الحديث عن الرجاء يعني الكلام عن المستقبل، وبالتالي عن الله!

بندكتس السادس عشر يتحدث إلى سياسيي بنين

 

 

بقلم روبير شعيب

كوتونو، الأحد 20 نوفمبر 2011 (ZENIT.org).

 يجب على رجال السياسة أن يتحلوا بالشجاعة في اختيار مقاربة أخلاقية لمسؤولياتهم، وإذا كانوا مؤمنين أن يعتمدوا على الله لكي يهبهم الحكمة في التدبير.

هذا ما قاله بندكتس السادس عشر في معرض لقائه بوزراء حكومة بنين وممثلي المؤسسات والأديان الموجودة في الدولة، وذلك في معرض زيارته إلى بنين التي امتدت من نهار الجمعة 18 نوفمبر وحتى اليوم 20 نوفمبر 2011.

"لطالما واكبت كلمة إفريقيا بكلمة الرجاء" مشيرًا إلى زيارته إلى لواندا منذ سنتين "وهذه الكلمة ترد مرات كثيرة في الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس ’موهبة إفريقيا‘".

الحديث عن إفريقيا كقارة الرجاء ليس بالنسبة للبابا مجرد ديباجة بل هو "قناعة شخصية، هي أيضًا قناعة كل الكنيسة"، ولذا رفض البابا الأحكام المسبقة السلبية التي ترافق فهم الواقع الإفريقي.

ثم تعمق في شرح معنى كلمة الرجاء فقال: "الحديث عن الرجاء يعني الكلام عن المستقبل، وبالتالي عن الله!".

ومن بين الأمثلة التي تدفع إلى الرجاء في الواقع الإفريقي تحدث البابا عن الحياة السياسية-الاجتماعية والحياة الاقتصادية في القارة، وأيضًا عن الحوار بين الأديان.

كما وأشار إلى توق الشعوب إلى الحرية والذي تجسد بشكل قوي وفعال في شمال إفريقيا. وفي هذا الإطار قال البابا: "الشخص البشري يتوق بطبعه إلى الحرية؛ يريد أن يعيش بكرامة؛ يريد مدارس صالحة وتغذية ملائمة للأطفال، يريد مستشفيات كريمة للعناية بالمرضى؛ يريد أن ينال الاحترام الواجب".

وتابع قائلاً: "إن كل شعب يريد أن يعرف الخيارات السياسية التي تتم باسمه… ولذا نحن بصدد مطالبة مشروعة بالحقوق وهي تتعلق بكل الأمم، من أجل كرامة أكبر، وخصوصًا من أجل إنسانية أكبر. يريد الإنسان أن تُحترم إنسانيته وأن يتم تعزيزها"، ولذا "يرتب على عاتق المسؤولين السياسيين والاقتصاديين مسؤولية لا يحق لهم أن يهملوها".

من هذا المنطلق وجه البابا بندكتس السادس عشر نداءً إلى جميع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في إفريقيا والعالم داعيًا إلى أن "يتحلوا بالشجاعة في اختيار مقاربة أخلاقية لمسؤولياتهم".

وتابع: "إذا كنتم مؤمنين، فاطلبوا إلى الله أن يهبكم الحكمة لفهم دوركم كمعززين لمستقبل شعوبكم، وكخدام حقيقيين للرجاء".