إيطاليا: ضرورة تحطيم جدار الأنانيات القومية

رئيس الوزراء الإيطالي في مقابلة مع إذاعة الفاتيكان

 

 

روما، الاثنين 23 يناير 2012 (ZENIT.org)

 " كانت تجربة عميقة لا تنسى".. بهذه الكلمات وصف رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي زيارته إلى الفاتيكان يوم السبت الفائت 14 يناير خلال مقابلة أجراها مع وسائل الإعلام التابعة للكرسي الرسولي، دعا فيها إلى "كسر" جدار الأنانية القومية.

شكّلت "الأزمة الاقتصادية وأهمية اليورو والعلاقات بين الدولة والكنيسة" الموضوعات الرئيسية للمقابلة. وأقرّ مونتي أنّ العلاقات بين الدول والكنيسة يمكنها أنّ تشكّل "جسراً" و"ثغرة" يمكن من خلالها "كسر" جدار الأنانيات القومية و"تعزيز" معنى الانتماء المرادف لـ "الاحترام والمسؤولية والتضامن" مؤكداً أن "التغلب على الأزمة يتطلب التطلع إلى المستقبل بشجاعة وأمل مع إعادة اكتشاف الجذور".

وإزاء خطورة الأزمة وسلوك الطبقة الحاكمة في إيطاليا وأوروبا، شدد مونتي على "حق المواطن في المطالبة بسلوكيات شفافة وذات مصداقية" معتبراً أنّ "مصاحبة العلل الاجتماعية على طرقات الهروب السهلة لا تؤدّي إلى إرساء نظام السليم وعلاقة سليمة بين الرأي العام والمؤسسات" مؤكّداً أنّ "المناهضة السياسية والمناهضة البرلمانية قد تكونا مضللتين".

ثم دخل مونتي صلب الأزمة وأسبابها، ودقّ ناقوس خطر تحوّل اليورو إلى عامل تفكك وصراع نفسي في حال عدم مواجهة الأزمة بروح "التلاحم" بين الدول الأوروبية كافة.
كما نبّه إلى أنّ "اعتبار اليورو سبب الأزمة ليس خطأ اقتصادياً فحسب، بل حجة ومحاولة لإعفاء أوروبا من مشاكل نتجت عن وقائع ومسؤوليات ومصالح مختلفة تماماً". وأضاف أنّ "لليورو تأثير إيجابي على حياة الناس" وأنّ "التغلب على الأزمة يتطلّب رفع "راية القيم" حتى فوق مصلحة العملة". ونوّه رئيس الوزراء أنّ ولادة اليورو استوجبت "مجموعة من الالتزامات" تضمن إدارةً مسوؤلة للميزانيات العامة داعياً إلى "احترام أفضل" للقيم الأخلاقية الأساسية مثل "الإنصاف بين الأجيال".

وبعد التأكيد على أهمية "الاتحاد القوي" بين "المواطنين والمؤسسات" في خضمّ الظروف الراهنة، ردّد مونتي كلمات البابا قائلاً: "عقلنا هو الوسيلة التي ستمكّننا من إيجاد الوسائل المنشودة".

وعن دور المشاركة الكاثوليكية في التجديد الأخلاقي والثقافي للسياسة في إيطاليا، أكّد مونتي على "البعد الاجتماعي والعام للواقع الديني" ولا سيّما الطابع "المميّز" الذي من شأنه تفعيل "التعاون المتبادل" بين الدين والسياسة. وشرح أنّ ذلك لا يعني "إنزال الإيمان إلى مستوى حميم وشخصي" بل "إعادة تأكيد استقلاليته" عن السياسة وعدم تحويله إلى "نتيجة طبيعية ونظرية لرؤية العالم من منظور معيّن" كما يؤكد البابا. وختم قائلاً: "لقائي مع البابا كان بالفعل تجربة عميقة لا تنسى".