رسالة العذراء في لورد ما زالت آنية

دعوة إلى "الصلاة والتوبة"

 

 

روما، الإثنين 13 فبراير 2012 (ZENIT.org).

إن رسالة العذراء في لورد لم تفقد آنيتها أبداً، هذا ما أعلنه بندكتس السادس عشر قبل صلاة التبشير الملائكي، يوم الأحد 12 فبراير، من نافذة مكتبه المطلة على ساحة القديس بطرس.
أشار بندكتس السادس عشر إلى لقاء القديس فرنسيس الأسيزي والأبرص، وكيف أنهما خير مثال عن تحرير المسيح  للبشريّة، ثم تحدث عن عيد العذراء في لورد، وهو في الحدي عشر من فبراير، في الذكرى السنوية لظهورها في ماسابيل، عام 1958. دعا البابا للصلاة، للتوبة والرحمة.
قال بندكتس السادس عشر: "أصدقائي الأعزّاء، لنوجه صلاتنا للعذراء مريم، التي احتفلنا بعيد ظهورها في لورد البارحة. إن العذراء قد ائتمنت برناديت على سرّ: الدعوة للصلاة والتوبة. يأتي المسيح دوما لمساعدتنا من قبل والدته، ليحررنا من جميع أمراض الجسد والروح. فلنسمح له بلمسنا وشفائنا، ولنرحم إخوتنا!".
إن الظهورات الثمانية عشرة  لبيرناديت سوبيرو تمت  منذ الخميس 11 فبراير وحتى الخميس 16 يوليو عام 1858. يذكر الموقع الإلكتروني لمزارات  لورد عن تسلسل الظهورات الـ 18: نادت العذراء إلى التوبة يوم 24 فبراير، وفي 2 مارس، طلبت  كنيسة صغيرة، وفي 25 مارس، كشفت عن اسمها.

اللقاء الأول: الخميس 11 فبراير 1858
الظهور الأول. ذهبت برناديت برفقة شقيقتها وصديقتها إلى ماسّابيل، لجمع الحطب. أزالت جواربها لعبور النهر والذهاب إلى المغارة، عندها سمعت ضوضاء أشبه بهبّة رياح، فرفعت برأسها صوب المغارة : "شاهدت امرأة متشحة بالبياض: ترتدي ثوب أبيض، حجاب أبيض، حزام أزرق وزهرة صفراء على كلا القدمين". رسمت بيرناديت إشارة الصليب وصلّت المسبحة  مع السيّدة. وعند انتهاء الصلاة، اختفت المرأة فجأة.

المياه المباركة: الأحد 14 فبراير 1858
الظهور الثاني. شعرت بيرناديت برغبة قويّة تدفع بها للعودة إلى المغارة رغم معارضة والديها. بعد إصرار كبير سمحت لها والدتها بالذهاب؛ وبعت تلاوة حوالي العشرة مسابح، رأت ظهور السيدة من جديد. ورمت لها المياه المباركة. ابتسمت السيدة وحنت رأسها. وبعد انتهاء الصلاة اختفت من جديد.

حديث السيدة: الخميس 18 فبراير
الظهور الثالث. للمرة الأولى السيدة تتكلم. قدمت لها برناديت قلم ومحبرة وطلبت منها كتابة اسمها. أجابتها: "هذا ليس ضروريا." ثم أضافت: "لن أعدك بالسعادة في هذا العالم بل في العالم الآخر. من فضلكم، هل يمكنكم الحضور إلى هنا خلال 15 يوما؟".
الشمعة الأولى: الجمعة 19 فبراير 1858
الظهور الرابع. ذهبت برناديت إلى المغارة حاملة شمعة مباركة ومضاءة. ومن هنا ولدت عادة حمل الشموع وإضاءتها أمام المغارة.  

الحزن العميق: السبت 20 فبراير 1858
الظهور الخامس. علمتها السيدة صلاة شخصيّة. وعند انتهاء اللقاء حل حزن كبير على بيرناديت.

"أكويرو": الأحد 21 فبراير 1858
الظهور السادس. ظهرت السيدة لبيرناديت في الصباح الباكر. حوالي المائة شخص قد رافقوها. استجوبها فيما بعد مفوض الشرطة جاكومي. أرادها أن تروي ما رأت. ولكن بيرناديت تحدثت عن "أكويرو" (ذلك) فقط.

السر: الثلاثاء 23 فبراير 1858
الظهور السابع. ذهبت بيرناديت إلى المغارة برفقة 150 شخصا. وعند الظهور كشفت لها سرّ "فقط لها وحدها".

"التوبة": الأربعاء 24 فبراير 1858
الظهور الثامن. رسالة من السيدة: "توبة! توبة! توبة! صلّوا إلى الله من أجل المخطأة! اذهبوا وقبلوا الأرض تكفيرًا عن الخطأة!".

النبع: الخميس 25 فبراير 1858
الظهور التاسع. روت بيرناديت بحضور حوالي الـ 300 شخصا، قائلة: "طلبت مني الذهاب إلى النبع لشرب المياه (…)لم أجد سوى القليل من المياه. وعند المحاولة الرابعة استطعت الشرب. ثم أعطتني عشبا موجودا بقرب النبع لآكله وبعدها اختفت فذهبت". وأمام الحشود التي كانت تسألها: "هل تعلمين بأننا نظنك مجنونة لصنع هذه الأشياء؟" أجابت: "أصنع هذا من أجل الخطأ".  

الصمت: السبت 27 فبراير 1858
الظهور العاشر. أمام 800 شخصا من الحضور، كان الظهور صامتا. شربت بيرناديت من النبع وأدت ما كانت تؤديه في المعتاد  من أجل ارتداد الخطأة.

التوبة: الأحد 28 فبراير 1858
الظهور الحادي عشر. أكثر من ألف شخص يشاهدون انخطاف برناديت. بيرناديت تصلي، تقبل الأرض وتركع على ركبتيها علامة التوبة. وبعدها أخذوا بها إلى القاضي الذي هددها بالسجن.

الأعجوبة الأولى في لورد: الإثنين 1 مارس
الظهور الثاني عشر. اجتمع حوالي الـ 1500 شخصا ومن بينهم ولأول مرّة كاهن. وفي الليل، كاثرين لاتابي، إحدى الصديقات من لورد، ذهبت إلى المغارة، بلت ذراعها المكسور من مياه النبع: فعاد ذراعها ويدها إلى ليونتهما.

الرسالة للكهنة: الثلاثاء 2 مارس 1858
الظهور الثالث عشر. ازدادت الحشود. طلبت السيدة منها: "اذهبوا وأخبروا الكهنة بالمجيء بموكب إلى هنا وليبنوا كنيسة". أخبرت بيرناديت الكاهن بيرامال، كاهن لورد. فلم يشأ سماع شيء إلا: إسم السيدة. وأراد أدلّة: رؤية زهر المغارة في الشتاء.

ابتسامة السيدة: الأربعاء 3 مارس 1858
الظهور الرابع عشر. منذ السابعة صباحا، وبحضور 3000 شخصا، ذهبت بيرناديت إلى المغارة، ولكن لم يحصل أي ظهور! بعد المدرسة، شعرت  بداخلها بدعوة السيدة. عادت إلى المغارة وسألتها عن اسمها. أما الجواب فكان ابتسامة. فقال لها الكاهن بيرامال  من جديد: "إذا كانت السيدة ترغب بكنيسة فعلا، لتقل اسمها ولتزهر الورود في المغارة".

ثمانية آلاف شخص أمام المغارة: الخميس 4 مارس 1858
الظهور الخامس عشر. تزايد كثيف للحشود (حوالي 8000 شخص) المنتظرة أعجوبة بعد اليوم الخامس عشر. الظهور صامت. والكاهن بيرامال متمسك بموقفه. وخلال عشرين يوم، لم تذهب بيرناديت إلى المغارة: لم تعد تشعر برغبة بالذهاب.

كشفت أخيرا السيدة عن اسمها: الخميس 25 مارس 1858
الظهور السادس عشر. أعلمت السيدة أخيرا خلال الظهور عن اسمها ولكن الورود التي كانت تضع عليها قدميها عند الظهور لم تزهر. قالت بيرناديت: "رفعت عيناها إلى السماء، وجمعت يداها، التين كانتا مفتوحتين صوب الأرض، بعلامة الصلاة، وقالت لي: Que soy era immaculada councepciou" (أنا الحبل بلا دنس). عادت بيرناديت إلى المنزل عدوا، وعلى الطريق، لم تتوقف عن ترداد  هذه الكلمات التي لا تعلم معناها. وتّرت هذه الكلمات الكاهن. أما بيرناديت فلم تكن تعلم أن هذه الكلمات اللاهوتيّة هي لقب لاهوتي للعذراء مريم. وبعد مرور أربع سنوات، أي عام 1854، قام البابا بيوس التاسع بإعلانها حقيقة في الإيمان الكاثوليكي (عقيدة الحبل بلا دنس).

أعجوبة الشمعة: الأربعاء 7 أبريل 1858
الظهور السابع عشر. خلال هذا الظهور، كانت بيرناديت تمسك بشمعتها مضاءة. لف اللهيب يدها لوقت طويل دون أن يسبب لها بالحروق. على الفور، استنتج الطبيب دوزوز هذا الأمر.  

الظهور الأخير: الخميس 16 يوليو 1858
الظهور الثامن عشر. شعرت بيرناديت بهذا الشعور الغامض من جديد، وهو الرغبة بالذهاب إلى المغارة، ولكن الوصول إلى ماسابيل بات ممنوعًا وقد تم إغلاق المكان بسياج. عندها ذهبت إلى الجهة الأخرى… ورأت العذراء مريم، لآخر مرّة: "شعرت وكأنني أمام المغارة، وكنت على المسافة عينها من العذراء مثل المرّات السابقة، ولم أر العذراء أبدا بهذا الجمال".

*** نقلته إلى العربيّة م.ي.