أزمة الغرب هي أزمة ضمير، بحسب بندكتس السادس عشر

 

روما، الاثنين 6 يونيو 2011 (Zenit.org)

إن لم يُعتبر الضمير كمكان إصغاء للحقيقة والخير، وإن تم اختزاله في مجال الذاتية "حيث تتم تنحية الدين والأخلاق"، لن يتخطى الغرب الأزمة.

هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر عصر السبت في كلمته إلى الممثلين عن الجماعات الدينية في كرواتيا، والمؤسسات السياسية والعلمية والثقافية، والقطاعات الفنية والاقتصادية والرياضية في إطار رحلته الرسولية إلى البلاد التي تستمر يومين. وقد حصل اللقاء في المسرح الوطني الكرواتي.

شدد البابا قائلاً: "إن تم اختزال الضمير، بحسب الفكر الحديث المهيمن، في مجال الذاتية حيث تتم تنحية الدين والأخلاق، فإن أزمة الغرب لن تعالج وأوروبا سائرة إلى التراجع".

وأضاف: "وعلى العكس، إن أعيد اكتشاف الضمير كمكان إصغاء للحقيقة والخير، مكان مسؤولية أمام الله والإخوة في البشرية – القوة في وجه كل طغيان –، عندها يظهر رجاء للمستقبل".

وقال البابا: "إن نوعية الحياة الاجتماعية والمدنية، نوعية الديمقراطية، متعلقتان بشكل هام بهذا العنصر "الخطير" المتمثل بالضمير، بالطريقة التي يُفهم بها وبكل ما يتم توظيفه في سبيل تنشئته".

كذلك، أوضح بندكتس السادس عشر: "في تنشئة الضمائر، تقدم الكنيسة للمجتمع إسهامها الأكثر ذاتية وأهمية".

"إنه إسهام يبدأ في العائلة ويلقى تعزيزاً مهماً في الرعية"، بحسب البابا.

"إن منطق المجانية المكتسب في الطفولة والمراهقة يعاش لاحقاً في كافة المجالات، في الألعاب وفي الرياضة، في العلاقات بين الأفراد، في الفن، في خدمة الفقراء والمتألمين الطوعية"، حسبما شدد بندكتس السادس عشر.

وتابع قائلاً: "ما أن تم استيعابه، حتى يمكن استخدامه في مجالات السياسة والاقتصاد الأكثر تعقيداً".

واعتبر البابا أن العلمانيين "مدعوون إلى استخدام تنشئتهم بسخاء، بإرشاد مبادئ العقيدة الاجتماعية للكنيسة، من أجل علمنة حقيقية، من أجل العدالة الاجتماعية، من أجل الدفاع عن الحياة والعائلة، من أجل الحرية الدينية وحرية التربية".