بندكتس السادس عشر يقارن فضائل المجوس بفضائل الأسقف في عيد الدنح المجيد

على الأساقفة أن يتحلوا بالشجاعة والتواضع

 

 

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 6 يناير 2012 (ZENIT.org).

الدنح هو عيد النور. "قومي استنيري [أورشليم] فإن نورك قد وافى ومجد الرب قد أشرق عليك" (أش 60، 1). بكلمات النبي أشعيا هذه، تصف الكنيسة مكنون هذا العيد. لقد جاء إلى العالم النور الحق، الذي يجعل البشر نورًا. يمنحهم قدرة أن يضحوا أبناء الله"، بهذه الكلمات افتتح البابا بندكتس السادس عشر عظة عيد الدنح المجيد في البازيليك الفاتيكانية صباح اليوم الجمعة 6 يناير 2012.

وأوضح قداسته أن مسيرة المجوس إنما هي بالنسبة لليتورجية بدء مسيرة طويلة تدوم مدى التاريخ. فمع هؤلاء الرجال يبدأ حج البشرية نحو يسوع المسيح – نحو ذلك الإله الذي ولد في حظيرة؛ مات على الصليب، وبما أنه قام فهو معنا كل الأيام، حتى انقضاء الدهر.

بعد الرعاة البسطاء، يأتي إلى يسوع الحكماء، من الشرق، وخلفهم حافلة من الشعوب من كل الحضارات والثقافات. يفتتح المجوس مسيرة الشعوب إلى المسيح.

هذا وقد سام البابا خلال الاحتفال الرسمي رئيسي أساقفة جديدين هما تشارلز جون براون، رئيس أساقفة فخري على أكويليا وتعينه سفيرًا بابويًا في إيرلندا، ومارك سولشنسكي، رئيس أساقفة فخري على قيصرية موريتانيا، وسفيرًا بابويًا في جورجيا وأرمينيا.

وفي المناسبة تساءل البابا عما يمكن للأساقفة تعلمه من المجوس. كان المجوس ينتمون إلى التقليد الفلكي الكبير الذي نشأ عبر العصور في منطقة بلاد ما بين النهرين. كان رجال علم، ليس فقط بمعنى أنهم كانوا يريدون معرفة أمور كثيرة، بل بمعنى أنهم كانوا يريدون أكثر. كان في الوقت عينه رجالات شجاعة ومتواضعة. كانوا أشخاصًا يبحثون عن الوعد وعن الله. وكانوا رجالاً نبيهين، قادرين أن يحدسوا علامات الله. كما وكانوا باحثين مقدامين تابعوا مسيرة البحث رغم التعب الذي تنطوي عليه.

اعتبر الأب الأقدس أن كل هذه الأمور هي خصائص يجب أن تميز الخدمة الأسقفية. فعلى الأسقف أيضًا أن يكون "إنسانًا يعتري الاضطراب قلبه ويحثه للبحث عن الله والتقرب منه أكثر فأكثر، أن يبحث عن وجهه، يتعرف عليه أكثر فأكثر، لكي يستطيع أن يحبه أكثر".

"على الأسقف أن يتحلى أيضًا بالتواضع والشجاعة، فلا يلتفت إلى ما يقول بشأنه الرأي السائد، بل يركن إلى معيار حقيقة الله ويلتزم بها في الوقت المناسب وغير المناسب".