اليقين التاريخي لميلاد السيّد المسيح في بيت لحم

 

الأب د. بيتر مدروس – القدس

عدا الآيات التي وردت في الكتاب المقدّس عن ميلاد السيّد المسيح في بيت لحم. هنالك اليقين التاريخي والآثاري أي الارخيولوجي الذي يؤكّد ميلاده في بيت لحم:

 

أوّلاً: القدّيس والفيلسوف يوستينوس النابلسي (من مواليد نابلس عام 90 واستشهد عام 165 للحساب الميلادي) يشهد أنّ المسيح وُلِد في مغارة في بيت لحم. في حوار مع "تريفون" اليهوديّ كتب يوستينوس: "المسيح المذكور عندكم في التوراة وُلِد في بيت لحم في مغارة..".

 

ثانياً: العالم أوريجانوس في القرن الثاني للميلاد يذكر عن المغارة والمذود في بيت لحم. وهو عالم في الكتاب المقدّس من الإسكندرية وقد أسّس مدرسة للكتاب المقدّس في قيصرية البحر.

 

ثالثاً: الإمبراطور الروماني الوثني "هدريانوس" خصوصاً لأنّ هذا الإمبراطور في القسم الأوّل من القرن الميلادي الثاني، أراد أن يمحو كلّ ذكرى لميلاد السيّد المسيح، إذ أمر ببناء حرش فوق مكان المهد، وكان الحرش لإكرام أدونيس محبوب فينوس (التي تُقابلها اليونانيّة "أفروديتيس").

 

رابعاً: ومهما نشبت بين المسيحيين واليهود -في القرون السابقة واللاحقة- من مشاحنات في شأن السيّد المسيح ابن مريم العذراء، إلاّ أنّ أحداً من العالم العبري ما تجرّأ أن ينقض قول المسيحيين عن مولده في بيت لحم. والتلمود نفسه (الذي لا يُفوّت فرصة للتشنيع بالمسيح –معاذ الله- والمسيحيّة) ما قدر أن يُناقض اليقين المسيحيّ التاريخيّ بمولد السيّد المسيح في بيت لحم مدينة داوود.

 

وكتب القدّيس هييرونيموس (المتوفّى سنة 420م) في كتاباته: "كان الوثنيّون يأتون إلى هذا الحرش ويندبون أدونيس حبيب فينوس، فوق الموضع الذي سُمِعَت منه أوّل صرخات الطفل يسوع، تجسُّد الكلمة من أجل خلاصنا".

 

والقديس هيرونيموس هو أحد كبار آباء الكنيسة ومن الشخصيات الفذّة العبقرية، والمشهور بنقله كلمة الله إلى اللاتينيّة في ما يسمّى بـ"الترجمة الشائعة" أي "الفولغاتا". قدم إلى فلسطين لاستكمال دراساته للكتاب المقدّس. واستقرّ في بيت لحم، تحت مغارة المهد السيّديّ المجيد. علّم أطفال بيت لحم كلاّ من اليونانيّة واللاتينيّة. كتب تفسيرات علميّة وإيمانيّة للكتب المقدّسة. وكاد يُصاب بالعمى لكثرة دراساته تحت أضواء خافتة. وتوفّي في بيت لحم سنة 420م، ودُفن فيها بعد أن أمضى أكثر من اثنين وثلاثين عاماً تحت مغارة الميلاد. ومترجم الكتاب المقدس إلى اللاتينية. وُلد لأسرة مسيحية ثرية في بلدة ستريدون Stridon الواقعة في مقاطعة دَلماتيا Dalmatia المطلة على البحر الأدرياتيكي. تلقى تعليمه في روما على يد دوناتوس A.Donatus مؤلف أشهر كتاب في قواعد اللغة اللاتينية، فدرس اللغة والبلاغة والفلسفة، وتدرب على أساليب أشهر الخطباء والأدباء الرومان. وبعد انتهاء دراساته وتعميده توجه إلى مدينة ترير Trier الألمانية، وهناك اختار حياة الرهبنة، وانضم إلى جماعة من الإخوان الزهّاد في أكويلَيا Aquileia ثم غادرها مع بعض أصدقائه في رحلة حج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين. وبعد ذلك قصد مدينة أنطاكية Antiocheia عاصمة سورية آنذاك، وبدأ بتعلم اللغة الإغريقية، ثم التحق بدير في مدينة خلكيس Chalkeis (قنسرين الحالية جنوبي حلب) وبقي فيه ثلاث سنوات، ثم غادر الدير ليعيش عيشة الرهبان في صومعة على أطراف الصحراءومترجم الكتاب المقدس إلى اللاتينية. وُلد لأسرة مسيحية ثرية في بلدة ستريدون Stridon الواقعة في مقاطعة دَلماتيا Dalmatia المطلة على البحر الأدرياتيكي. تلقى تعليمه في روما على يد دوناتوس A.Donatus مؤلف أشهر كتاب في قواعد اللغة اللاتينية، فدرس اللغة والبلاغة والفلسفة، وتدرب على أساليب أشهر الخطباء والأدباء الرومان. وبعد انتهاء دراساته وتعميده توجه إلى مدينة ترير Trier الألمانية، وهناك اختار حياة الرهبنة، وانضم إلى جماعة من الإخوان الزهّاد في أكويلَيا Aquileia ثم غادرها مع بعض أصدقائه في رحلة حج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين. وبعد ذلك قصد مدينة أنطاكية Antiocheia عاصمة سورية آنذاك، وبدأ بتعلم اللغة الإغريقية، ثم التحق بدير في مدينة خلكيس Chalkeis (قنسرين الحالية جنوبي حلب) وبقي فيه ثلاث سنوات، ثم غادر الدير ليعيش عيشة الرهبان في صومعة على أطراف الصحراءومترجم الكتاب المقدس إلى اللاتينية. وُلد لأسرة مسيحية ثرية في بلدة ستريدون Stridon الواقعة في مقاطعة دَلماتيا Dalmatia المطلة على البحر الأدرياتيكي. تلقى تعليمه في روما على يد دوناتوس A.Donatus مؤلف أشهر كتاب في قواعد اللغة اللاتينية، فدرس اللغة والبلاغة والفلسفة، وتدرب على أساليب أشهر الخطباء والأدباء الرومان. وبعد انتهاء دراساته وتعميده توجه إلى مدينة ترير Trier الألمانية، وهناك اختار حياة الرهبنة، وانضم إلى جماعة من الإخوان الزهّاد في أكويلَيا Aquileia ثم غادرها مع بعض أصدقائه في رحلة حج إلى الأماكن المقدسة في فلسطين. وبعد ذلك قصد مدينة أنطاكية Antiocheia عاصمة سورية آنذاك، وبدأ بتعلم اللغة الإغريقية، ثم التحق بدير في مدينة خلكيس Chalkeis (قنسرين الحالية جنوبي حلب) وبقي فيه ثلاث سنوات، ثم غادر الدير ليعيش عيشة الرهبان في صومعة على أطراف الصحراء

 

معجزة فلكيّة

 

في كانون الأول سنة 1603 لحظ العالم الفلكي "كبلر" في براغا تقارب الزهرة والمشتري في مجموعة الأسماك السمائيّة.  وأكّد أنّ مثل هذه الظاهرة حصل سنة مولد السيّد المسيح نفسها. وأنّ تلك السنة شهدت ثلاث مرات ظاهرة النور الساطع الباهر في كبد السماء – بسبب تقارب الزهرة والمشتري في مجموعة الأسماك. وهذا يفسّر ظهور النجم الذي رآه علماء المشرق فجاءوا يبحثون عن الطفل يسوع وقدّموا له الهدايا والإكرام. والجدير بالملاحظة أنّ هذه الظاهرة تتمّ مرّة كل سبعمئة وأربع وتسعين سنة (794 عاماً) ولكن في تلك السنة ظهرت ثلاث مرات! إذن ميلاد المسيح معجزة فلكيّة يُشير إليها متىّ في الفصل الثاني من إنجيله.

 

شجرة عيد الميلاد

 

تقليد متوارث وعلامة إعادة الحياة… في ليلة من ليالي شهر ديسمبر، أقبل القديس "بونيفاس" 670-755 على جماعة من الأوثان من قبائل "الكون" في بلاد الجرمان. فوجدَهم يقدّسون في الغابات إحدى الأشجار على أنّها تجلب لهم الحظ والحياة وأنّ من يُسيء إليها يموت. وكانوا على وشك أن يقدّموا لها ذبيحة من البشر. فأنقذ القديس ذلك الفتى من براثن الموت وقطع الشجرة بفأس حتى سقطت ولم يحدث له شيء. ففرح أهل القبيلة بنجاة الفتى. وبدأ القدّيس يكلّمهم عن محبّة الله للبشر وقال: "منذ الليلة ستكون الشجرة رمزاً لإعادة الحياة. ووضع الشجرة عند أقدام الطفل يسوع في المغارة". ومنذ ذلك الوقت انتشر تقليد شجرة عيد الميلاد في جميع أنحاء العالم وتوارثته الأجيال جيلاً بعد جيل.

 

خاتمة

 

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسيّة الشقيقة بميلاد المسيح والظهور في السادس من كانون الثاني الجاري حسب التقليد القديم، ويتزامن مع أعياد الكنيسة الكاثوليكيّة وتحديداً عيدَي الظهور وتذكار مجيء علماء المشرق إلى بيت لحم لإكرام الطفل يسوع. والعبرة في الأعياد المسيحيّة ليست في دقّة تواريخها والتقاليد المدنيّة ولكن في معانيها السامية التي يجب أن نحاول فهمها بدل التمسّك بالقشور. نرجو أن يتحقّق ميلاد الفرح والسلام في النفوس الكريمة والقلوب المُحبّة التي لا تتوانى عن إعانة المعوز والفقير والبائس. وميلاد للسلام نرجوه في بلادنا الحبيبة وسائر أنحاء المعمورة.