كتاب ميلاد يسوع المسيح

كتاب حب  ورجاء للشعوب كافةً

20 ديسمبر 2011

من انجيل القديس متى 1/1-17

     كِتَابُ ميلادِ يَسُوعَ الـمَسِيح، إِبنِ دَاوُد، إِبْنِ إبْرَاهِيم: ِبْرَاهِيمُ وَلَدَ إِسْحـق، إِسْحـقُ وَلَدَ يَعْقُوب، يَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وإِخْوَتَهُ، يَهُوذَا وَلَدَ فَارَصَ وزَارَحَ مِنْ تَامَار، فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُون، حَصْرُونُ وَلَدَ آرَام، آرَامُ وَلَدَ عَمِينَادَاب، عَمِينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُون، نَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُون، سَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ مِنْ رَاحَاب، بُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ مِنْ رَاعُوت، عُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، َيسَّى وَلَدَ دَاوُدَ الـمَلِك.  دَاوُدُ وَلَدَ سُلَيْمَانَ مِنِ امْرَأَةِ أُوْرِيَّا، سُلَيْمَانُ وَلَدَ رَحَبْعَام، رَحَبْعَامُ وَلَدَ أَبِيَّا، أَبِيَّا وَلَدَ آسَا، آسَا وَلَدَ يُوشَافَاط، يُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَام، يُورَامُ وَلَدَ عُوزِيَّا، عُوزِيَّا وَلَدَ يُوتَام، يُوتَامُ وَلَدَ آحَاز، آحَازُ وَلَدَ حِزْقِيَّا، حِزْقِيَّا وَلَدَ مَنَسَّى، مَنَسَّى وَلَدَ آمُون، آمُونُ وَلَدَ يُوشِيَّا، يُوشِيَّا وَلَدَ يُوكَنِيَّا وإِخْوَتَهُ، وكانَ السَّبْيُ إِلى بَابِل. بَعْدَ السَّبْيِ إِلى بَابِل، يُوكَنِيَّا وَلَدَ شَأَلْتِيئيل، شأَلْتِيئيلُ وَلَدَ زُرُبَّابِل، زُرُبَّابِلُ وَلَدَ أَبِيهُود، أَبيهُودُ وَلَدَ إِليَاقِيم، إِليَاقِيمُ وَلَدَ عَازُور، عَازُورُ وَلَدَ صَادُوق، صَادُوقُ وَلَدَ آخِيم، آخِيمُ وَلَدَ إِلِيهُود، إِلِيهُودُ وَلَدَ إِلِيعَازَر، إِلِيعَازَرُ وَلَدَ مَتَّان، مَتَّانُ وَلَدَ يَعْقُوب،َيعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَم، الَّتي مِنْهَا وُلِدَ يَسُوع، وهُوَ الَّذي يُدْعَى الـمَسِيح. فَجَميعُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهيمَ إِلى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ دَاوُدَ إِلى سَبْيِ بَابِلَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً، ومِنْ سَبْيِ بَابِلَ إِلى الـمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. 

 

 مقدمة :

الإنجيل المقدس البشرى السارة بميلاد يسوع المسيح الرب الفادي والمخلص المتجسد في حشا مريم البتول هوكلمة الله بين أيدينا ، ليس فقط كتاب نقرأهُ كأي كتابٍ أخر نتلوه أو نتطلع فيه على أمرٍ ما إنما هو كتاب للحياة لذا قال المسيح " اما كلامي فهو روح وحياة"  كلمة الله تؤكل وتغذي النفس والجسد " وجت كلامك كشهد العسل في جوفي فأكلته" كملة الله تنير لنا الطريق " كلمتك مصباحٍ لخطاى ونورٍ لسبيلي". وهذا النص الملييء بالاسماء تضعه لنا الكنيسة حتى نلمس منه هذا الحب وهذا الرجاء لحياة مَن قدم ذاته لأجلنا. كثيرون منا لا يعطون أي اهتمام لهذه النص ويتركون ويتعثرون منه لأنه مليء باسماء وأسماء ولذا يرون أنه من الافضل عدم التركيز في قراءاته.  ولكن الكنيسة والليتورجيا وضعا لنا هذا النص بهدف التهيئة الجيدة والاستعداد الحسن كإشارة إلى عيد التجسد الإلهيّ فيه نخلص ألى انتساب يسوع المسيح ابن الله الى العائلة البشرية بتجسده من مريم البتول بقوة الروح القدس وإنتسابة الى السلالة الملكية سلالة داوود الملك والى ابراهيم ابو الاباء كي يتحقق الوعد الملوكي لداوود والوعد الكهنوتي لإبراهيم . لذا قال متى الرسول كتاب ميلاد يسوع إبن داوود ،إبن ابراهيم. وهنا يكون القديس متى قد أعطى لقب المسيح ليسوع كي يؤكد لنا أنه هو المسيا المنتظر وكما انه قرر في انجيله لقب ابن داوود تسع مرات إشارةً منه الى ميراث ممملكة داوود الواضح في تسلسل النسب الذي منه تظهر وظيفة المسيح كملك ومخلص لأنه ممسوح ملكاً لعمل الخلاص. وعن التأكيد بأنه ابن ابراهيم" النسل الموعود وبه تتبارك جميع قبائل (أمم)الارض "تك22/18 وهكذا ينتهي متى انجيله بالقول "إذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعلموهم وعمدوهم بسم الاب والابن والروح القدس "مت28/19.كما أنه وفي الجهة المقابلة يؤكد لنا بولس الرسول في رسالته الى اهل رومية ان يسوع هو ابن الله بالقدرة الالهية، وابن الانسان بالطبيعة البشرية. ويستنتج ان لقاء الطبيعتين الالهية والبشرية في شخصه الواحد دعوة لجميع الناس الى القداسة، التي هي اتحاد الانسان بالله، بنعمة يسوع المسيح. فاصبحنا كلنا، حسب كلام بولس: " أحباء الله المدعوين ليكونوا قديسين" ( رومية 1: 6-7).

 

سؤالنا هنا: هل هناك حاجة فعليّة لقراءة كلّ هذه الأســـماء؟

ما هي الغاية من هذه القراءة التي يتوقف فيها متى عند بعض الأسماء؟

 

وورد في هذا السجّل أشخاص لعبوا دوراً بارزاً في مسيرة الله  الخلاصية  وأسماء حملت في حياتها الضعف البشريّ أي  الخطيئة وبالنهاية نقول أنه سجل اسماء لإشخاص مؤمنين" أبرار" واشخاص غير مؤمنين "خطأة"ولكن بالرغم من الخطيئة الكامنه في واقعنا البشري تبقى حقيقة ونعمة الله نعمة الخلاص حاضرة دائماً وابداً تطهرنا من كل خطيئة وتمنحنا القوة لضعفنا البشري .

 

هذه الأسئلة تجعلنا نشعر وندرك  ثلاثة أمور :

 

الأمر الأول : هو أنّ إرادة الله الخلاصية لا تقف عند حدود الضعف البشريّ، فالله يعرف ضعفنا وإننا نحن جبلته وعمل يديه ولكن "ونحن بعد خطأة أحبنا". وعندما نقترب منه مقرين بضعفنا يقول لنا "إذهب بسلام ولا تعد تخطيء " ويعود ويذكرنا في سفر الرؤيا أن الواقف فليحذر أن يسقط" وهذا معناه أن عندما نتتطهر من خطيئتنا زنعود الى الخطيئة مرة اخرى فهو لا يرفضنا ولا يتركنا بل يبقى منتظرنا فاتح زراعيه لضمنا إليه. وكل واحد في طابعه البشري يحمل في ذاته طابع القوة،النعمة، الخير، الجمال، المودة، والمحبة،السلام ……الخ (اي الطابع الالهي) وطابع الضعف، الخطيئة، الشر، البشاعة، البغض، الكراهية والعداوة أي (الطابع البشري) ولكنه هو وحده يبقى اميناً علينا في طابعنا ويشرق بشمسه على الابرار والاشرار.

الأمر الثاني هو أنّ خلاصنا لم نحصل عليه نتيجة لإ أعمال بر قمنا بها بل بفضل موهبته المجانية وبمقتضى رحمته المليء  من الحبّ الإلهيّ. تاريخنا البشرى ما هو إلا تاريخ انتظار لإستقبال هذه الموهبة نعمة الخلاص والفداء " لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل مَن يؤمن به".

الأمر الثالث : هو أن نتأمّل في عظمة الحبّ الإلهيّ الذي غلب العالم دون أن يأسر أو يكسر الحريّة البشريّة. فيسوع رب التاريخ وسيد الكون قال بأعلى صوت " ثقوا لقد غلبت العالم". فهو حمل الآمنا واوجاعنا وآهاتنا وأفاض فينا نعمة روحه القدوس لمغفرة الخطايا والذنوب  بالتوبة الصادقة والحقيقية وبالعودة اليه شاكرين له محبته وعطفه وحنانه كما عاد الابرص ممجداً إياه .

ختاماً :

في هذا النص نكتشف رحمة الله الامتناهية  لأشخاصٍ كانوا امام الناس مثالاً للخطيئة والانكسار أما يسوع جاء لينزع عنهم هذا العار لأنه هو غافر للخطأة وللمذنبين والمذنبات جاء حتى يرد إليه النسوة اللواتي وجدن رفض من المجتمع لدرجة أنه حُكم عليه من ارباب الشريعة بأنه "مُحب للعشارين والخطأة" .فمن خلال اسماء النسوة ( ثامار- راحاب – بتشبع ) المرفوضات الموسمات بالخطيئة من جهة ومن جهة اخرى لم يكنَّ من اليهود بل من الامم إشارةً على أن يسوع جاء ليجمع اليهود والامم معاً.وإشارةً على أنه جاء لا ليدعوا ابرار الى التوبة بل خطأة. ومقابل هذا ايضاً نجد في سلسلة النسب نساءٍ قديسات ( سارة زوجة ابراهيم – ورفقة زوجة اسحق ابن الوعد – وليئة وراحيل زوجة يعقوب- وراعوث الموآبية زوجة بوعز) فهكذا كان خلاص الله خلاص شامل كل البشر فهو الله الطويل الروح والكثير التحنن غافر الذنوب والخطايا وكما يقول داوود النبي تأديباً أدبني الرب والى الموت لم يسلمني  هذه هي طبيعة الله المحبّة  لكل الأمم .

صلاة :

نبتهل إليك أيهّا المسيح الهنا رجاءنا ومصدر ثقتنا محط أنظارنا وآمالنا نرفع اليك عيوننا وقلوبنا وأيدينا شاكرينك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال  لأنك اهلتنا أن نقف امامك ونخدمك . نطلب منك أن تؤهلنا لميلادك العجيب في حياتنا  وأن ترعانا أيها الراعي الصالح  وتنير لنا دربنا وطريقنا أيهّا النور الحقيقي الذي ينير العالم . حقق فينا أيّها القدوس الصالح والمحب البشر كل مقاصدك الخلاصية ومواعيدك الملوكية والكهنوتية .وقدس نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا وقوّم عقولنا وأفكارنا وأنزع منا كل خطيئة وشهوة رديئةٍ وثبت فينا سلامك وامانك وأربطنا برباط الصلح الكامل وأنمي في داخلنا حياة المحبة والعدالة والحقيقة لينمو فينا كل برّ وكل صلاح لمجد إسمك القدوس ياربنا وإلهنّا.

الأب انطونيوس مقار ابراهيم- راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان