الكنيسة الأرثوذكسية تعلن قداسة أكثر من 1500 شهيد

قُتلوا في ظل النظام الشيوعي

 

 

بقلم أنطونيو غاسباري

روما، الخميس 17 نوفمبر 2011 (ZENIT.org). – "إن الشهداء الذين يزيد عددهم على 1500 والذين رُفعوا على مذابح الكنيسة الأرثوذكسية يشكلون مجموعة صغيرة من القديسين الأرثوذكس الذين سمحوا للكنيسة أن تنتصر روحيًا في خضم الاضطهاد الشيوعي الذي لم يكن له سابق من حيث الشراسة والتدنيس".

هذا ما صرح به غيورغي ميتروفانوف، أستاذ التاريخ في أكاديميا بطرسبرغ اللاهوتية الأرثوذكسية، في مداخلته في مؤتمر مؤسسة "روسيا المسيحية" والذي كان عنوانه: "أزمة الإنسانية والتوق إلى السعادة. ماذا تستطيع الكنيسة أن تقول اليوم؟".

وشرح الأستاذ في المؤتمر الذي عقد مؤخرًا في مدينة ميلانو الإيطالية أن الحكم الشيوعي أراد خنق الوجود المسيحي بين عامي 1918 و 1921. والمؤسف أنه لا توجد شهادات مكتوبة عن هذه الاضطهادات لأنها كانت تتم دون إمكانية فتح ملفات تحقيق بشأنها كونها كانت منظمة من قبل النظام الديكتاتوري التوتاليتاري. الشهادات الوحيدة المكتوبة هي مذكرات الاعتقال الكثيرة والحكم بالإعدام بالرصاص.

وقد زاد هذا العمل القمعي الشرس بشكل تصاعدي بين عامي 1922 و1941، وتملك الكنيسة الأرثوذكسية في هذا المجال كمًا كبيرًا من المراجع المكتوبة التي تستطيع أن تبين الأطر التي مات فيها آلاف المؤمنين من إكليروس وعلمانيين. والسبب في ذلك يعود إلى أن السلطات بدأت بتسجيل وقائع كل عملية من انطلاقها وحتى نهايتها.

ولفت ميتروفانوف أنه إذا ما قارنا الاضطهادات الروسية باضطهادات المسيحيين الأولين، لوجدنا أن ممارسات الحكم السوفياتي كانت أكثر شراسة ووحشية وأكثر انتشارًا.

هذا وأشار إلى أن موضوع بطولة هؤلاء الشهداء لم تكن تحديدًا عدم إنكار يسوع المسيح أو عدم التجديف، بل كانت عدم الرضوخ للتعذيب والتنكيل الذي كان يريد أن يرغم هؤلاء المسيحيين على الوشاية بأبرياء آخرين.

وعليه، فقط اعتمدت اللجنة السينودسية هذه المعايير لتقييم ملفات الشهداء.