خير وسلام !

 

فرنسيس الأسيزي هو ذللك الإنسان الكوني ، الذي دلنا على طريق الله : طريق العدل والمصالحة والسلام. وهذا هو معني شعاره وتحيته المألوفة "خير وسلام" التي يرددها الرهبان الفرنسيسكان ومحبى مار فرنسيس. إنها عبارة تحمل في طياتها كل ما يتمناه الإنسان فى هذه الدنيا: القوة والحب والحنان، والرحمة والسعادة.

فرنسيس يؤمن بقوة إشعاع تلك القلوب العامرة بالحب والتي امتلأت بالسلام الداخلي والتي تعتبر السكوت على الشر والظلم والبؤس، عاراً وكارثة للإنسانية.. وتحارب بكل شجاعة من أجل تحقيق العدل والسلام في كل مكان، بكل الإمكانات الإنسانية والروحية.

يفرح فرنسيس بأولئك الناس الذين يسعون بكل وسائل حضارة الحب إلى الإنتصار على العنف والإرهاب . . على الظلم والجهل والفقر . . يريد فرنسيس أن نحارب معهم من أجل السلام، ولكن هذا السلام لا يأني إلا من الله، مالك السلام، يأتي بقبولنا سلامه الحقيقي في قلوبنا بالتجدد والتوبة والجهاد الروحي، الذي يقودنا إلى السلام الداخلي مصدر السلام الخارجي .

ولا يمكن أن نصل إلى هذا السلام الباطني، إلا بنزع سلاح الحقد والكراهية، والتحلي بروح الإخاء والغفران والوداعة والحوار، كما علمنا السيد المسيح.

عزيزي ، إن المسيح وهب لنا سلامه الحقيقي عندما قال: "سلامي أعطيكم". لا نستطيع أن نصف هذا السلام ولا أن نصل إليه إلا به تعالى فقد قال: "لست أعطيه كما يعطيه العالم".

" يا مالك السلام أعطنا سلامك وثبت لنا سلامك لأن لك القوة والمجد والنسبيح إلى الأبد " .

الأب / يوسف المصري