ذكريات راهــــب

 

خاص بالموقع 20 سبتمبر 2011

بهذه السطور أود أن أشارك إخوتي الرهبان الفرنسيسكان بمصر خاصة رهبان الجيزة، في فرحهم وسعادتهم، بمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيس المعهد الإكليريكي الفرنسيسكاني الشرقي بالجيزة – العمرانية . . حيث أتممت مسيرة دعوتي الرهبانية والكهنوتية بدراسة علوم الفلسفة واللأهوت وتكوني الرهباني على يد رهبان إيطاليين وغيرهم من أستاذة في العلم والدين لإجيال من الرهبان الفرنسيسكان في بلادنا .

وهذا عرفاناً مني لهم بالجميل ومساهمة في تنمية الدعوات .

سأذكر في هذه الصفحات ذكرياتي كطالب وكرئيس لهذا المعهد المُنير الذي أخرج رهباناً وكهنة الكنيسة بالتعاون الوثيق مع كلية العلوم الإنسانية والفلسفة واللأهوت بالمعادي ، وأيضاً بمعهد الدراسات بالسكاكيني للأقباط الكاثوليك بالقاهرة والذين يعملون الآن فى حقل الرب . . جنباً إلى جنب – مع كهنة الإيبارشيات المختلفة في أنحاء بلادنا .

 

ذكرياتي كطالب في المعهد

        قضيت في هذا المعهد فترة 8 سنوات لتكويني علمياً ورهبانياً ، بقيادة نخبة ممتازة من الرهبان الفرنسيسكان الإيطاليين من إقليم توسكانا بلإيطاليا والمشهود لهم بغزارة العلم والثقافة والخبرة والكفاءة والقداسة (عام 1944-1952) . أذكر منهم أولاً المتنيح الأب Ambrogio Ridolfi  الرئيس العام للرهبان الفرنسيسكان بمصر في ذلك الوقت ومؤسس المعهد وأول رئيس له .

تحية وفاء وتقدير لهذا الراهب البطل العملاق رغم جسمة النحيل والمؤسس اللامع والمُلهم . . تحية إكبار واحترام لعزيمته الفولاذية وصموده الجبار أمام الصعاب الكثيرة التي واجهها .. حتى يحقق أمنيته الحارة ألا وهى : تأسيس رهبنة فرنسيسكانية مصرية لخدمة الكنيسة والوطن المصري . .  وذلك في منطقة العمرانية النائية والقاحلة في ذلك الوقت . .

بدءاً وانطلاقاً من هذا المعهد مٍلك الهيئة الإيطالية الخيرية A.N.M.I. لمساعدة المرسلين الإيطاليين . .  وبالتنسيق مع الإكليريكي الصغرى (الكلية الساروفية) بأسيوط التي أسّسها المتنيح الأب Mariano Libri  من إقليم توسكانا بإيطاليا والتي تخّرج منها كثير من الرهبان الحاليين ، منهم المتنيح الأنبا يوحنا نوير والأنبا مرقس حكيم الموجود حالياً في معهد الجيزة وسط إخوته الرهبان الذين يكنوّن له كل حب وتقدير . .

إنه حقاً الشاهد الصامت والحكيم لما حققه المؤسس الأب Ridolfi مع إخوته الرهبان من إقليم توسكانا ليكون طريقاً للأجيال القادمة في النمو والإزدهار الرهباني في خطى فرنسيس الأسيزي . وهذا ما تتمناه وتسعى إليه أسرة الدير ، حالياً ، مع الأخوة الموجودين في مصر وفي الخارج ، مع مراعاة متطلبات العصر وتحدياته ..

عّلمنا الأب Ridolfi كيف نصلّي . . كيف نجتهد في الدراسة وفي الروحنيات .. كيف نكون صامدين في الدعوة .

 

بقلم الأب يوسف المصري