صلاة لتقديس الوقت

يا رب . .

أشكرك من أجل الوقت . . لأنه نعمة من عندك . . به أقدَس ذاتي وبه أيضاً أقدَس الآخرين بخدمتي وعملي .

لقد قدستَه أنت عندما جئت على أرضنا وعملتَ بيديْك مثلنا في الناصرة على يد القديس يوسف البتول . . كنتض تصلَي من أجلنا وتعلّمنا وتطوف في بلاد فلسطين تصنع خيراً . . . وعندما تركتَ هذا العالم ومضيت إلى الآب ، جعلت من الوقت علامة وأداة لحضورك الدائم الأبدي معنا حتى مجيئك الثاني حيث ينتهي الوقت والزمن وندخل في الأبدية النورانية! علّمنا كيف نقدّسه ، دون أن يستعبدنا . .  فيُبعدنا عنَك وعن إخوتنا . .   وأيضاً دون أن نهمله ، فيستولى علينا الكسل والخمول والملل . إجعلنا أسياداً مثلك عند استخدامه . . لا عبيداً له .

يا رب . .

رأيتُ حولي الناس يُسرعون ويَتصارعون بلهفة وجنون حتى لا يضيع منهم الوقت وليربحوا الوقت . إنهم عبيد الوقت! ليس لديهم الوقت لوقفه مع أنفسهم . . للتفكير والقرأة . . للصلاة والخلوة والراحة! ليس ليس لديهم الوقت ليقابلوا أى إنسان . . حتى الصديق . لقد صاروا عبيداً ربما للمال . . أو الشهوة أو المصلحة أو اللهو والضياع…

يا رب . .

هكذا يجري الناس وراء الوقت . . مُستعجلين ، منهمكين ، مضطربين ، ضائعين . أما أنت ، فانك خارج الوقت ، سيد الوقت! إنك تبتسم عندما ترانا نتخبطّ مع الوقت . . لأنك عالم بما تفعل . إنك تعطي لكل واحد الوقت اللازم ليعمل ما يجب عمله . لذلك علّمني ، يا رب ، أن أملأ الوقت كله بهدوء وسلام . . دون اضطراب واستعجال . . دون كسل وتهاون ولكن بحكمة وإتقان . . وأقدّمه لك حتى تجعل منه خمراً لذيذاً سخياً يُفرح القلوب كما فعلتَ في عرس قانا الجليل . . وبه أمجدك وأسبحك على الدوام!

الأب / يوسف المصري