حين تستجيب لنا..

لـك الشكر.. لـك  الـمجد يا قدير..

يا أمنـا الرحيمة نعدك من الآن فصاعدا أن نكون لك مـخلصين

 ولإبنك مـحبين ..وللــه شاكرين..

يــا أمنا تشفــعي لنا.. يا أمنا إرحمينا..

يا أمنا نعدك ونعد ابنك أن نكون أخوة متضامنين.. متحابين.. شاكرين دائما وفى كل حين..بسم الأب والإبن والروح القدس آميـــن.

                        ++++++++++++++++++++++++++++

الشماس نبيل حليم يعقوب

كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بلوس انجلوس –مايو 2011