14 مارس 2012 – خاص بالموقع
إذا تأملنا في أيقونة صليب سان دميانو (بإيطاليا) نكتشف جمال السر الفصحي الذي يسطع من خلال المسيح المصلوب مع نفوس المخلصين الذين حوله ، فوق رأسه وعن يمينه ويساره ، وندرك أن هناك وحدة وثيقة بين موت المسيح وقيامته .
أنظر إلى المسيح في أيقونة : إنه مُستمر على الصليب وإنما حىّ ، مكلل بالمجد . . عيناه مفتوحتان واسعتان تشع منهما الرحمة والغفران . . حب نوراني ، قاهر خطيئة العالم وشر إبليس . ينظر إليك ويقول لك : إني أحببتك منذ الأزل وأحبك الآن وسأحبك إلى الأبد ، مهما كانت خطاياك، وقد اختبر القديس فرنسيس الأسيزي هذا الحب غير المتناهي على جبل ألفرنا (بإيطاليا) عندما وهبه المسيح نعمة الجراحات في جسمه ، علامة لحبه له ومشاركته في آلامه .
وفي نشيد المخلوقات الذي كتبه فرنسيس قبل وفاته ، أراد أن يعبر عن عظمة هذا الحب الإلهي الذي يتجلى في أيقونة صليب سان دميانو . . والذي كلمه لكى يصلح كنيسته . في هذا النشيد يفيض فرنسيس بالفرح والسلام ، رغم آلامه ومرضه . ينشد فرنسيس ويسبح الرب من أجل الشمس والقمر والنجوم ، من أجل النار وباقي المخلوقات ، رغم أنه ضرير . . لا يرى شيئا ! نكتشف في نشيده الوحدة بين الألم والفرح . . بين الصليب والقيامة ! في هذا النشيد يعبر فرنسيس مع المسيح من الآلام وظلم الموت إلى نور ومجد القيامة .
بهذه النظرة الفصحية ، نظر فرنسيس إلى العالم ويعترف إنه جميل . . جميل . . "حسن جداً" (تك) لأن المخلوقات ، بالنسبة له ، هى ، منذ الآن ، " السماء الجديدة والأرض الجديدة " التي حققها المسيح بقيامته !
أنت أيضاً عزيزي ، يدعوك المصلوب الذي يعانقه فرنسيس حبيبه أن تتقبل بحب وفرح ضعفك ومرضك والآمك مع آلامه . . يدعوك أن تنظر إلى الدنيا وإلى كل إنسان بعيون القائم من الأموات . . عندئذ ستكتشف مع فرنسيس أنها جميلة وحسنة لأنها منذ الآن تقودك إلى سماء جديدة وأرض جديدة .
الأب / يوســف المصـــري